حزب الله يسيطر على بيروت الغربية

سقطت بيروت الغربية أمس في يد ميليشيات ''حزب الله'' وعناصر ''أمل''، بعد معارك استمرت طوال مساء أمس الاول وامتدت إلى الصباح الباكر، انتهت بسيطرة مقاتلي ''حزب الله'' على كافة مناطق القسم الغربي من بيروت الذي تقطنه أغلبية سنية واحتلال مقار ومكاتب تيار ''المستقبل'' ثم تسليمها إلى الجيش اللبناني، لتتوقف الاشتباكات نهائياً ليبدأ إطلاق النار من عناصر ''حزب الله'' ابتهاجاً بالسيطرة بالكامل على بيروت الغربية· وجاءت سيطرة عناصر ''حزب الله'' على بيروت الغربية بعد ساعات من إعلان زعيم الحزب حسن نصر الله أن قرارات الحكومة اللبنانية الأخيرة بملاحقة شبكة الاتصالات وإقالة مدير أمن المطار بمثابة ''إعلان حرب''، ورفض الحزب مقترحات زعيم تيار ''المستقبل'' سعد الحريري لحل الأزمة· وذكرت مصدر أمنية لبنانية و''الصليب الأحمر'' أن 11 قتيلاً و50 جريحاً غالبيتهم من عناصر ''المستقبل'' سقطوا خلال الاشتباكات، التي وصفتها مصادر أمنية بغير المتكافئة ''على الإطلاق'' بين ميليشيات ''حزب الله'' المدربة وعناصر ''الأكثرية'' المسلحة تسليحا خفيفا ودون أي تدريب عسكري· بالإضافة إلى تدمير وإحراق عشرات السيارات والمحال التجارية وتحطم زجاج العديد من المنازل السكنية· وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن أعلام ''حزب الله'' وحركة ''أمل'' رفُعت على الطرقات وعلى أسطح مبان في الأحياء التي تقطنها أغلبية سنية وتعتبر معقلاً للأكثرية وتيار ''المستقبل''· وجابت مواكب عناصر المعارضة المسلحة شوارع في منطقة الحمراء وكليمنصو حيث منزل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكان المسلحون يخرجون من السيارات ويطلقون النار في الهواء ابتهاجا وهم يرسمون شارات النصر· وذكر مصدر أمني أن ''الاشتباكات توقفت لأنه لم يعد هناك من يقف بوجه مقاتلي المعارضة''· وشهدت شوارع بيروت الغربية عمليات كر وفر متنقلة من شارع إلى شارع بين عناصر ''المعارضة'' و''الأكثرية'' لنحو 5 ساعات استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية وتركزت الاشتباكات في كورنيش المزرعة ورأس النبع· ووفقا لمصادر أمنية انتهت الاشتباكات بانسحاب عناصر ''الأكثرية'' من مواقعهم وإخلاء مراكزهم أو الاستسلام لمقاتلي ''حزب الله'' و''أمل''،وقدرت صحيفة ''الأخبار'' (الموالية للمعارضة) عددهم بنحو 800 مقاتل من ''المستقبل''· وسيطر مقاتلو ''المعارضة'' على منطقة الحمراء وفردان ورأس النبع وعائشة بكار والظريف والملا وزقاق البلاط ومناطق كركول الدروز والزيدانية ومال الياس وتلة الخياط· وقال مصدر أمني إن ''مسلحين من الأكثرية ألقوا أسلحتهم في منطقة طريق الجديدة بعد مفاوضات استسلام مع مقاتلي حزب الله''· وذكر مصدر في تيار ''المستقبل'' لوكالة الأنباء الفرنسية أن ''عناصر التيار سلموا مراكزهم الاجتماعية في منطقة الطريق الجديدة إلى الجيش تجنباً للتصعيد''· وذكر شهود عيان ان سكان بيروت الغربية بدأوا في الفرار من صباح أمس باتجاه بيروت الشرقية التي تقطنها أغلبية مسيحية مارونية بحثاً عن مناطق أكثر أمناً· وشددت قوات الجيش من إجراءات حماية منازل قادة ''الأكثرية'' خاصة وليد جنبلاط وزعيم تيار ''المستقبل'' سعد الحريري· وذكر مستشار الحريري غطاس خوري أن مقر سعد الحريري في قريطم تعرض لهجوم مسلح من أنصار ''حزب الله'' وأشار إلى أن قذيفة صاروخية أصابت سور قصر قريطم دون وقوع إصابات أو خسائر· وقطع عناصر ''المعارضة'' الطريق المؤدي إلى قصر قريطم، كما حاصر المسلحون قصر وليد جنبلاط· بدء إجلاء رعايا الإمارات من لبنان بيروت (الاتحاد)- بدأت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في بيروت بترحيل الرعايا الإماراتيين الموجودين في لبنان منذ يوم امس، وذلك براً عبر سوريا عن طريق العبودية بإشراف ومواكبة من السفارة حتى الحدود· وقد تم ترحيل 35 شخصاً أمس انطلقوا من مكان التجمع في فندق متروبوليتان ويجري حالياً تنظيم ترحيل 45 شخصاً إضافة الى أن البعض فضل المغادرة بسياراتهم الخاصة· ودعت السفارة باقي الرعايا الإماراتيين الى التبليغ عن أماكن تواجدهم ونصحتهم بعدم مغادرة أماكنهم· إغلاق مرفأ بيروت حتى إشعار آخر بيروت (الاتحاد)- اعلنت نقابات عمال مرفأ بيروت أمس وقف كل النشاطات في المرفأ الحيوي بسبب تردي الوضع الأمني في العاصمة اللبنانية· وقال رئيس غرفة الملاحة إيلي زخور إن النقابات قررت إغلاق المرفأ حتى إشعار آخر· واعلنت شركة طيران ''الشرق الأوسط '' اللبنانية تعليق رحلاتها الجوية· وذكرت في بيان '' نظرا للأوضاع الراهنة تعلن شركة طيران الشرق الأوسط عن تعليق جميع رحلاتها ذهابا وايابا حتى ظهر السبت 10 مايو''· فضل الله: المشكلة سياسية وليست طائفية بيروت (الاتحاد)- أكد المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله أن المشكلة الحالية في لبنان سياسية وليست مذهبية أو طائفية· وقال في خطبة الجمعة ''كنا بغنــى عن كل هــذا الواقع الصعب الذي انطلقت إثارته من خلال ارتجــالية في القرارات الحكومية الخارجة على أبسط مقومات الوفاق الداخلي والتوازن الطائفي، ولا سيما تجاه القضايا الحساسة المرتبطة بالمقاومة، في ظل استمرار التهديد الإسرائيلي للبنان بالعدوان، ولرموز المقاومة بالتصفية والاغتيال، مما يبرر للكثيرين تفسـير هذا النوع من القرارات وكأنه يتجه بالبلد إلى مزيد من الانكشاف الأمني الذي يستفيد منه العدو لتصفية حساباته التي لم تنتهِ منذ حرب يوليو عام ·''2006 وشدد فضل الله على أن لبنان معني بحماية كل أوراق القوة الداخلية أمام العدو الاسرائيلي، وأن مسألة المقاومة لا يمكن أن يتم التعاطي معها على طـريقة التعقيدات اللبنانية الداخلية، بل لا بـد أن ترتكز إلى حالةٍ جـدية من الهم الوطني والحوار الداخلي، في سبيل تطوير استراتيجية دفاعية تحمي لبنان وشعبه، حاضرا ومستقبلا، من أي عدوانٍ أو عبث''· ودعا القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية الى الحذر من الوقوع في فخ الخطاب الطائفي المثير للفتنة والمحرك للغرائز، في ظل غيابٍ للعقلانية والهدوء في دراسة مصلحة البلد، وأن يتم التنبه إلى حركة المشاريع الكبرى التي تعمل الإدارة الأميركية من خلالها على تدمير الإسلام كله والعروبة كلها، والإطاحة بكل أوراق القوة في عالمنا العربي والإسلامي، دون تمييز بين حركة هنا أو هناك، أو بين مذهبٍ هنا أو هناك· وأكد على الحوار الداخلي بما يحفظ للبلد توازنه ومستقبله وقوته·· وحماية السلم الأهلي·· والوحدة الإسلامية والوطنية·· وفي حفظ المقاومة وحمايتها· الحص يستبعد تدخلاً عسكرياً أجنبياً لفض الاشتباكات القاهرة (د ب أ) - استبعد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص امس إقدام أي قوة دولية على التدخل العسكري المباشر في لبنان لفض الاشتباكات المسلحة التي اندلعت مؤخرا بين أنصار المعارضة و''الأكثرية''، مؤكدا أنه ليس هناك دولة واحدة تقبل المخاطرة بإرسال جنودها إلى لبنان· وأضاف قائلا ''لبنان بلد صعب ولا يمكن حسم الوضع فيه وتلك الأزمة الراهنة بالقوة''، مشيرا إلى أن هناك قوات دولية بالجنوب ولكن دورها محدد ومعروف واللبنانيون يقبلون به في إطاره المحدد فقط· وشدد الحص في مقابلة خاصة أجراها مع وكالة الأنباء الألمانية مجددا على أنه ''لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تقهر اللبنانيين وتفرض عليهم حلا يقبلونه دون توافق بينهم عليه''، محذرا من القبول بمثل هذا التدخل الخارجي· وقال ''وإذا كان هناك طرف سيقبل بالتدخل الخارجي فسيكون هو الأغبى في المعركة، لأن الجميع يعرف جيدا أن أي تدخل سيزيد الوضع اشتعالا''· وكان الحص قد قدم للقاهرة للقاء وزير الخارجية والمسؤولين المصريين بهدف التشاور وتنسيق الجهود العربية لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي فى لبنان وللمشاركة في مؤتمر الإصلاح العربي الذي انتهت أعماله بمكتبة الاسكندرية، غير أن اندلاع الأزمة في لبنان وتوقف الطيران لبيروت حال دون عودته لبلاده· ووصف الحص الوضع الراهن في لبنان بالمؤلم جدا قائلا إن تطورات الأحداث على هذا النحو المتسارع بزيادة حدة القتال وانتقاله من منطقة لأخرى لا تطمئن اللبنانيين خاصة أن الانقسامات مازالت حادة جدا بين الفريقين المتحاربين· وقال ''لقد وجهت من القاهرة نداء لرئيس مجلس النواب نبيه بري وللأمين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله بأن يتوليا الدعوة وكافة الأطراف لتولية العماد ميشيل سليمان قائد الجيش مسؤولية رئاسة الجمهورية على الفور على أن يتعهد الأخير بتبني حوار وطني يشارك فيه كافة الفرقاء للتوصل إلى تسوية عادلة بينهم وهكذا فقط يمكن أن تحل الأزمة والمحنة''· وفي رده على استفسار عما جد على الساحة اللبنانية للقبول بهذه الدعوة التي سبق أن وجهها كل من زعيم تيار المستقبل ووليد جنبلاط وقوبلت بالرفض من جانب المعارضة، قال الحص إن ''الوضع تغير من الأمس لليوم والمعارضة سيطرت على الكثير من الأرض· كما أن الجميع يدرك أن البلد لا تحتمل غالباً ومغلوباً في هذه الأزمة التي يزيد اشتعالها مع كل دقيقة''· وأكد أن المعارضة تستطيع حل المشكلة بتسليم سليمان مسؤولية الرئاسة، مطالبا المعارضة بسرعة تلبية الدعوة لتولية العماد ميشيل سليمان مسؤولية الرئاسة والالتقاء مع المعارضة في منتصف الطريق· وحمل سليم الحص كلا الفريقين مسؤولية انفجار هذه الأزمة، غير أنه رأى أن ''فتيل الشرارة الأولى جاء من قرارات الحكومة المتسرعة والخاصة بقرار تفكيك شبكة اتصالات حزب الله وإقالة مدير المطار وغير ذلك من القرارت المتسرعة والتي سعوا أيضا إلى تدويلها رغم أنها قرارات خاصة بلبنان''· وتساءل ''هل علموا فجأة أن حزب الله يمتلك شبكة اتصالات خاصة بالمقاومة ولماذا هذا التفجير لتلك القضية في هذا التوقيت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة الفراغ الرئاسي المتعثر حلها منذ عدة أشهر وحتى الآن؟ ولذا أقول الحكومة تتحمل المسؤولية''· ودافع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق عن موقف حزب الله قائلا ''كل الناس تعلم أن حزب الله مسلح ولكنه لم يبادر لاستخدام السلاح وإطلاق النار إلا بعد أن أطلق عليه النار أولا، بمعنى أنه لم يسع للمعركة بل أستدرج إليها للدفاع عن نفسه· أنا لا أريد أن أظهر بمظهر المدافع عن حزب الله ولكن هذا هو ما حدث''·