الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعزيز الانتصار في باكستان

22 يونيو 2009 23:47
لقد تخطى الجيش الباكستاني كافة التوقعات في الهجوم الذي شنه ضد مقاتلي «طالبان» في منطقة شمال غرب البلاد، والذي جمع فيه بين مزيج ناجع من الأسلحة المتطورة، والتكتيكات الفعالة، والدعم السياسي. ولكن التحدي الأصعب الذي سيواجهه هذا الجيش يتمثل في منع المقاتلين من العودة لتجميع صفوفهم في مناطق أخرى مجدداً. ويوضح «أورميلا فينيوجوبالان» الخبير في شؤون جنوب آسيا، الذي يعمل لدى مجموعة «جينز» للتحليلات الدفاعية، ذلك بقوله: «إن السؤال الرئيسي الآن يتعلق بمدى قدرة الجيش على الاحتفاظ بهذه الأراضي مستقبلا. ولكنّ ما لا شك فيه هو أن النتائج المب كرة التي تحققت بأكلاف بشرية باهظة، قد عززت، وإن مؤقتاً، سمعة هذا الجيش الذي كان يتهم أحياناً بالتواطؤ مع التمرد المسلح، وهو ما سيتيح له الفرصة لتعزيز موقفه في الصراع الدائر منذ فترة طويلة مع الهند حول منطقة كشمير». ومع ذلك، يشير محللون آخرون إلى أن الانتصارات التي حققها الجيش الباكستاني في قتاله ضد «طالبان» ليست سوى مجرد خطوة أولية في حملته الخاصة بمكافحة التمرد، إذ يجب على الحكومة الباكستانية إلى جانب ذلك، معالجة مصادر الشكوى والاستياء التي يستغلها المتطرفون في ترسيخ وجودهم، وتعزيز حججهم، والتي تشمل الفساد، والخدمات غير الكافية، والنظام القضائي المصاب بتصلب الشرايين. ومن هؤلاء المحللين الجنرال الباكستاني المتقاعد شوكت قدير الذي يقول: «لم تكن الأعمال العسكرية في أي وقت هي الحل لتلك المشكلة.. فالشعب لديه شكاوى أخرى تحتاج إلى معالجة من الحكومة عاجلا أم آجلا». وعلى رغم حملة الجيش في وادي سوات فإن هناك من لا يزال يعتقد أنه يخوض حملته ضد التطرف بنوعٍ من التراخي، لأنه لا يزال يعتبر أن الهند هي عدوه الحقيقي، وليس المتطرفين. ومن ضمن هؤلاء، «شيرين مازاري»، المحللة المتخصصة في الشؤون العسكرية التي تقول: «لست واثقة مما إذا كان هذا كله قد تم من أجل إرضاء الأميركيين أم لا. فالناس الذين يموتون أثناء هذه المعارك ليس موسوماً على جباههم أنهم من طالبان، ويمكن أن تكون غالبيتهم العظمى من المدنيين الأبرياء». ويشير الخبراء العسكريون أحياناً إلى نمط المعارك الدائرة في وادي سوات بين الجيش الباكستاني و»طالبان» بأنه ينتمي إلى نمط «الحرب غير المتماثلة»، أي تلك الحرب التي تجد فيها الجيوش نفسها غير قادرة على أن تبلي بلاء حسناً في مواجهة مقاتلين مهلهلين، تحركهم دوافع قوية، ويتمتعون بمرونة حركية كبيرة. ومنذ أن شُن هذا الهجوم في أواخر إبريل الماضي، تجنب مقاتلو «طالبان» المواجهة المباشرة مع قوات الجيش الباكستاني المتفوقة عدداً وعُدة، ولجأوا بدلا من ذلك إلى الكر والفر، والقيام بعمليات تهدف في المقام الأول إلى مضايقة الجيش الباكستاني وإخافة أفراده، أو اللجوء في حالة فشل كل تلك التكتيكات إلى الاختفاء والهرب كي يفقد الجيش اهتمامه بالقتال وتفتر حماسته. وعندما كانت «طالبان» تشن هجمات كانت تركز على الأهداف الرخوة مثل مراكز الشرطة أو المكاتب الحكومية من أجل بث الخوف وسط المدنيين. ويقول محللون إن المكاسب التي حققها الجيش الباكستاني في الأسابيع الأخيرة تمثل بداية موفقة، ولكن الشهور القليلة القادمة هي التي ستحدد ما إذا كانت باكستان تمتلك الإرادة، واللمسة الحساسة، وذلك المزيج من السياسات العسكرية والسياسية المطلوبة لعكس اتجاه السنوات السابقة التي ازدادت خطورة التمرد خلالها. وحول هذه النقطة يقول «نسيم زهرة» المحلل العسكري المستقل: «لقد كانت حقاً عملية ضخمة ويتعين علينا الآن الانتظار حتى نرى هل ستتمكن الحكومة من رسم استراتيجية فعالة لمكافحة التمرد أم لا. لقد قامت الحكومة بالجانب العسكري من قبل، كما قامت بالجانب الاقتصادي أيضاً، والسؤال الآن: هل هي قادرة على وضع الجانبين معاً في إطار خطة جديدة». مارك ماجنيير- إسلام آباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©