السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إفطار الأطفال صداع في رؤوس الأمهات

11 مايو 2008 00:31
تتصدر ظاهرة ذهاب الأطفال الى مدارسهم صباحا دون تناول وجبة الإفطار، وإهمالهم أو نسيانهم تناولها خلال اليوم المدرسي، شكوى كثير من الأمهات، وبالتالي تباينت التفسيرات، واجتهدت بعض الأمهات في محاولة وضع الحلول المناسبة، وكثيرا ما أصاب الكثيرات منهن الإحباط من فشل محاولاتهن الدؤوبة، وعجزهن أمام هذه المشكلة المزمنة ولا سيما مع الأبناء دون سن الثانية عشرة، وتتضاعف الشكوى مع حلول موسم الامتحانات، وتصاب كثير من الأمهات ''بفوبيا'' تعرض أطفالهن لسوء من جراء هذا الإهمال· فإذا كان الطفل يذهب سريعاً الى المدرسة دون تناول وجبة الافطار إما لعدم توفر الطعام المناسب له والذي يروق له، أو لضيق الوقت، أو لفقدانه الشهية، فيجب على الأم الالتفات إلى هذا الأمر، وأن تختار الحلول المناسبة لحسم الأمر دون إهمال· لقد أجري كثير من الدراسات العلمية من قبل جهات تربوية وصحية عديدة، وأشارت معظم هذه الدراسات الى مسؤولية الأسرة الكاملة في هذه الشكوى، وتتلخص المسؤولية الأسرية في انشغال الأبوين في العمل أو غيره وعدم الاهتمام الكافي بعدم تعويد أفراد الأسرة على تناول الافطار بشكل منتظم، أو نهوض واستيقاظ الأطفال في وقت متأخر مما يؤدي الى عدم قدرتهم على الإفطار في المنزل· إن النوم المبكر وفي أوقاته المناسبة للأطفال أو التلاميذ مساء، يجعلهم بيولوجيا في حاجة ماسة للإفطار المبكر لأنهم سوف يشعرون بجوع شديد عند الصباح، ولهذا فإن وجبة الإفطار حتى لو كانت بكميات قليلة تعتبر من أهم الوجبات الغذائية لأنها تعمل على زيادة نشاط الجسم، وقد وجد أن الأشخاص الذين لا يتناولون إفطاراً جيداً يواجهون صعوبة في الحصول على احتياجاتهم اليومية من العناصر الغذائية، وكما نعلم أن لهذه العناصر الغذائية الأساسية دوراً مهماً في تقوية الذاكرة وتنشيط الخلايا العصبية ما يجعلهم أكثر إدراكاً وفهماً وتحصيلاً· لذلك يجب الحرص على توفير وجبة الافطار الخفيفة والسهلة لكي يبدأ الطفل يومه بشكل جيد· وإذا كان موسم الامتحانات يطل علينا بعد أيام قليلة ، فمما لاشك فيه أن للتغذية السليمة دوراً كبيراً في زيادة التحصيل والتركيز في فترة الاستعدادات النهائية للامتحانات، ولذلك فإن من أهم الوجبات التي يجب على الطلاب الحرص عليها قبل الذهاب لأداء الامتحان هي وجبة الافطار الغنية بالعناصر والفيتامينات الضرورية التي تعتبر محفزاً جيدا وضروريا لنشاط المخ مما يساهم في زيادة التركيز والتفكير· وصحيا من الأهمية أن تحتوي هذه الوجبة الصباحية على أصناف غذائية خفيفة وغنية بالفوائد مما يرجم فائدتها الى المحافظة على تركيز السكر في الدم وتنشيط المخ وزيادة أدائه، كما أن الحرص على النوم المبكر ولفترات جيدة للطلاب والطالب أمر مهم للغاية ، ومن شأنه أن يزيد من قدرتهم على الاستيقاظ في وقت مبكر، وتناول وجبة الافطار في المنزل بإقبال وشهية قبل الذهاب إلى المدرسة وأداء الاختبار· ومن المهم هنا أن تحرص الأم أيضا على التنوع وعدم تكرار أصناف وجبة الإفطار قدر المستطاع، وإشراك الطفل أو الطالب في اختيار الوجبة التي يرغبها في الصباح، وأن تكون هناك اختيارات عديدة حتى لا يصاب بالملل، وبالتالي قد تكون أحد أسباب عدم تناول الطفل أو التلميذ لهذه الوجبة· فالنوم المتأخر بعد السهر أمام أجهزة التليفزيون أو الكمبيوتر يسبب الكسل والرغبة في عدم الاستيقاظ المبكر الى جانب فقدان الشهية، أو عدم التعود على الإفطار، أو الخوف أوالقلق النفسي من المدرسة، أوغير ذلك من أسباب، يفترض التوقف عندها وتداركها وحسمها ، بعيدا عن لغة الضغط، والتهديد، والعقاب، وغير ذلك من أساليب تؤدي الى نتائج عكسية· ومن الأهمية أن يدرك الطفل أضرار خروجه من البيت دون إفطار، وأن تحرص الأم على التمسك بالصبر والقدرة على المتابعة وتطبيق النظام لبرنامج الطفل اليومي، بحسم وحنان، ومتابعة تناول وجباته الخفيفة خلال اليوم المدرسي، وبذل قصار الجهد لعدم اعتماد الطفل على الأكلات الجاهزة الخالية من العناصر الغذائية التي يقبل عليها الأطفال في العادة، ومن المستحسن ألا تكون هناك وصفات محددة من الأصناف التي يرغب فيها، لكن الأهم أن نترك ذلك لظروف كل أسرة، ورغبة كل طفل، لكن ينصح بالحد من الأطعمة الدهنية الخالية من الفائدة والقيمة الغذائية التي تسبب زيادة الوزن بتراكم الدهون، وبالتالي تؤثر على صحة الطالب وقدرته ولياقته الذهنية في التحصيل والاستيعاب·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©