الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

السعادة.. لازدهار المجتمعات

السعادة.. لازدهار المجتمعات
20 مارس 2018 01:45
قد يبدو الحديث عن السعادة أمراً مترفاً في ظل استمرار الصراعات الدولية والنزاعات المسلحة حولنا، وعدم نجاح التفاهمات الدولية لإحلال السلام، غير أن المجتمعات المستقرة أصبحت مطالبة بخلق تأثيرات أكثر إيجابية من داخلها لمواجهة معضلات التوترات حولها وبين الدول التي تربطها بها علاقات وثيقة؛ فخيار السعادة يبدو الأمثل لنشر الإيجابية وتقليل التوترات وبالتالي العمل على ازدهار البشرية. بفضل سياساتها المتقدمة، والتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، حافظت دولة الإمارات على المركز الأول عربياً للعام الرابع على التوالي في تقرير السعادة الدولي لهذا العام، بينما تقدمت من المركز 21 إلى المركز 20 عالمياً بعد عام واحد فقط من إطلاق مجلس السعادة العالمي في الإمارات، بهدف بث رسالة إيجابية إلى العالم لبحث طرق تحسين الحياة، فقد أصبحت السعادة بشكل متسارع المقياس الأنسب للنمو المجتمعي وتحقيق أهداف السياسات العامة، والارتقاء بجودة الحياة. تأتي هذه النتيجة كاستحقاق لسياسات طويلة المدى وضعتها الحكومة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك لتغيير الفهم السائد عن السعادة من خلال دعم المقومات التي تسهم في رفع مستوى المعيشة في الدولة. إحدى هذه السياسات الرائدة كانت إطلاق الميثاق الوطني للسعادة الفريد من نوعه، والذي يساعد في خلق بيئات أكثر سعادة سواء على المستوى الاجتماعي أو في أماكن العمل، وذلك بالدفع نحو جعل السعادة أسلوب حياة وتلتزم الحكومة بتعزيزه، وإشراك جميع المؤسسات والأفراد في ورشة مفتوحة لتحقيق مستوى عيش راق. من اللافت أن تقرير السعادة الدولي، الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا، وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، رصد تسجيل دولة الإمارات 7.2 نقطة على مؤشر تقييم الحياة بالنسبة للمواطنين، وهو ما يعادل المرتبة الـ11 عالمياً، ما يجعل الدولة تقترب أكثر وأكثر من تحقيق هدفها بأن تكون ضمن أفضل خمس دول على مستوى العالم، خاصة أن المؤشرات الأولية في هذا الصدد تظهر نتائج مثمرة للسياسات المتبعة، وخاصة فيما يتعلق بالقبول بالتنوع الثقافي وتعدد الجنسيات والديانات، وتكريس التسامح مع تعايش أكثر من 150 جنسية في بلادنا، ما جعل الإمارات بيئة جاذبة لتطلعات الأفراد وطموحاتهم؛ فالمهاجرون من بلدانهم يفضلون الانتقال إلى الدول التي تتمتع بنسب أعلى من السعادة مقارنة ببلدهم الأم. لقد أصبحت السعادة خلال الثلاثة عقود الماضية أحد الموضوعات الخاضعة للدراسات العلمية والأكاديمية، وتحاول المزيد من الحكومات أن تطور من سياساتها سعياً لتحقيق إحدى أقدم الرغبات الإنسانية، وقد تحققت بعضها بفضل تطور التعليم والرعاية الصحية فأصبح الناس يعيشون أطول من الأجيال السابقة، لذلك لا يقيس التقرير العالمي للسعادة نسبة ثراء الدول والأفراد فقط، بل يولي أهمية أكبر للحالة النفسية للسكان ومعدل طول حياتهم، وحرية اتخاذ القرارات الحياتية، والدعم الاجتماعي، ومعدل الصحة العامّة، إضافة للكرم والناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد ونسبة انتشار الفساد ومكافحته، وهي مؤشرات نجحت فيها دولة الإمارات في أن تكون النموذج العربي المشرق، وها هي تقود العالم نحو الإيجابية. إن نتائج التقرير هذا العام تدلل على صحة النهج الذي تسير عليه دولة الإمارات، والسعي الحثيث إلى تسهيل حياة الناس وتوفير تجربة حياتية مميزة لكل القاطنين في الدولة، وهو نهج وضع أسسه والدنا المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ بداية تأسيس الدولة، إذ أعطى بناء الإنسان نفس أولوية بناء المكان، فوفر للشعب الرفاه ورغد العيش حتى يكمل الطريق نحو الريادة والإنجاز، ونقل التجربة الحياتية الناجحة للآخرين، وها نحن نحتفي بإرثه في مئويته من خلال تحقيق المزيد من النجاحات الدولية للعناية بالإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©