الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب الشعبية الإماراتية تدهش جمهور «طانطان»

الألعاب الشعبية الإماراتية تدهش جمهور «طانطان»
19 مايو 2016 08:40
أحمد السعداوي (طانطان- المملكة المغربية) لا يزال أبناء الإمارات يبهرون الجميع بقدرتهم على نقل تراث الآباء والأجداد بمهارة لافتة، عبر مشاركة ناجحة في فعاليات النسخة الثانية عشرة من موسم طانطان الثقافي في المملكة المغربية، تحت إشراف لجنة إدارة البرامج والفعاليات الثقافية والتراثية بأبوظبي، التي قدمت نماذج ساطعة من تراث وحياة الأقدمين من حرف تقليدية ومأكولات محلية وألعاب شعبية وفنون متنوعة أدهشت الجماهير الغفيرة التي توافدت على الجناح الإماراتي بالمهرجان منذ انطلاق فعالياته في الثالث عشر من مايو الجاري، مؤكدة التواصل الثقافي الحضاري الجميل بين الشعبين الإماراتي والمغربي الممتد منذ قديم الزمن. موروث إماراتي ومن الفعاليات المميزة التي لاقت إعجاب جمهور الحدث الثقافي الكبير، الألعاب الشعبية الإماراتية التي كشفت جانباً مهماً من الموروث الإماراتي، حيث عرضت مجموعة كبيرة من تلك الألعاب على جمهور الكرنفال التراثي، وتقول ميرة الحميري، المسؤولة عن الألعاب الشعبية، إنها شاركت العام الماضي ضمن الوفد الإماراتي في فعاليات موسم طانطان، مشيرة إلى أن هناك نوعين من الألعاب الشعبية، أولهما قديم جداً، يرجع إلى 70 سنة أو أكثر قبل ظهور وسائل الحياة العصرية، حيث كنا نستخدم «كرب النخل» وهو الجزء الظاهر من النخلة والذي يُصعد عليه لجمع الثمار، و«سعف النخل»، و«عسك النخل» وهو الجزء الذي يكون محملاً بالرطب. «الكرب» وتشرح، الكرب كان يربط بحبل من الأمام ونسحبه على الأرض وكأننا نسحب جملاً أو حصاناً، وهذه اللعبة تسمى «الكرب»، أما السعف كنا نمتطيه مثل الأحصنة اللعبة، والعسك يستعمل مثل القوس للرماية ونضع فيه جزءاً من جريد النخل وكأنه سهام للقوس. وهناك لعبة «المريحانة»، وهي عبارة عن حبل يتم ربطه بين فرعين شجر أقوياء أو بين جزعي نخلتين أو شجرتين متقاربتين، ويجلس عليها الصغار ويتحركون عليها للأمام والخلف. ومن الألعاب الشعبية التي كانت معروفة لدى الأولاد والبنات تلك الأيام، «عظيم سري» وتُلعب في الظلام بحيث يمسكون بقطعة عظم وتلقى في الظلام ويبدأ البحث عنها ومن ينجح في الحصول عليها يكون الفائز. «أم الدسيس» أما «أم الدسيس»، فيختبئ فيها أحد الأطفال ويصدر صوتاً، فيقوم الآخرون بالبحث عنه ومن يمسك به هو الفائز، وتوجد «الصقلة» التي تلعب بوساطة 5 أحجار صغيرة الحجم. وتقول الحميري، إن هذه الألعاب مستمدة من البيئة المحلية وتعكس قدرة أهلنا في الماضي على الاستخدام الذكي للمكونات البسيطة المتوافرة في البيئة المحلية وإيجاد وسائل ترفيه ممتعة ومفيدة في الوقت ذاته. «الدحروي» و«اليواني» ويقول الخبير التراثي سيف الدهماني، والذي شارك الصغار ممارسة عديد من الألعاب الشعبية على مدى أيام الحدث الثقافي وحرص على تعليمهم كيفية ممارستها، إن النوع الثاني من الألعاب الشعبية دخل إلى المجتمع الإماراتي في بداية فترة الستينيات في القرن الماضي، حيث أضفنا ألعاب أخرى حين رأينا السيارات، فكنا نقوم باستخدام جالونات الزيت الفارغة ونضيف إليها إطارات بسيطة مصنوعة من أغطية زجاجات المياه الغازية، فتصبح لدينا عربات جميلة تسمى لعبة السيارات. وكذلك إطارات الدراجة الهوائية القديمة، التي تم استخدامها أيضاً كلعبة شعبية عبر وضع عصا من الخلف ثم الركض بها في الحارة مع باقي الصغار وتسمى «الرينج»، إضافة إلى عديد من الألعاب الأخرى مثل «الدحروي» «اليواني» «التيلة»، «القواطي» وغيرها من الألعاب التي لها مكانتها في الذاكرة الشعبية الإماراتية ولاقت إقبالاً كبيراً من جمهور موسم طانطان، الذي شاهد للمرة الأولى هذه الألعاب القادمة من بيئة تبعد آلاف الكيلو مترات عن البيئة الصحراوية المغربية، خاصة من «اليهال» (الأطفال باللهجة الإماراتية)، الذين كانوا مستأنسين إلى أقصى درجة، وهم يتابعون فعاليات الألعاب الشعبية. البداوة والحداثة وتفيد الخبيرة التراثية فوزية عمران، والتي تشارك للمرة الثانية ضمن فعاليات موسم طانطان، بأن عرض هذه الألعاب ضمن الأنشطة التراثية له بعد آخر يعكس من خلاله تطور الحياة في المجتمع الإماراتي من البداوة إلى الحداثة عبر تغيرات كثيرة شهدتها الدولة، شملت كل مناحي الحياة حتى وصلت إلى الصورة التي نعرفها حالياً عن الإمارات، كدولة عصرية حديثة ولكن في الوقت ذاته نعتز بماضينا العريق، ولذا نعمل دوما على إعلاء قيمته في النفوس والتعريف به في كافة الفعاليات التراثية، ولذا جئنا هنا إلى المملكة المغربية الشقيقة ليتعرف إخواننا على بعض ملامح حياة أهل الإمارات في الزمن القديم. أمسيات فنية راقية المطرب معضد سعيد الكعبي، وشقيقه عيسى، قاما بإحياء أمسيات فنية إماراتية خالصة على مدى أيام فعاليات موسم طانطان الثقافي، وقدما صورة مبهرة عن ألوان الفن والموسيقى الإماراتية أبهرت كل من سمعها وأطربته بالأصوات الشجية والكلمات المعبرة التي تغنى بها عيسى ومعضد الكعبي، الذي أوضح في تصريح لـ«الاتحاد»، إنه سبق أن شارك العام الماضي ضمن الوفد الإماراتي المشارك في الكرنفال التراثي، غير أن هذه المشاركة تختلف كونها تركز على عرض الكيفية التي بدأ بها الموسيقى والغناء في الإمارات في العصر الحديث، عبر مجموعة من الأغاني الشعبية والقصائد المعروفة لدى أبناء الإمارات وتغنى بها أكثر من مطرب. وقد أقيمت ثلاث أمسيات طربية قدموا فيها أغنيات متنوعة من التراث الفني الإماراتي، منها للمطرب الراحل جابر جاسم مثل أغنية «غزيّل فلّه»، وقصائد للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، غناها أكثر من فنان، ومنها قصيدة «جاصد» التي غناها حسين الجسمي، ميحد حمد، جابر جاسم. من ناحيته أشار عيسى الكعبي إلى أهمية هذه الأمسيات لهما كفنانين إماراتيين للتعريف بهذا اللون من الموروث المحلي، والتعرف على ذائقة الجمهور في البلدان الأخرى والتعرف على موروثهم المحلي، وهذا يفيد الفنان لأن الفن الشعبي دوماً هو الأصدق والأكثر تعبيراً عن الناس وملامسة لوجدان المستمعين، حتى لو كانوا من جنسيات أخرى. كما عبر عن سعادته برد فعل الجماهير المغربية لدى استقبالهم الفن والفنانين الإماراتيين العامين الماضي والحالي، وهو ما يعكس ذائقة موسيقية راقية يتمتع بها أبناء الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، ودور الفن في توثيق هذا التلاحم بين أبناء العالم العربي، مشيداً بدور لجنة إدارة البرامج والفعاليات التراثية والثقافية في أبوظبي، في دعم كل أشكال الموروث الإماراتي وتوصيلها إلى الجميع عبر فعاليات وأحداث تتولى اللجنة تنظيمها أو المشاركة فيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©