مطاعم الوجبات السريعة عالم من العمالقة

يبدو أن عالم المطاعم السريعة يتحول أسرع فأسرع إلى عالم من العمالقة حيث أعلن استحواذ سلسلة مطاعم ''آربيز'' على منافستها ''وينديز'' ثالث أكبر سلسلة مطاعم للوجبات السريعة في الولايات المتحدة عن ميلاد عملاق جديد ستبلغ مبيعاته السنوية حسب مسؤول في ''آربيز'' إلى نحو 12,5 مليار دولار· وتأخذ هذه الخطوة أهميتها في سياق تضخم عالم سلاسل الوجبات السريعة حيث بلغ عدد فروع سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأميركية ''ماكدونالدز'' حسب نتائج الربع الأول من العام الحالي إلى 30 ألف فرع وبلغت مبيعاتها خلال الفترة 5,61 مليار دولار، فيما نمت أرباحها بنسبة 24% -على أساس سنوي- إلى 946,1 مليون دولار· ورغم أن وجود المطاعم إلى زمن بعيد، حيث كانت الفنادق تقدم الطعام للمسافرين، كما كانت تعد عند الرومان والإغريق بمثابة أماكن شعبية لتجمع الأصحاب وتناول الطعام، فإن أول مطعم لتقديم الوجبات السريعة تم تأسيسه في العشرينيات من القرن الماضي تم إنشاؤه بولاية ''كنساس'' الأميركية والذي أطلق عليه اسم ''القلعة البيضاء''· وفي عام 1948 تم افتتاح أول مطعم لشركة ''ماكدونالدز''، وتلته في الخمسينات شركتا ''بيرجر كنج'' و ''تاكو بيل''، ثم مطعم ''وينديز'' الذي فتح أبوابه عام ·1969 وفي حين أنه من الصعب تصور مطاعم الوجبات السريعة دون نوافذ البيع من الخارج، فإن هذه الطريقة وجدت فقط في الثلاثينات من القرن الماضي، ولكن أنظمة مكبرات الصوت التي تستخدم اليوم أمام تلك نوافذ البيع من الخارج لم يتم استعمالها إلا في الخمسينات· وعلى الرغم من تفرد كل مطعم من مطاعم الوجبات السريعة بأنواع معينة من المأكولات إلا أنها جميعاً تشترك بخصائص أساسية، فحينما تزور أحدها فإنك غالباً ما تقدم طلبك وتأخذ طعامك في صحن، وحينما تمر بالسيارة فإنك تقدم طلبك من مكبر الصوت أو النافذة ويسلم لك الطعام كل صنف على حدة إما مغلفاً في كيس أو في صحن، كما يمكن تناول أغلب الطعام دون استعمال الشوكة والسكين، هذا بالإضافة إلى الرخص النسبي لأسعار الوجبات، وتكون المطاعم الفرعية لنفس الشركة متطابقة من ناحية الشكل والأكلات السريعة وحتى الأسعار· ويحدث التجديد أساساَ في وصفات الأكلات السريعة في المختبر وليس في المطاعم نفسها، فعلى سبيل المثال إذا اعتقد المدير بأن ''الساندويتش'' سيكون أفضل بصلصة الطماطم، وليس بصلصة الخردل فلن يكون قادراً على إضافة هذا الخيار إلى الوجبة· وعوضاً عن ذلك يمكنه أن يقترح تلك الفكرة في الفروع الأخرى، وسيقوم فريق البحث والتطوير بأخذها من هناك واتخاذ قرار بشأن كيفية صنع صلصة بشكل أفضل، وبعد تقرير الوصفات الجيدة للصلصة يقدمها فريق البحث إلى مجموعة التذوق حيث تقوم بتذوق مختلف أنواع ''الساندويتشات'' بالصلصة التي تم عملها وإعطاء جواب نهائي عما يعجبهم وما لا يعجبهم· وفي النهاية يمكن وضع ''الساندويتش'' بالصلصة في قائمة الوجبات، ولكن رغم أنه جيد إلا أنه إذا لم يشتره أحد فلن يكون متوفراً لفترة طويلة في القائمة· وهذا ما يدعو إلى الحديث عن القيمة الغذائية للوجبات السريعة التي تعتبر حسب ما ورد في تقارير مختبرات الأغذية العالمية فقيرة بالألياف غنية بالدهون كبيرة في عدد السعرات الحرارية وغنية بالسكر والملح، حيث وجد أن الكثير من الدهون الموجودة في الوجبات السريعة هي ''دهون محولة''، وهذه الدهون جيدة المذاق ولكنها تزيد من تعرض الأشخاص لمرض القلب أكثر من الدهون الأخرى· ويعتقد الباحثون بأن استهلاك أكثر من 5 جرامات من الدهون المحولة يومياً يزيد من تعرض الشخص لأزمة قلبية بـ 25%، بالإضافة إلى السمنة· وبعبارة أخرى يمكن أن تستهلك في وجبة سريعة واحدة الكثير من السعرات والدهون والصوديوم أكثر مما يجب أن يستهلك في يوم كامل، والجدير بالذكر أنه حتى عند تناول وجبات صغيرة الحجم فالخطر لا يزال قائماً· والمثير في عالم الوجبات السريعة أن استطلاعا للرأي العام تم في سنة 2006 أظهر أن التغذية السليمة ليست مهمة جداً لمن يقبلون على الوجبات السريعة، حيث أشار 93% من المستهلكين أن المذاق ونكهة الطعام تأتي في المقام الأول، في حين رأى 92% أن نظافة المطعم هي الأهم، بينما ذكر 90% أن السرعة والدقة في أخذ الطلبات هي ما تجعلهم يقبلون على مطاعم الوجبات السريعة· عن موقع Howstuffworks.com