الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة واشنطن... محاولة لتطويق «الإرهاب النووي»

قمة واشنطن... محاولة لتطويق «الإرهاب النووي»
13 ابريل 2010 20:22
أول من أمس اغتنم أوباما قمةً غير مسبوقة حول الإرهاب النووي لحث زعماء العالم على عزل إيران أكثر بسبب أنشطتها النووية، كما أعلن البيت الأبيض أن الزعيم الصيني وافق على التعاون بخصوص تشديد العقوبات الأممية على طهران. وتُعد قمةُ الأمن النووي أولَ اجتماع كبير لزعماء العالم يركز على سبل الإبقاء على المواد النووية في منأى عن المنظمات الإرهابية مثل "القاعدة"، وقد جلبت 36 رئيس دولة ووفودا من 10 بلدان أخرى إلى المدينة التي طغت عليها مشاهد أضواء سيارات الشرطة المومضة ومواكب السيارات السوداء المسرعة. وقد أعد المسؤولون الأميركيون للقمة على نحو يتحاشى المواضيع الخلافية ويسمح بالتوصل إلى اتفاق واسع حول تعزيز أمن الأماكن التي يتم تخزين المواد النووية فيها مثل المنشآت العسكرية ومفاعلات البحوث المدنية وغيرها. غير أنه في اجتماعات ثنائية قبيل المؤتمر، سعى أوباما إلى توجيه رسالة إلى إيران -التي تنفي قيامها بتطوير أسلحة نووية- مؤداها ضرورة أن تنتبه إلى الجهود الدولية الرامية لكبح برنامجها النووي، حيث قال مسؤولون في البيت الأبيض إن أوباما قال للرئيس الصيني في اجتماع دام تسعين دقيقة إن تمرير عقوبات أممية جديدة ضد إيران أمر ملح وعاجل. وفي هذا الإطار قال "جيفري بيدار"، مدير الشؤون الآسيوية بمجلس الأمن القومي الأميركي: "إن الرئيسين اتفقا على ضرورة أن يعمل الوفدان على قرار بخصوص العقوبات في نيويورك، وهذا ما نقوم به"، مضيفاً أن الصينيين "أوضحوا أنهم مستعدون للعمل معنا". كما وصف "بيدار" الاجتماع بأنه "مؤشر آخر على الوحدة الدولية حول هذا الموضوع". ويذكر أن الصين دعمت ثلاثة قرارات سابقة حول العقوبات على إيران، ويُعد دعمها أساسيا لأنها واحد من أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة الذين يتمتعون بحق النقض "الفيتو"؛ غير أن المتحدث باسم الوفد الصيني "ما جاوكسو" كان أكثر حذراً في الحديث حول اجتماع يوم الاثنين، حيث أشار إلى أن الجانبين مازالا مختلفين حول عناصر قرارٍ يشدد العقوبات، وكرر العبارة الدبلوماسية الصينية المعتادة قائلاً إن "هو" عبَّر لأوباما عن أمله في أن "تسعى (البلدان) جاهدة إلى التوصل إلى وسائل فعالة لحل المشكلة النووية الإيرانية من خلال الحوار والمفاوضات". والجدير بالذكر أن إيران لم توجَّه لها الدعوة للمشاركة في المؤتمر، على غرار كوريا الشمالية التي انسحبت من اتفاقية حظر الانتشار النووي في 2003، وقامت باختبار سلاح نووي مرتين. ولكن وبالنظر إلى سلسلة الاجتماعات التي تُعقد على هامش القمة، فإن "البلدان التي لم تحضر ليست غائبة عن الأجندة لأن المشاركين يبحثون كيفية التعاطي معها"، حسب تعبير الرئيس الفنلندي "تارجا هالونن" في حوار أجري معه. القمة تأتي في لحظة مهمة على الصعيد الدبلوماسي. ذلك أنه بالإضافة إلى جهود العقوبات المرتقبة في الأمم المتحدة، من المرتقب أن يجتمع قرابة 200 بلد الشهر المقبل لبحث إمكانية تقوية اتفاقية حظر الانتشار النووي، وهي الاتفاقية التي حالت دون انتشار الأسلحة النووية لفترة طويلة، ولكنها باتت اليوم تواجه خطر الانهيار. ولذلك، فإن تقوية الاتفاقية توجد في صميم أجندة أوباما النووية. وفي هذا السياق، يقول الخبير النووي "جوشوا بولاك" إن اجتماعات أوباما يومي الأحد والاثنين مع بعض من زعماء العالم الأقل أهمية مثل زعماء كازاخستان وماليزيا وأوكرانيا تعكس الاستعدادات الجارية لمؤتمر اتفاقية حظر الانتشار النووي الشهر المقبل في نيويورك، وهو الاجتماع الذي "تتوفر فيه كل الدول الأعضاء على أصوات متساوية، بما فيها تلك التي لا تهيمن على عناوين الصحف. وبالتالي، فثمة جانب يتعلق بالتودد وخطب الود". وقد ركزت القمة التي تواصلت طيلة يوم الثلاثاء على الأخطار التي يطرحها حصول "القاعدة" ومنظمات إرهابية أخرى على مواد نووية غير خاضعة لحراسة شديدة. والجدير بالذكر أن أوباما كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إحكام السيطرة على كل المواد النووية "المنفلتة" في غضون أربع سنوات، وهو هدف يقول إنه مصمم على الاستمرار في السعي إلى تحقيقه رغم غياب تقدم في العام الأول. أما الهدف الأكبر، فهو تأمين المواد النووية في المنشآت العسكرية ومفاعلات البحوث المدنية والجامعات عبر العالم، ومنع التهريب حيث يقول بعض الخبراء إن ثمة ما يكفي من المواد النووية في العالم لصنع أكثر من 120 ألف سلاح نووي. وحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإن القمة تعد أكبر تجمع لرؤساء الدول والحكومات يدعو إليه رئيس أميركي منذ تأسيس الأمم المتحدة في 1945. وفي هذا السياق، قال أوباما للصحافيين، في إشارة إلى حجم المشاركة الكبير: "أعتقد أنه مؤشر على مدى القلق الكبير الذي ينبغي أن يشعر به الجميع إزاء إمكانيات تجارة نووية"، مضيفاً "وأعتقد أننا سنرى في نهاية هذا المؤتمر خطوات ملموسة ومحددة ستتخذها كل دولة وستجعل العالم أكثر أمنا بعض الشيء". وكان أوباما قد استهل المؤتمر بتعهدات جديدة من عدد من البلدان بتأمين موادها النووية ومنع تهريبها، حيث أعلنت أوكرانيا أنها ستتخلص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، وهو مادة أساسية تُستعمل لصنع الأسلحة النووية. وقد أتى هذا الإعلان بعد أن اجتمع أوباما مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، في أول لقاء بينهما منذ تنصيب الزعيم الأوكراني في فبراير الماضي. ويذكر هنا أن الجمهوريات السوفييتية السابقة تتوفر على نحو 90 كيلوجراما من اليورانيوم عالي التخصيب في مفاعلاتها المدنية الخاصة بالبحوث، أي ما يكفي "لصنع عدد من الأسلحة النووية"، حسب تعبير المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس، غير أن الحكومة الأوكرانية وافقت على تحويل مفاعلاتها إلى اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي يصعب تحويله للأغراض العسكرية. ماري بِث شريدان وسكوت ويلسون - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©