الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الارتباطات السلبية (2/2)

الارتباطات السلبية (2/2)
22 يونيو 2009 23:44
نكمل اليوم حديثنا السابق حول الارتباطات السلبية التي تحدث لنا بشكل طبيعي ودون قصد منا، لنبين أكثر أثر الارتباطات ودورها في حياتنا. فكثير من المواقف السلبية التي ارتبطت بأشياء معينة أخذت في حياتنا جانب التعميم السلبي كالخوف من الظلام، والخوف من الأماكن المغلقة، والخوف من التواجد في الحفلات أو اللقاءات والتجمعات، وغيرها. فقد جاءني شاب حدث له موقف في مناسبة معينة قبل قرابة العشر سنوات حيث أصيبت رجله اليمنى بشد عضلي مفاجئ أثناء السلام على الحضور مما سبب له صعوبة في السير، فأصيب بالقلق والتوتر والحرج، وأخذت الحالة بالتزايد عاماً بعد عام ولم يجد لها علاجاً طبياً، وحدث لديه ربط ذهني لحالته بذلك الموقف حيث أخذ الارتباط الإشتراطي في التعميم بكل ما له صلة بأي تجمع كحفلة أو مناسبة فرح أو عزاء، مما جعله ينعزل عن كثير من الناس ويمتنع عن تلبية كثير من الدعوات. وإحدى السيدات ارتبط عندها الخوف والقلق الشديدين بالأماكن الضيقة كالمصاعد الكهربائية أو كبائن أجهزة السحب البنكية وغيرها وذلك لأن أمها حبستها في حمام ضيق عندما كانت طفلة. كما أن بعض الارتباطات تحيي الذكريات الجميلة والمؤلمة كفقد شخص عزيز أو ضياع مجد تليد أو مكانة عالية وغيرها. فعندما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم – توقف بلال بن رباح رضي الله عنه عن الأذان. وعندما تم فتح بيت المقدس في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه طلب الصحابة من بلال أن يؤذن فرفض، وعندما طلب منه عمر بن الخطاب ذلك قام ليؤذن وما أن قال: «اللهُ أكبر اللهُ أكبر» لم يتمالك نفسه فخر باكياً وبكى الصحابة جميعهم؛ لأنه ذكرهم بأيام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. فقد ارتبط صوت بلال بأيام النبي عليه الصلاة والسلام. عزيزي القارئ لكي تتخلص من كثير من الروابط السلبية في حياتك نقدم لك بعض الحلول المفيدة وهي كما يلي: في المكتب: قم بتغيير مكان طاولة المكتب أو طاولة الاجتماع، أو تغيير أماكن اللوح المعلقة على الجدران، أو إضافة عنصر جديد للمكان كوضع مزهرية أو نبات.. إلخ. في المنزل: قم بإعادة ترتيب الأثاث، أو تغيير أماكن اللوح والصور المعلقة على الجدران، أو تغيير لون المكان أو جزء منه، أو إضافة عنصر جديد للمكان كوضع مزهرية أو نباتات زينة، أو أبجورة أو تحفة فنية أو لوحة جديدة.. إلخ. في ذهنك: قم بالاسترخاء وإغماض عينيك بهدوء لمدة دقيقة ثم قم بتخيل الموقف المرتبط بمشاعر سلبية، وبسرعة قم بتغيير عناصر الموقف ذهنياً كتغيير لون المشهد أو لباس الشخص الذي سبب لك الألم النفسي، أو الصوت المزعج الذي سمعته وآلمك، أو حجم الموقف الذي تتخيله، وغيرها (ملحوظة: هذه التقنية تستخدم لعلاج الحالات البسيطة وليست لعلاج الفوبيا؛ لأنها تتطلب شخصاً مختصاً). عزيزي القارئ اسع دائماً لفك الارتباطات السلبية بقدر المستطاع لكي تنعم بحياة هادئة ومريحة بعيدة عن القلق والتوتر والخوف الذي لا قد تعرف جذوره الخفية في نفسك. الدكتور/ عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©