السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرصة سانحة لكل يمني

19 مايو 2016 01:43
يقول الدكتور عبدالكريم بكّار: «عناصر النجاح ثلاثة: الرغبة والقدرة والفرصة، وإن البحث عن فرصة هو مثل البحث في منجم ذهب، وهناك ما لا يحصى من الوقائع التي تشير إلى أن العصور على فرصة كثير ما يكون بداية لمشاريع عظيمة». العناصر التي ذكرها كفيلة بتحقيق مشروع عظيم وناجح إذا تم استغلالها استغلالاً صحيحاً، فالرغبة والقدرة عنصران أساسيان إذ يجب توافرهما لدى من يريد التغيير، ويجعل ذلك نصب عينيه حتى تأتي الفرصة التي تعينه على تحقيق رغباته فتؤهل قدراته لذلك. وإذا ما تحدثنا عن الواقع اليمني، فإننا نرى أن الشعب حصل بذلك على فرصة تاريخية لن تتكرر لمن أراد التحرر من كهنوت الظلم وسيطرة الطائفة الواحدة والجماعة والحزب الواحد على مقدرات البلد، فالتحالف العربي هدية ربانية مُنحت إلى الشعب اليمني لانتشاله من الواقع المأساوي الذي يعيشه والأخذ بيده باتجاه الحرية والتطور والنهوض به كمجتمع. ولكن الواقع اليمني ينقسم إلى من يملك الرغبة الحقيقة للتحرر من وطأة الاحتلال وقسوة الواقع المرير على مستوى الأرض والإنسان، وسعى لذلك سعي التواق للحرية، فقاوم ووقف في وجه الظلام الدامس الذي كاد يغشي شعاع الحرية والحضارة، فقدم كل ما يملكه من قدرات في سبيل تحقيق رغباته حتى تم تأييده بفرصة للمضي في تحقيق مشروعة العظيم والنأي بنفسه عن كل معاني التخلف والهمجية والعبودية على مختلف الأصعدة. وقسم آخر ينطبق عليه قول أفلاطون: «لو أمطرت السماء حرية.. لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات»، وكذا قول محمود درويش: «من رضع من ثدي الذل ظهراً.. رأى في الحرية خراباً وشراً». فيا ترى متى يدرك هؤلاء أن الفرص لا تأتي تباعاً ما لم تستغل بوقتها، ألم يكن لهؤلاء على مدار الأعوام السابقة أمل في الحرية والتطور والنهوض بالمجتمع وإخراجه من ألم الظلم والقمع الذي يُمارس عليه والاضطهاد، وعندما جد الجد عجزوا عن الوقوف على أقدامهم وترهلت سواعدهم عن مصارعة هذا الوباء ومعالجة آلامهم وتحقيق رغبات كانت تعانق مخيلتهم في السابق. يقول أحد المفكرين: «متى كان ولاء اليمني لوطنه يغلب على ولائه للحزب والقبيلة فحينها سينتصر وسينهض بوطنه». وعليه فلا في خير في الأحزاب التي يتبعونها ولا خير في قبائلهم إن كانت تقف عائقاً أمام تطلعاتهم ورغباتهم التحررية فتقيدهم بقيد المعاهدات والولاءات الضيقة على حساب الوطن. هشام اليافعي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©