السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفينيق الذي سينهض من السواد

الفينيق الذي سينهض من السواد
18 مايو 2016 23:05
مع أصدقاء، وفي مساء صيفي من العام 2005، التقيت أدونيس في مدينة جبلة على الساحل السوري. ولم يكن هيناً عليّ أن أصدق أدونيس حين أكد أنه لم يعرف الشرق السوري بعد حلب. لذلك اتصلت بمدير الثقافة في الرقة يومئذٍ الصديق حمود الموسى الذي نظّم لأدونيس وثلة من أصدقائه رحلة إلى الرقة، فكتب إثر الرحلة هذا النص (قمر الرقة...). وعندما دعوته إلى المساهمة في هذا الملفّ عن الرقة اختار أن تكون مساهمته من ذلك النص نفسه. نبيل سليمان .................. قمر الرقة ينام على مخدة الفرات أدونيس 1 قلعة جعبر: بقايا معمارٍ باذخ يصارع الوقت فيما يعقد معه صلحاً إلى آخر الأزمنة. واليوم تدخل هذه القلعة مع البحيرة في عناقٍ آخر يحتضن الفضاء. يد الإنسان ويد الطبيعة تُبدعان معاً آلة فذة: السدّ الفراتي من أجل مزيد من الفيض والخصوبة. هكذا تبدو «الآلة» هُنا أختاً، لا لليد وحدها، وإنما كذلك للفكر والروح. اهبطْ أيها المساء، عجّل. ضفاف الفرات تتنهّد، والمقهى الذي ينتظرنا بين أحضانها، آخذٌ في التمسرح، وفي بسط تقاليده. 2 كنا بدأنا زيارة الرقة بالسلام على عبد السلام العجيلي في بيته، في سرير مرضه. طبيب كاتب يرسِّخ جذور العلاقة بين الطبابة والكتابة في تراثنا. حقاً، الكتابة طبّ آخر. 3 قمر الرقة ينام، هذه الليلة، على مخدّة الفرات. 4 بحيرة الفرات أوبرا حقوق وعُمال وأجنحة. 5 سأظل أصفح عنكَ، أيها المعتدي، أيّاً كنتَ، حتى لو اتهمتني بأنني أخاف، وبأنني لا أعرف الشجاعة. 6 الرصافة كنا نشعر، فيما نخرج من الرصافة، أننا سننزل درج التاريخ العربي، كمن ينزل في اتجاه الهاوية. لكن، كنا سعداء في أحضان الرصافة حتى عندما كانت السماءُ تهمّ أن تقتلعنا من أروقتها، وتعلو بنا لكي تقذفنا في أتونها الشمسي الملتهب. والرصافة وثيقة عالية تؤكد على أن الخلاسية أو الهجانة بمعناها النبيل موجودة لا في الإنسان وحده، وإنما هي موجودة في الطبيعة، وفي الدين والفلسفة والشّعر والفنّ. والمعبد هنا حجر ورمز على بساطٍ واحد. 7 أكانت هذه البلاد بلادي، حقاً؟ 8 كيف يحدث لبلاد هي في أساس بناء العالم أن تدير ظهرها له – كأنها تنقرض؟ ولماذا يعجزُ الفرد ويضيق وينكمش حتى إنه لا يعود يهتم إلا بخبزه؟ وكيف يحدث أن ثقافةَ التراث والماضي التي تُشرب يومياً مع الماء، تتحوّل في الممارسة إلى تمجيد للعائلة والطائفة، وإلى دعوة لرياضيات العنف؟ وقولوا كيف يمكن أن يكون الفرد طائراً في بلاد ليست إلا قفصاً؟ وكيف يمكن أن يكون أفقاً في وطن ليس إلا كهفاً؟ أو كيف يحدث لبلاد ليست إلا شمساً، أن تنقلبَ إلى مجرّد مسرح للظل؟ قولوا أيها الأصدقاء. (22 أيلول 2005) ..................مدينة حيّة في مواجهة العدمية واسيني الأعرج إقامتي في سوريا منحتني فرصاً كثيرة للتعرف على مدنها وحاراتها وشعبها وإيقوناتها الروائية من أمثال حنا مينا، نبيل سليمان، هاني الراهب، أحمد يوسف داوود، قمر كيلاني، وغيرهم من كبار الروائيين السوريين. وعندما زرت الرقة أول مرة، كنت مصمماً على أن ألتقي بأيقونتها الأساسية عبد السلام العجيلي الذي كنت قد التقيت به في دمشق، في لقاء عابر. كم كانت فرحتي كبيرة بالتعرف على رجل لم يمنعه السن من أن يكون أنيقاً وهادئاً وجميل القلب. كنت مندهشاً من رجل تحول إلى أيقونة عاشت طويلاً. يحدث معي اليوم، أن أتساءل ماذا بقي من الرقة التي عرفت وأحسست وأحببت؟ ماذا بقي من ناسها الذين زرت بيوتهم وأكلت طعامهم، وقاسمتهم فرحاً ظننته دائماً؟ ماذا بقي من فراتها العظيم الذي منحها الحياة منذ أغبر العصور. ماذا بقي اليوم، في ظل قتلة البشر والحجر، من أسوار المدينة التي شيدها العباسيون والتي لم يبق من أبراجها التي بلغ عددها 74 برجاً سوى ستة أبراج تم ترميمها، وحتى المتبقي منها يكون العدميون الداعشيون قد أتوا عليه؟ عن المدينة العتيقة الجديدة التي عبرتها حتى النهر حيث تعشيت مع سكان المدينة وأصدقائي الكتاب؟ تنتابني هذه الأحاسيس وأنا أتذكر هذه المدينة التي منحتني وسامها الذي يحمل اسم العجيلي، وأكرمتني قبل عشر سنوات. قبل أن يغزوها المغول الجدد بإيديولوجيتهم العدمية التي سرقت النور من المدينة، والحب من عيون ذويها، وزرعت الرعب والخوف والرماد في كل مسالكها. مع ذلك، مهما كانت سطوة الحزن والخسارات التي لا تُعوض أبداً، نتمسك بالأمل، وعندما لا يتوفر، نبدعه كما قال سيرفانتس منذ أربعة قرون على لسان دون كيخوتي دي لامنشا، وهو يواجه سطوة محاكم التفتيش المقدس، صنوة داعش في كل جرائمها.  .................. من يشفينا من موتكِ البطيء؟ يسرى مقدّم الآن. الآن. ما عساني أكتب للرّقّة عن الرّقّة، سوى همهمة كلمات موجوعة تزفرها الذّاتُ  المتأسيّة، تُعذّبُها خسارات قاتلة تتكوّم وتُنذر بالمزيد من شهوات القتل الهمجيّ، ومن لوائح الفقدان والخسران؟! ماذا أستطيع/‏‏‏ نستطيع للرّقّة سوى الاعتراف بأنّ الوقوف في الحيرة بين السيئ والأسوأ هو كالوقوف على شفير موتٍ يحدث ببطء بليد وبلا توقّف. نموت في النوم ونموت في اليقظة، ونزداد جفافاً وكآبة وحيرة لها طعم الجمر؟! أن تكتب/‏‏‏ نكتب عن الرّقّة، يعني أن تكابد كتابة الذنب. الرّقة_ وكلّ المدن العربيّة المقهورة_ ذنبنا الذي لم نقترفه إلّا بمقدار ما سكتنا أو أشحنا تواطؤاً، طوعاً أو قسراً، عن إرهاصات نبوءة كافرة. إلّا  بمقدار ما عُمينا عن الحقيقة وصدّقنا الخديعة! الّرّقّة العارية إلّا من اسمها، تُعلي به صوتها النازف الراجف بانتظار معجزة ما، تُردّدُه  مثل صلاة متواصلة كي لا يفقدها الكفر ذاكرتها فلا يبقى منها أيُّ أثر. الّرّقّة المخطوفة المرمية في الجبّ، أمست اليوم بلا صباح ولا شمس ولا نجوم. فرّ منها الضوء المغدور إلى بقاع عاقلة. تُركت البهيّةُ بلا شفاعة، بلا نصير ولا مغيث، تتخبّطُ في عتمتها وتتعثّر بأشلائها، . لا يملُّ الوحش من إيلامها وتعذيبها، تُسبى وتُغتصب وتُصلب كلّ يوم ٍ باسم إله مُخترع قتل الّله. وانتحل سلطانه... يا الرّقّة الصابرة، سورك الأثريّ يدفن اليوم وجهه في صدوعه المتهالكة ويسمل عينيه كي لا يرى كيف تتهاوى قامته وتزداد ضموراً، فيما قاعدة تمثال الرشيد  ترفع صلاة الرحمة لتاريخ بأكمله، تاريخ ذهبيّ نهبه  اللصوص من الأقارب والأغراب. من المقيمين والأباعد أعداء الفنّ والجمال والإبداع. يا الرّقة النبيلة المكابرة. تتلفّعين بالفجيعة مثل أمٍّ تدفن  فلذات كبدها برموش عينيها وتُصرُّ على الأمل.. أمل خافت كنبض ضعيف   يحاول تلقيح الأرض قبل أن ينتحر، ربّما.. ربّما ينبتُ هنا ذات زمن آتٍ بذارٌ جديد! يا الرقّة التي تُذبح كلّ يوم. من يُنجيك من  كلّ هذا القتل؟! ومن يُشفينا من موتك البطيء؟! ليت الكتابة  عنك تنجيك وتُشفينا!!! مدينة منذورة للبقاء الميلودي شغموم ما علاقة شاوية سوريا، وأكبر عواصمهم الرقة، بشاوية المغرب، أكبر عواصمهم الدار البيضاء؟ لم يكن هذا السؤال سؤالاً ثقافياً محضاً وإنما كان فيه الكثير من الذاتية، فأنا أيضاً مولود في قلب الشاوية بالمغرب: هل لقبيلتي علاقة تاريخية أو حضارية بأهل شاوية سوريا؟ يقال إن أصل الشوايا جميعاً من اليمن وإنهم تفرقوا في اتجاهات أهمها سوريا ومصر والمغرب. لذلك تمتد عندي خريطة الشاوية من شوايا سوريا، مروراً بمصر والجزائر، إلى المغرب: ا?رض الملساء، السمراء، المنبسطة ذات الضرع والزرع الوفير! من شاوية الرقة وحدها مر المغول والعثمانيون وقبلهم الفرس واليونان والرومان، الخ...كم من ا?قوام والمعتقدات والجبابرة! ولا شك أنه لهذا السبب يقال إن معنى الشوايا بقية قوم هلكوا: تمر بالشاوية أقوام فتاكة وتبقى مع ذلك بقية من الشوايا!  فيا أيها العابر من الرقة، أو من أي مكان في الشوايا، لا تنس، فتطغى، أنك مجرد عابر من هنا كما مر الكثيرون من قبلك ويمر العديدون من بعدك! أما أنت، يا أخي، أو ابن عمي، فلا تنس قول المعري: رُب لحدٍ قد صار لحداً مراراً/‏‏‏ ضاحكٍ من تزاحم الأضداد ودفينٍ على بقايا دفين/‏‏‏ في طويل الأزمان والآباد خُلق الناس للبقاء فضلّت أمة يحسبونهم للنفاد ................... في ذاكرة النسيان الرفيق عمر عبد العزيز زيارتان لمدينة الرقة السورية كانتا كفيلتين بتأكيد المؤكد فيما استقرأته تاريخياً عن هذه الحاضرة المفصلية في الذاكرة التدوينية لثقافة المكان والزمان، وقد احتسبت الرقة التاريخية هذه المثابة الاستثناء في مدن الشام والعراق العربيتين من خلال تموضعها العبقري على مصبات الأنهار ومسارات الخير والنماء، حتى أن ذكريات الماضي العربي الإسلامي في حاضرة الرشيد الصيفية كانت تجد مقدماتها الحضارية منذ القدم الأقدم، وترفع ذراعي العطاء والنماء حد الاحتياط القابع في ثقافة التنوع والجمال والجلال. كان من الطبيعي والأمر كذلك أن يعيد الحاضر إنتاج ماضيه، وكانت لطائف المقدمات السهلة الممتنعة تعبيراً عن توق بدأ ثم سرعان ما خبا متوارياً وراء ظلامات اليوم الدامس. الرقة التاريخية الحضارية الناعمة المبحرة في زمن الإبداع تتحول اليوم إلى مساحة للتطرف الأعمى، لتخوض نهايات الاختبار العسير الذي طالما حاصرها في ذاكرتها وجواهر مفرداتها. في السيبوزيوم التشكيلي الذي تشرفت بالمشاركة فيه في الرقة قبل سنين خلت، استحضرت في مائياتي البصرية المرتحلة في زمن النخيل وأقواس قزح.. استحضرت تلك البانوراما المكانية التاريخية التي كانتها الرقة في زمن الخيال والاستحضار. لكنني ورغما عن خياري الأول تشظيت في قلقي المعرفي الذوقي وأنا احول البهاء الأزرق إلى تناكبات متواترة ومتوترة، وكأنني أرى القادم المداهم عطفاً على تضاعيف الحال والمآل. حقاً أنعشت الرقة في دواخلي وعوالم تساؤلاتي الحائرة وقلقي الذي لا ينتظم.. أنعشت في كل ذلك حالة من التماهي الطبيعي الذي مثل خيمياء العناصر التي لا تتحد فحسب. بل تتحول إلى تبر بعد أن كانت تراباً، فيالها من ذكريات لا تعرف الخبو والتلاشي، ناهيك عن أن تبقى معلقة في ذاكرة النسيان الرفيق. .................. هي الشاهدة ونحن شهود الزور رزان نعيم المغربي كيف أكتب شهادة عن مدينة الرقة، تلك المكتظة بالروح والعتاقة، تلك الجاذبة لأصحاب الإبداع المجانين، الشاهرة سيف الحب في وجه البشاعة من قبل الميلاد ومرورا، بخرابها لمرات ونهوضها كما طائر الفينيق بعد كل دمار. الرقة هي الشاهدة ونحن شهود زور هذا العصر، بعد أن خذلت بانسحاب وصمت وعجز لامبرر له، فهل آن الأوان لكتابة توثق، لمدينة وصفت يوماً بأنها أحد أربع منازل في الدنى؟ حضرت أحد مهرجانات الرقة ذات ربيع. في مهرجان الشعر كانت كل أجناس الفنون حاضرة، من الموسيقا التراثية في حفل الافتتاح إلى الرقص الشعبي، واستضافة من وجهاء مدينة الرقة لضيوفها من أدباء وشعراء وإعلاميين على مشارف البادية تنتصب خيمة كبيرة وتقدم الضيافة حسب الأصول العربية، لتترك بهجة ومأثرة لا تتكرر في مهرجانات الثقافة الاعتيادية، تلك التي تقام في أروقة الفنادق الفخمة وبين طاولات الزجاج الباردة مدينة الرقة تفرش بساطاً صوفياً ملوناً نسج بأيدي أبنائها، بين سدة الخيط ومغزل الصوف تبزغ الحكاية من الحكاية، تؤثث لمشهد أسطوري لا يشبه إلا تلك المدينة الحاضرة، هي حاضرة وعامرة قبل أن يبني الرشيد قصره وبعده، استمرت تراكم تلك الطبقات من الإرث الثقافي والحضاري إلى يوم قريب، حيث داهمها التتريون الجدد دواعش هذا العصر. في ذاكرتي دَيْن عاطفي لتلك لمدينة، أتمنى أن أسدده يوماً بالكتابة عنها بما تستحقه، ولتكن هذه السطور بداية العهد والميثاق بيني وبينها. ................... عاصمة الحوارية أسيرة الأحادية د. معجب العدواني تمثل مدينة الرقة حضورًا للمفاجآت، فكما كانت لا تغيب عن ذاكرة الروائيين والنقاد والباحثين العرب في العقود المنصرمة، ولا يغيب إنتاج مهرجانها الشهير (العجيلي) عن مكتبة أي أديب عربي، أضحت حاضرة بقوة في (الميديا) العالمية، إذ امتدت إليها ذراع جبروت الإرهاب لتحولها من مدينة حوارية تحتفي بالرواية وتحلم بالتغيير إلى موقع أحادي غاشم بوصفها عاصمة ظلامية لتنظيم (داعش). في اليوم الخامس من شهر مايو 2009م حظيت بلقاء الروائي والمثقف السوري نبيل سليمان بملتقى الشارقة للرواية، فهو يضيف إلى جانب ثقافته الواسعة جانبًا إنسانيًا استثنائيا، لا يتوفر في غيره. وبعد أشهر قليلة وجه لي دعوته للإسهام في مهرجان العجيلي الخامس للرواية الذي كان سيعقد في التاسع من ديسمبر 2009م. بعد أيام حافلة رحلنا عن الرقة، لكن ذكرياتنا الجميلة عنها لم ترحل، وظلت صداقاتنا مستمرة مع عدد من الروائيين والنقاد حتى الآن، حتى ظهرت لحظة ظلامية في تاريخ المدينة، وعادت الرقة الهادئة لتتصدر نشرات الأخبار، مرتدية جلبابًا أسود، تئن من تسلط منظمة إرهابية أقامت أحاديتها، ومارست جبروتها على أهلها الكرماء في ميادينها الجميلة. وكم كانت مفاجأتي حين رأيت أحد الميادين تقام فيه مجازر جماعية باسم الدين، فتحولت المدينة التي كان عنوانها الحوارية إلى عنوان للظلم والجبروت. هاجر الأصدقاء من الرقة الأحادية، إذ لا معنى لوجودهم فيها، رحلت المرعي إلى تركيا، وهاجر خلف إلى ألمانيا، وانقطعت أخبار بعضهم، لكن الأمل يبقى كبيرًا في أن تعود الرقة إلى عصر جديد من الحوارية والتنوع، وأن يعود أهلها منتصرين على الظلم والاستبداد. أكبر من الطغاة لعلّ بذور أهم رواياتي التي بدأتُها بعد رحلتي إلى الرقة مباشرة: «تقرير الهدهد» (بطلها أبو العلاء المعري، وتدور معظمها في هذه البلاد)، تشكّلت يومذاك في هذه المدينة التي أحببت كل شيءٍ فيها تقريباً، لا سيّما أهلها وحفاوتها وأصالتها. ما إن بدأت الثورة السورية حتّى بادرتُ بحثاً عن مواقعها لأعبّر فيها عن حبّي لها، بمقدار حبّي للثورة اليمنية ضد نظام صالح. ثمّ سعدتُ لدعوتي من قبل مجلة «الشفق» التي ظهرتْ في الرقّة، عقب تحريرها من جيش نظام الأسد، لكتابة مقالٍ ثقافي في عددها الأول. لقد تغيّر كل شيءٍ حال سقوط هذه المدينة الخالدة في براثن داعش. لم تدم بهجة الحريّة فيها طويلاً. ظلماتٌ جديدة عميقة بلون أعلامِ داعش، وإرهابٌ وحشيٌّ مجنون يطمّها من جديد، بعد دهرٍ من قمع واستبداد نظامٍ ديكتاتوريٍّ مقيت. ستنقشع حتماً كلّ هذه الظلمات، لأن طاقات التوق للحريّة التي رأيتها في أهل هذه المدينة أكبر من كل طاغية وظلاميٍّ إرهابيٍّ جاء من أسفل غياهب التاريخ! حبيب سروري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©