السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات أرض التسامـح والسلام

الإمارات أرض التسامـح والسلام
19 مايو 2016 01:43
أعد الملف: دينا مصطفى وليد همام، علي عبدالغني، سها إبراهيم (أبوظبي) الإمارات المتسامحة والمنفتحة تحتضن مئات الآلاف من المغتربين والوافدين الذين يعيشون على أرضها بحرية وسلام وسعادة ليكونوا نسيجاً متمازجاً ومتناغماً، لتصل الإمارات برسالتها الإنسانية إلى العالم. ولا يقتصر التسامح في الإمارات على مظاهر التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الجنسيات المختلفة فحسب، بل أيضاً على مسارات سياسية ودينية وتاريخية مختلفة داخل الإمارات وخارجها، فهو ثمرة جهود كبيرة لقادة الإمارات منذ قيام الدولة الاتحادية عام 1971، تجلت في مد الإمارات أياديها البيضاء ومشاريعها الخيرية لدعم ومساندة شعوب العالم كافة، بصرف النظر عن الدين أو العرق أو اللون. وفي الداخل، تجلت مظاهر التسامح في مبادرات الإمارات التي تدعو لإرساء دعائم الإسلام الوسطي، وإعلاء قيمة تقبل الآخر بثقافته ومعتقداته المختلفة، والإصرار على مكافحة الإرهاب والتطرف، وإظهار الوجه الحقيقي للإسلام. واكتملت الصورة بإصدار قانون لمكافحة العنف والكراهية، ثم استحداث وزارة التسامح، لتكون الأولى من نوعها في العالم، لتتحول الإمارات إلى منارة بحق للتسامح والرحمة والعدل والمحبة. «الاتحاد» رصدت مظاهر التسامح على أرض الإمارات. يقول الدكتور عبد الله الريس مدير عام الأرشيف الوطني، إن المتأمل في سيرة القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يجدها مكللة بقيم المحبة والتسامح والوسطية والتعايش، ولم تكن هذه الفضائل محصورة في حدود الإمارات فحسب، وإنما كانت أيضاً رسالة إنسانية وصلت إلى دول العالم قاطبة، ما جعل الإمارات موئلاً لأجناس شتى من مختلف أصقاع الدنيا ليعيشوا فيها بأمن وسلام ومودة. وأشار إلى أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان يرى دوماً أن من واجبه تقديم المساعدة حيثما استطاع في الداخل والخارج، لأنه كان يتعاطف كثيراً مع الشعوب في أوقات المحن والمعاناة. وقال: «حين انتشر مرض «الدودة الغينية» على مستوى الوباء في بعض البلدان في أواسط تسعينيات القرن الماضي، وضربت الدودة مناطق واسعة جداً من افريقيا، انبرى الشيخ زايد، رحمه الله، ليتبرع بالمال دعماً للجهود التي تكافح ذلك الوباء الذي عرف بالأفعى النارية، وكثيراً ما وجّه بضرورة تقديم المساعدات والإغاثة إلى البلدان التي تتعرض للكوارث الطبيعية بصرف النظر عن الدين أو المعتقد». وأوضح أن الشيخ زايد كان يقدم كل أنواع الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة، ففي أحد الأيام وبينما كان يقود سيارته على طريق المطار في أبوظبي، صادف زحاماً مرورياً، وكان مركزاً حول أحد المباني، فخرج من سيارته ليستكشف السبب، فقيل له: «إن السيارات التي تعرقل الطريق هي لأهالي الأطفال المعوقين الذين يصطحبون أطفالهم من المركز الخاص بهم، والمركز يقع في الدور العاشر من المبنى، والمصعد كان معطلاً، فأمر على الفور بتخصيص مبنى مناسب لأولئك الأطفال، وقام بزيارة مركزهم الجديد، وأحاطهم بالعناية والاهتمام». وأضاف أن ثقافة التسامح التي أرسى دعائمها الشيخ زايد، رحمه الله، وعززها السائرون على دربه، أسهمت في بناء وطن صار واحة للتسامح والاعتدال، وهي قيم حصنت المجتمع الإماراتي من أمراض التعصب، وجعلته مضرب مثل في تقبل الآخر واحترام خصوصيته. وقال إن التحولات الحاسمة في مجتمع الإمارات رافقتها تحولات فكرية واجتماعية كبرى، كان لها أكبر الأثر في إعادة صياغة كثير من المفاهيم، ما أنتج مجتمعاً متميزاً بالانفتاح على ثقافات الآخر المختلف دون المساس أو التفريط بقيم الدولة وهويتها الوطنية. وقال إن الإمارات منحت المواطنين غير المسلمين فرصة الإسهام في بناء الوطن، وكانت المدرسة الكاثوليكية أول مدرسة تبنى في أبوظبي، وتبعتها مدارس أخرى، وهذا التفاعل هو ثمرة التسامح الذي تتحلى به الإمارات، وأراده الشيخ زايد مشروعاً حضارياً يدل على نهوض الأمة وتقدمها. وأوضح أن الشيخ زايد غرس في مجتمع الإمارات التعايش الحضاري وتعهدته القيادة الحكيمة التي سارت على نهجه بالعناية والرعاية، حتى غدا من صفات المجتمع. يقول محمد سعيد الرميثي الباحث في التراث الشعبي، إن التسامح أخذ مساحة كبيرة من اهتمام قادة الإمارات الذين استمدوه من الشريعة السمحاء التي حثت المسلمين على ذلك، سواء فيما بينهم أو في تعاملهم مع أهل الديانات الأخرى، والإمارات قبل وبعد الاتحاد، تعايشت مع الجميع، وسادتها المحبة والوئام، وأصبحت قبلة لمختلف الفئات والديانات والأعراق على مستوى العالم، من غير المساس بديانتهم أو ثقافتهم أو التعرض لأفكارهم وعاداتهم الاجتماعية، ما جعل مجتمعنا منفتحاً على الآخرين، وبعيداً عن كل أنواع التعصب والكراهية، ويقوم على احترام الإنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو وطنه أو دينه. وأكد أن هذه النظرة الإنسانية المستمدة من ديننا الحنيف، حرص المغفور له الشيخ زايد على ترسيخها، ويتجلى ذلك في مسجد الشيخ زايد الذي اشتهر بتنوع التصاميم المختلفة والمدارس المعمارية الإسلامية التي شاركت في بنائه. وأثنت كاي وايز المستشارة في مؤسسة «وايز شويس» الأميركية، على دور السياسات الحكومية في الإمارات في المساواة بالاعتماد على أسس قانونية ومعايير مجتمعية، ترجمت في صورة تشريعات تطبق دون تمييز. حين وصف الصحفي الأميركي جوناثان أيتكان دولة الإمارات بـ«واحة التسامح» منذ أشهر في مقاله في مجلة «ذي أميركان سبيكتاتور»، لم يكن يدر بخلده أن الحكومة الإماراتية ستذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، حين أعلنت استحداث وزارة كاملة هدفها الأول هو نشر التسامح في البلاد. وأشار أيتكان أنه سافر إلى أبوظبي لزيارة ابنه الذي يعمل هناك، ليجد ما وصفه بـ «ضيافة كريمة وترحيب بجميع المسيحيين من الفئات كافة في المجتمع الإماراتي». وأشار الكاتب إلى أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان، وضع الأسس للحريات الدينية في البلاد بحضوره مراسم تدشين كنيسة القديس أندرو الإنجليكانية في أبوظبي، وهي اللبنة الأولى في بناء مثال للتسامح يحتذى به لكل دول المنطقة. ولكن لم تتوقف مساعي قيادات الدولة عند هذا الحد، إذ أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إجراء تغييرات هيكلية على شكل الحكومة، تضمنت استحداث منصب وزير دولة «للتسامح»، وكان من نصيب الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي. وقال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف لـ «الاتحاد»، إن استحداث وزير دولة للتسامح في التشكيل الوزاري سيعزز مكانة الإمارات عالمياً. وأضاف أن منهجية الهيئة في ترسيخ قيم التسامح في مجتمع دولة الإمارات، واحترام التعددية الثقافية والدينية والحضارية لكل من يفد إلى دولة الإمارات من عمالة وسياحة ورجال أعمال وشركات ومؤسسات اقتصادية وتعليمية وإنسانية، باعتبارها روافد تثري نهضة بلادنا، وتتشارك في صياغة النسيج الاجتماعي الذي ترعاه قيادتنا الرشيدة. والتسامح في الإمارات من أبرز مؤشرات التعاون البناء بين مختلف المكونات الاجتماعية، وهي ثقافة أصّلها في مجتمعنا ديننا الحنيف، وحكمة قيادتنا الرشيدة ببعديها الإنساني والحضاري. وأكد الدكتور الكعبي أن التسامح موجود في رؤية الدولة منذ نشأتها، فالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وضعت في رؤيتها تعزيز قيم التسامح وفق تعاليم الإسلام السمحة التي تدرك الواقع وتتفهم المستقبل، وخصصت خطبة الوعظ الموحد على مستوى الدولة الأسبوع الأول من فبراير من كل عام تحت عنوان «التسامح والوئام بين الأديان»، وتشترك فيها خطب الجمعة مع دروس المساجد وبرامج الإذاعة والتليفزيون ووسائل الإعلام. ويقول وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعد نموذجاً فريداً في تطبيق قيم التسامح والتعايش السلمي، وأكد أن تحصين الشباب بنشر فكر التسامح في المجتمعات عملية ينبغي أن تشارك فيها جهات متعدِّدة، بدءاً من المسجد، ومروراً بالمدرسة والأسرة، ونهاية بالمؤسسات الثقافية والدينية، من أجل تعزيز قيم التسامح والوسطيَّة لدى النشء والشباب. ويقول أشعياء أمين هارون مسؤول لجنة كاتدرائية الأنبا انطونيوس في أبوظبي، إن من أبرز صور التسامح في الإمارات هو وجود كاتدرائية في دولة أغلب مواطنيها من المسلمين، وأضاف أن صورة التسامح تتضح أكثر في تفاصيل بناء الكنيسة، وذكر أن وقت اعتزامهم بناء الكنيسة أمر المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بتخصيص أرض لبناء الكنيسة للأرثوذكس في الإمارات، ثم تلاه أمر آخر من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص الجراج الخاص بمسجد الشيخ محمد بن زايد لتكون الكنيسة وسط المدينة ليتمكن الجميع من الوصول إليها بسهولة. واستطرد قائلاً «إن تسامح دولة الإمارات يتجلى في معاملة الكنيسة كمعاملة المساجد في إعفاء المصلين بالكنيسة من رسوم المواقف طول وقت الصلاة، وأيضاً إعفاء الكنيسة من مصاريف الماء والكهرباء، بل والأكثر من ذلك كله وما لا يعرفه الكثيرون هو ما قدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإعطاء الكنيسة معونة لتكملة مبانٍ كانت الكنيسة في حاجة إليها». وقال هارون إن وجود وزارة للتسامح ليس من قبيل المصادفة، وإنما هي بناء تم على أسس، وكان الأساس ما ألقاه الشيخ زايد، رحمه الله، في المجتمع، ومن وجهة نظره أن وزارة التسامح ستهتم بالفرد لأنه نواة الأسرة والمجتمع. ويقول شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، له مآثر مشهودة في نشر التسامح وتعزيزه داخل المجتمع الإماراتي منذ نشأة الدولة الإماراتية الحديثة، فأصبحت الإمارات مثالاً يحتذى به ووطناً يتعايش فيه الناس جميعاً في تناغم وود واحترام رغم اختلاف عقائدهم وجنسياتهم وألوانهم، وكل هذا انعكس بشكل إيجابي على مستقبل الإمارات من أمن وأمان واستقرار ورقي. وأكد معاليه أن من ثمرات ترسيخ قيمة التسامح بين الناس، توحيد المجتمع وجعله أكثر تماسكاً وتعاوناً، وهو ما ينعكس بشكل كبير على نهضة ورقي البلاد والعباد، فالتسامح دليل التحضر والإنسانية، لأنه يملأ القلوب بحب الخير للغير، ويزيل الكراهية بين أبناء الوطن الواحد أو من يعيشون فيه مما يولد الأمن والاستقرار. وشدد على أن الإسلام نص على حرية الاعتقاد، وكفل لغير المسلمين حرية ممارسة شعائرهم وعقيدتهم، وما يتعلق بها من أحكام وأمور، مع التزامهم واحترامهم السياق الإسلامي في المجتمع. كل هذا يؤكد لنا أنه لكي نواجه قوى التطرف والإرهاب، لا بد أن نرسخ لمبدأ المواطنة والتسامح بين من يعيشون في الوطن الواحد، وأن نؤكد ضرورة تقبل الآخر واحترامه. وقال إن تعاون الإمارات مع مختلف الدول، وعقد التحالفات على الصعد والمستويات كافة من أجل محاربة جماعات التطرف والإرهاب، أمر محمود، وهو من باب التعاون على البر، يقول تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى). يقول الشيخ مسلم بن سالم بن حم العامري عضو المجلس الاستشاري لإمارة أبوظبي، إن الإمارات من الدول السباقة في التسامح، وستظل دولة حضارية معاصرة منفتحة على كل الثقافات العالمية، لها سيادتها ودستورها الذي يحفظ حقوق كل مواطن ومقيم على أرضها الطيبة، وستبقى الإمارات بشعبها وحكومتها مثلاً يقتدى به على مستوى العالم. وأضاف بن حم، أن احترام الإنسان وتقديره والعيش المشترك والتسامح هي أخلاق الإماراتيين وتقاليد أصيلة في الدولة، توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، وهي من سمات المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، رحمه الله، الذي رسخها في سلوكنا وفكرنا، وهي أيضاً في صلب نهج قائد الدولة، خليفة الخير. حيث كان دور المغفور له الشيخ زايد في غرس قيمة التسامح في المجتمع الإماراتي، اتكاء على قيامه بحسن التواصل والتعارف مع جميع الناس، داخل الإمارات وخارجها، وامتداد مشروعاته الخيرية إلى دول عديدة ليعود نفعها على المسلمين وغير المسلمين من متضرري الحروب والكوارث وأصحاب الحاجات ومستحقي المساعدات. وتضيف ميسون بربر مدير مؤسسة الشيخة فاطمة بنت هزاع الثقافية، أن الإمارات رائدة في غرس المبادئ وتعليمها، فإنشاء وزارة للتسامح يحقق نهجاً استراتيجياً لتعليم الأجيال القادمة مبادئ الحكام الأوائل. وتؤكد أن قرار إنشاء الوزارة الجديدة نال ردود فعل وصدى عالمياً وليس محلياً فقط بفضل فكرها وعالميتها، ودعت إلى استيعاب الشباب والجيل القادم، وتربيته على قيم التسامح لتأهيله ليخرج منه قادة المستقبل الملتزمين بالنهج الذي وضعه مؤسس الدولة في إدارة بلاد التسامح. يقول المهندس مالك أبو سل، أردني الجنسية، مقيم بالإمارات منذ 12 عاماً، إن التسامح لغة ليست حديثة، تتجلى في الابتسامة في وجوه مواطني ومقيمي الدولة. وأضاف أن روح التسامح نلمسها في الهيئات والمتاجر والشوارع الأماكن الحكومية. وقالت زهرة الكامل، كندية من أصول عربية، تزور الدولة، إن التسامح الذي تتسم به الإمارات لم تره في أي دوله ذهبت إليها من قبل، وهو السبب الرئيس وراء زيارتها وعائلتها مرتين في السنة على الأقل، وترى التعايش والسلام بين الجميع. وأكدت زهرة أن التسامح ليس فقط في أن الجميع باختلاف العرق والدين والجنسية يعيش في سلام، بل ترى المواطن كالمقيم كالسائح، وهو ما لم تره في العالم. موضي اليوسف: تاريخ الإمارات يشهد بالتسامح قالت موضي اليوسف، كويتية، إنها تعيش أجمل وأروع الأوقات بين أهلها في الإمارات، وإن التسامح في الإمارات يعود لتاريخها المتأصل بين التسامح والتطور، وهو نهج المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأشارت موضي إلى أن القيادة الرشيدة بدولة الإمارات الشقيقة تسير على المنهج وتنهل من التسامح الذي أسسه المؤسس زايد الخير. وتروي موضي بعض مشاهد تراها مؤثرة، وتوضح التسامح منذ دخولها المطار وإنهاء الإجراءات الخاصة بدخولها بسهولة ويسر، وأيضاً المساعدات التي يحتاجها الجميع، لترسم دولة الإمارات على الجميع البسمة، وليس هذا فحسب، بل عندما أذهب لأماكن عامة وأشاهد الترحاب والاهتمام لتلبية ما احتاج دون عناء، فالكثير والكثير تراه هنا بالإمارات التي أعشقها واعتبرها بلدي. تسامح بلا حدود قال محمد محمود، مصري الجنسية مقيم بالإمارات منذ 10 سنوات، إن التسامح في الإمارات لم يبدأ بإعلان القيادة الرشيدة وزارة للتسامح، بل هو امتداد لمسيرة طويلة نراها في المعاملة الحسنة بين المقيم والمواطن والسائح، وهذا ليس غريباً أو مستبعداً عن عيال زايد، فالتسامح يجري في عروقهم كمجرى الدم، ولا ينكر أحد أنه ينهل منهم التسامح بمجرد التعامل معهم. ويؤكد أنه لن ينسى ما قاله له أحد الزائرين للدولة من أصدقائه ويعيش في إحدى دول أوروبا، من أنه شعر بالخجل في زيارته الأولى للإمارات من المعاملة التي لمسها من المواطنين في كل مكان ذهب إليه، ووصفهم بالمتسامحين، وظل التسامح بالإمارات هو محور الحديث بيننا طوال فترة زيارته، لدرجة أنه قال لي تعلمت من أبناء الإمارات كيف أكون متسامحاً. ويقول فادي فياض، فنان تشكيلي مقيم بدولة الإمارات، إن مظاهر التسامح عديدة وموجودة في كل ركن من أركان الدولة التي تأسست على روح الإخاء والتسامح في كل شيء، ويحضرني قصة عندما جاءني مجموعة من الأصدقاء الكنديين في زيارة سياحية، وفي هذه الأثناء تم الإعلان عن وزارتي التسامح والسعادة.. فانبهروا بهذه الوزارات وعملها في إسعاد الناس، ووجدوا أن كل شيء موجود في رحلتهم يحس على التسامح في العلاقات بين الناس، وكذلك الكل يبتسم في وجهك رغم اختلاف الأجناس واللغات والأديان.. وجدوا الكل يمارس حياته بأمان واستقرار لم يجدوا له مثيلاً في أي دولة أوروبية أو عالمية. الإمارات تحتضن الجميع وتؤكد سماهر الحاضري طالبة بجامعة السوربون، أنها ولدت في الإمارات، ووجدت نفسها وسط مع جنسيات وثقافات عديدة من أوروبا وأفريقيا وأميركا ودول عديدة، فوجدت الإمارات تحتضن الجميع دون تمييز، فالكل متعايش يحترم بعضه بعضاً، ويحكم فيما بينهم بقانون عادل مبني على الحريات والاحترام للجميع. وتضيف الحاضري أنها تجد الابتسامة والاحترام على وجوه زملائها في الحرم الجامعي، دليلاً على الراحة النفسية والتسامح الذي يملأ جنابات هذه الدولة العريقة. وتطالب الحاضري وزارة التسامح بترسيخ هذا المبدأ وتعليمه لكل المواطنين والمقيمين في الدولة، وجعله المحور الأساسي في مناهج التعليم لتحافظ الأجيال على الهوية الإماراتية المتسامحة والمتحابة في الله. الإمارات دولة عالمية رائدة ويقول رائد أحمد من سوريا بالصف الثاني عشر، يتمثل التسامح في الإمارات في وجود عدد كبير من المقيمين من جنسيات مختلفة، وتعدد في الأديان والتعايش فيما بينهم بالسلمية والتآخي.. ولا يوجد أي تفرقة بينهم، فالكبير يجل الصغير والصغير يحترم الكبير وكل فئات المجتمع متآلفة ومتحابة، حتى فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، تجد كل الاحترام والحقوق والحب من الجميع في المعاملات والحقوق والواجبات. ويضيف أحمد، أن الإمارات دولة عالمية في كل شيء، تسبق الجميع في الابتكار والإبداع واستحداث كل ما هو جديد، وآخره وزارتا التسامح والسعادة. حسن التواصل والتعارف يؤكد أحمد الحوسني طالب بالمعهد البترولي، أن المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، غرس قيمة التسامح في مجتمع الإمارات، حيث أحسن التواصل والتعارف مع جميع الناس، وشملت أياديه البيضاء، ومشروعاته الخيرية دول العالم، ليعود نفعها على المسلمين وغير المسلمين من متضرري الحروب والكوارث وأصحاب الحاجات ومستحقي المساعدات. واليوم يسير حكامنا على النهج بإنشاء وزارة للتسامح لترسيخ مبادئ الأجداد، ولينشروا ثقافة التسامح بين الناس كجزء من نهج ونجاح سياسات الدولة داخلياً وخارجياً. وفي النهاية طالب الحوسني وزارة التسامح، بوضع السياسات والمبادئ لترسيخ التسامح بين شباب المواطنين ليحملوا راية المستقبل السياسي والنهج المتميز لدولة الإمارات. التسامح سمة وقيمة قال ناصر سبعان من جامعة خليفة، إن التسامح صفة أصيلة في المواطن الإماراتي، غرسها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ولا ننسى أن بداية الإمارات كانت متفرقة، ولكن بحكمة الشيخ زايد وبالتسامح حقق التكامل والاتحاد، والإمارات تحتضن شعوباً من كل أقطار الأرض، يتعايشون في سلام وسعادة وتسامح ومحبة، وبحكمة القيادة الرشيدة تعلموا التسامح مع الآخرين، وكيف نحترم الثقافات الأخرى. وقال من هذا المنطلق، تم تأسيس وزارة التسامح وصدر القرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكذلك وزارة التسامح، جاءت لتعزز الفكرة في المجتمع، لتجعلها مبدأ قوياً وقانوناً يحمي الجميع. وطالب سبعان، من وزارة التسامح تأصيل فكرة التسامح بين الطلاب في المدارس والجامعات حتى يستكملوا ما بدأه الأجداد. وقال حسن آل علي من جامعة خليفة، إن الإمارات استحدثت وزارات جديدة، منها وزارة التسامح التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم. والإمارات تسير على نهج الرسول الكريم في إنشاء وتأصيل وزارة التسامح ليكون منهجاً وطريقاً لإدارة الدولة. وأضاف أنه من أبرز أمثلة التسامح في الدولة هو التعايش بين الناس في ظل قانون يحمي الجميع، ووزارة جديدة تؤصل لهذا المبدأ. وقال رعد عتوم من الأردن، إنه يعيش في الإمارات منذ عشر سنوات في بناية يسكنها أكثر من 100 أسرة من جنسيات العالم المختلفة، وتشكل معظم قارات الدنيا، وأكد أن الإمارات هي النموذج الأممي في في البناية التي يسكنها، كلنا نتعايش بحب واحترام دون المساس بالمعتقدات أو الديانات، الكل يعلم ما له وما عليه، والقانون في الإمارات عادل بين الجميع، حيث تم تأسيسه على فكرة الاحترام والتسامح من قبل قيادات الدولة الأوائل. وأضاف أن إنشاء وزارة للتسامح ليس جديداً على دولة كل من فيها متسامح.. وطالب المقيمين والمواطنين مساعدة هذه الوزارة الجديدة في تأصيل هذا المبدأ بين أولادهم، والمحافظة على هذه القيمة النبيلة. أرض التسامح والسلام أكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي، أول وزيرة للتسامح في دولة الإمارات لـ«الاتحاد»، أن الإمارات هي أرض التسامح والسلام، ففي الإمارات تنعم أكثر من 200 جنسية بالخير والعطاء والتوافق، يعملون ويدرسون ويمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية. وأوضحت معاليها أن تاريخ الإمارات القديم والمعاصر، شاهد على التسامح على أرضها وعلى انفتاحها الحضاري، وأن المقيمين كافة يتمتعون بالحقوق كافة، وعليهم واجبات ومسؤوليات مجتمعية تجاه الدولة. وأشارت معاليها إلى تقرير الأمم المتحدة لمؤشر السعادة العالمي لعام 2016، حيث جاءت الإمارات الأولى خليجياً وعربياً، والمرتبة 28 عالمياً، ما يعكس مدى التسامح والتمازج الثقافي في الدولة. وقالت إن الإماراتيين يتسمون بقيمهم الإسلامية والعربية التي رسخت فيهم قبول الآخرين والتضامن لخدمة الإنسان والعالم، وإرثنا الإماراتي زاخر بالكثير من المواقف النبيلة والمشهودة إقليماً وعالمياً. وأكدت معاليها أن إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قانوناً لمكافحة التمييز والكراهية يعد تأكيداً لمدى استشراف القائد للمستقبل، فالقانون سبق تشريعي يحدد أسساً صلبة لدرء الفتن والكراهية وازدراء الآخرين، فلا تمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل الإثني. المتحدث الإقليمي للخارجية البريطانية: الإمارات دولة ذات ثقل في الشرق الأوسط يقول إيدوين صامؤيل المتحدث الإقليمي للخارجية البريطانية، إن الإمارات دولة ذات ثقل في الشرق الأوسط، ولها رؤية حديثة تنسجم مع القيم العربية والإسلامية الأصيلة. وأضاف أن المجتمع الإماراتي مثال يقتدى به ليس فقط في التقدم التكنولوجي وتطور البنية التحتية، ولكن أيضاً بسبب القيم الأصيلة التي تحرص على التعايش السلمي المتحضر بين الجنسيات والديانات المختلفة، والاندماج الناجح للأجانب على اختلاف دياناتهم، وهذه القيم التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة أهم سلاح فكري لمواجهة التطرف والإرهاب. كما أكد أن نجاح المجتمع الإماراتي ليس في المجالين الاقتصادي والاجتماعي فحسب، فهو يقوم على أسس التعايش والتسامح، وهي قيم يرتكز عليها المجتمع البريطاني كذلك. كما أن الإمارات في طليعة الحرب الفكرية والدعائية ضد الإرهاب. وأضاف أن قانون مكافحة التمييز والكراهية يعتبر رائداً في مجاله، ويمهد الطريق أمام البلدان الأخرى في المنطقة للاقتداء بالنموذج الذي تجسده الإمارات في هذا المجال. وقال روبرت جوفرز الباحث في مؤسسة «جود كانتري»، المعنية بدعم التقارب بين الشعوب، إن حرص الحكومة على سن قوانين لمكافحة الكراهية والتمييز، وتبني سياسات تدعم قيم التعايش في المجتمع «عمل بناء يعول عليه ويحتذى به» لبناء مجتمعات أكثر تسامحاً. الصحف والمواقع العالمية: واحة التسامح في الشرق الأوسط أحمد السيد (أبوظبي) احتل النبأ عناوين الصحف العربية والغربية لكون الإمارات أول دولة تخصص وزارتين بالكامل بهدف تحويل مفهومين نظريين إلى حقيقة واقعة يشعر بها المواطن ويتفاعل معها. فعلى سبيل المثال، أبرزت وكالة «رويترز» الإخبارية الإعلان تحت عنوان «هل تريد أن تكون سعيداً ومتسامحاً وشاباً؟ الإمارات لديها وزارات لذلك»! أما صحيفة «التليجراف» البريطانية، فقالت في تقرير لها إن الخطوة ترسخ مكانة الإمارات باعتبارها الدولة الأكثر جذباً للإعجاب في العالم العربي. نسبت شبكة «بي بي سي» الإخبارية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تأكيده أن المهمة الأساسية لمنصب وزير التسامح ستكون «ترسيخ التسامح كقيمة أساسية في مجتمع الإمارات». أما صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد نقلت عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قوله، إن التغييرات الجديدة تعد «بداية لرحلة جديدة من الإنجاز والعطاء لشعب وفي». أما شبكة «روسيا اليوم»، فأكدت أن بتلك الخطوة فإن الحكومة الإماراتية أثبتت أن الحكومات ليست مسؤولة فقط عن القضايا السياسية والاقتصادية للدولة، بل وأيضاً عن نشر السعادة والتسامح بين مواطنيها. وفي الهند، وصف موقع «نيوز غرام» الناطق باللغة الإنجليزية، دولة الإمارات بأنها «منارة للتسامح الديني في منطقة الخليج». وذكر الموقع أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان صاحب الفضل في إقامة معبد كبير للطائفة السيخية حين تبرع بالأرض التي أقيم عليها المعبد في عام 2012.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©