طهران تطرد مراسل «بي بي سي» وتتوعد الإعلام البريطاني

استمرت الحملة الإيرانية المناهضة لوسائل الإعلام الأجنبية، حيث أكدت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ووكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية نقلا عن مسؤول في طهران، أن الأخيرة قررت ترحيل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية بسبب تغطيته للانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو الحالي، وتم إمهال الصحفي 24 ساعة لمغادرة البلاد. وبالتوازي، أعلنت قناة «العربية الإخبارية» أمس، أن السلطات الإيرانية مددت مهلة إغلاق مكتبها «حتى إشعار آخر» في طهران الذي قررته منذ 14 يونيو الحالي على خلفية الاضطربات التي تشهدها إيران. وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية في بيان مقتضب أمس بقولها «للأسف طلبت السلطات الإيرانية من يون لين المراسل الدائم لـ«بي بي سي» في طهران مغادرة البلاد. مكتب بي بي سي لا يزال مفتوحا». من جهتها، قالت وكالة «فارس» القريبة من النظام المحافظ «يتعين على يون لين مغادرة إيران خلال 24 ساعة القادمة بتهمة نشر أخبار وتقارير كاذبة وإغفال الحياد في الأخبار وتأييد مثيري الشغب ووطء حقوق الأمة الإيرانية».وقال مسؤول بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي التي تتعامل مع وسائل الإعلام الاجنبية، إن لين أبلغ بقرار الترحيل. ولم يقدم المسؤول تفاصيل لكن الإذاعة الإيرانية أشارت إلى «تحريف الأنباء المتعلقة بإيران لاسيما الأنباء التي تخص الانتخابات». وكانت هيئة الإذاعة البريطانية اتهمت السلطات الإيرانية بالتدخل في عملها الإذاعي، وأعلنت أمس أنها زادت عدد الأقمار الصناعية التي تبث خدمة إخبارية تلفزيونية باللغة الفارسية بعد حدوث « تشويش مستمر» في إشارات البث من داخل إيران. وقال هيئة الإذاعة البريطانية في بيان إن «مشغل القمر الصناعي رصد تشويشا وأكد انه من داخل إيران. كما هددت طهران وسائل الإعلام البريطانية بإجراءات أكثر شدة، إذا واصلت «تدخلها في الشؤون الداخلية» الإيرانية، بحسب ما نقلت وكالة «مهر» للأنباء أمس عن وزارة الثقافة الإيرانية إثر طرد مراسل «بي بي سي» من البلاد. ونقلت وكالة مهر عن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد حسين صفار هرندي، قوله إنه «إذا واصلت شبكات الإذاعة والتلفزيون البريطانية المختلفة تدخلها في الشؤون الداخلية لبلادنا عبر نشر معلومات كاذبة او مغلوطة عن إيران، او تجاهل النظام الأخلاقي الدولي المتعلق بالصحافة، ستكون هناك إجراءات ردع أخرى». إلى ذلك، أعلن نبيل الخطيب رئيس تحرير «العربية» أن مراسل القناة ضياء الناصري تبلغ من وزارة الإعلام الإيرانية أن قرار إغلاق مكتب الشبكة سيبقى كذلك حتى إشعار آخر. وكان مكتب قناة العربية في طهران قد تم إغلاقه مبدئيا، لمهلة أسبوع انتهى أمس. وأعلن الخطيب أن «السلطات الإيرانية تتهم العربية ببث أخبار ليست بالضرورة عادلة بوجهة نظرها كما طالبت قناتنا بعدم بث أخبار عن إيران»، وندد «بحملة حشد موقف عدائي على مدى أسبوع ضد القناة في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية».