الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نحتاج معجزة لتكرار إنجاز أثينا

نحتاج معجزة لتكرار إنجاز أثينا
10 مايو 2008 00:34
بعد ذهبية أثينا كانت هناك قناعة تامة بأنه إذا أردنا أن يصبح لدينا أبطال آخرون يساهمون في رفع علم الإمارات خفاقا، علينا أن نغير الوضع الذي يحكم عملنا الرياضي في الوقت الحالي ونرفع مستوى المعايير لترتقي إلى المستوى الدولي· وكان معنى ذلك التركيز على الألعاب الفردية، ووضع برامج إعداد لديها القدرة على الاستمرار لعدة سنوات، ورصد ميزانيات تتطلب صرف ملايين·· والاستفادة من ثورة الفرح التي فجرتها ذهبية الشيخ أحمد بن حشر، خاصة أن الوقت كان مناسبا لإعادة التفكير في الواقع غير المنتج لمؤسساتنا الرياضية، ووضع حلول بديلة تجعلنا قادرين على استثمار الانجاز· لقد كشفت ميدالية الشيخ أحمد بن حشر أن الوصول إلى المستوى العالمي ممكن، طالما اخذ صاحبه بالمعايير الدولية للمنافسة والتي تتطلب العمل بشكل احترافي والمشاركة في البطولات ووضع خطط حقيقية تساعد على التفوق ولديها القدرة على الاستمرار لعدة سنوات· ومع اقترابنا من أولمبياد بكين تزيد نسبة الحديث عن حجم الفرص التي تنتظرنا في الأولمبياد ومدى إمكانية أن نشاهد إنجاز الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم يتحقق مره أخرى على ارض الواقع· لقد فعلناها مرة، فما هو المانع في أن نكرر نفس الانجاز مرة أخرى خاصة وان سوبر ستار الرماية الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، أعاد الثقة لرياضة الإمارات في أنها تملك المواهب القادرة على صناعة اكبر الانتصارات طالما توفرت لها البيئة المناسبة· علاوة على أن مشاركتنا هذه المرة مختلفة عن أي مشاركة سبق وأن حصلت حيث نذهب إلى بكين ونحن نملك تجربة الفوز بالميداليات وفي نفس الوقت نتواجد بمجموعة من اللاعبين الواعدين في الرماية وفي الفروسية وفي التايكواندو· لكن إذا سألنا أنفسنا بعد مرور أربع سنوات من الإنجاز ماذا استفدنا منه في تغيير واقعنا الرياضي وتسخيره من اجل التطور؟ فإن المشهد لا يبدو براقا حيث ما نزال نعتمد على الجهود الذاتية أكثر من اعتمادنا على نظام رياضي متكامل، ومرة أخرى ينحصر طموحنا في قدرة نجومنا الذين تمكنوا من التأهل في إحداث الفارق والفوز بالميداليات على الرغم من أن المهمة شاقة· وهذا الأمر يدفعنا للتساؤل من جديد·· هل بالفعل نملك الفرصة في تحقيق ميدالية مرة أخرى وعيش تجربة أثينا من جديد ولكن في عاصمة مختلفة هي بكين؟ مدير وفدنا الرياضي في أولمبياد أثينا الدكتور عبدالله عبدالكريم وأحد شهود العيان على إنجاز الشيخ أحمد بن حشر يرى أننا نحتاج إلى معجزة لتكرار نفس الإنجاز!· يقول الدكتور عبدالله عبدالكريم: بالطبع في البداية نتمنى كل التوفيق للرامي الموهوب الشيخ أحمد بن حشر ولجميع اللاعبين الذاهبين إلى أولمبياد بكين في حصد النتائج الايجابية التي تساهم في رفع اسم الدولة بين الأمم المشاركة في الأولمبياد·· ليس أحب على قلبنا من أن نشاهد احد أبناء الامارات وهو يحصد التفوق ويعتلي منصة الانتصارات بكل ثقة واقتدار خاصة الرامي الموهوب الشيخ احمد بن حشر والذي أتمنى أن تنجح جهوده الذاتية في التكلل بحصد ميدالية· واضاف: هذه الأماني لا يجب أن تبعدنا عن حقيقية وهي أن الفوز في الأولمبياد يتطلب رحلة اعداد طويلة وبرامج تأهيل متقدمة وإشراف من أجهزة فنية عالية المستوى، وفي هذه النقطة دعونا نتساءل: ماذا وفرنا للشيخ أحمد بن حشر من كل هذه المتطلبات·· بالطبع كانت هناك احتفالات تكريم كبيرة والتفاف من المسؤولين والجماهير خلف البطل الأولمبي وهو بالتأكيد أمر جميل لكني أتحدث عن أمر آخر يتعلق بوجود نظام رياضي متكامل لدعم البطل الأولمبي·· بكلمات أخرى لقد وصل الشيخ احمد بن حشر إلى القمة في أولمبياد أثينا وفق جهوده الذاتية لكن في المقابل ماذا فعلنا له بعد أن أثبت انه بطل على أعلى مستوى من اجل أن يحافظ على إنجازه وان نسهل له مهمة المشاركة في بكين· وقال: لا أريد أن أكون متشائما لأن هذا ليس من طبعي لكني أعتقد أننا نحتاج إلى معجزة لكي نشاهد إنجاز أثينا يتكرر مرة أخرى في بكين بسبب عدم وضوح الرؤية في الرياضة بشكل عام وغياب نظام رياضي واضح وفعال يمكن أن يحافظ على المكتسبات ويضاعف منها·· ليس في كل مرة من المفروض أن نعتمد على الجهود الذاتية لأنه مهما بلغت درجة موهبة صاحبها فإنها تحتاج في النهاية إلى دعم والى نظام يحتويها ويسهل من مهمتها في التفوق وليس نظاما يترك صاحبه يجتهد وحده· ويستطرد الدكتور عبدالله عبدالكريم في الحديث قائلاً: منذ فتره طويلة والكثير من الأصوات تطالب بضرورة إعادة النظر في القطاع الرياضي في الإمارات باعتباره من اقل القطاعات تطورا في الإمارات وهناك رغبة صادقة من جميع أطرافه في تغيير هذا الوضع وان تواكب الرياضة في الدولة بقية المجالات الأخرى·· لكن على ارض الواقع ما نزال نراوح مكاننا ولا توجد تغييرات حقيقة إلا فيما ندر وعلى هذا الأساس ندور ونلف في نفس الساقية ونكرر نفس الكلام في كل مرة يتجدد فيها الحديث عن ضرورة التغيير· وأوضح: في تقديري إذا كنا جادين في إحداث التغيير فإنه أمامنا حلان لا بديل لهما: الأول إعادة النظر في عدد الاتحادات الموجودة وتقنين عددها، لأنه من غير المعقول أن يكون لدينا حوالي 28 اتحادا وجمعية لرياضات مختلفة ونحن في دولة تعاني من غياب الكثافة البشرية التي يمكن أن تشارك في مختلف هذه الألعاب·· لدينا شكوى دائمة من ضعف الموارد وعلى هذا الأساس لا بد من التقنين وان نركز جهودنا على الاتحادات والألعاب التي نرى انه يوجد جدوى منها في المنافسة ولا نهدر إمكانياتنا على ''الكم'' والذي لا يمكن أن يوصلنا إلى نتيجة· واضاف: بعد أولمبياد أثينا أجريت دراسة على نتائج الأولمبياد وكان من المفارقات التي وصلت إليها أن دولا مثل فرنسا وايطاليا حصلت على سابع وثامن الأولمبياد حققت هذه المراكز المتفوقة من خلال الاعتماد على رياضة أساسية واحدة وهي سلاح الشيش·· والموضوع ليس بالغريب لأن أميركا والتي تسيطر على صدارة الأولمبياد تحقق معظم ميدالياتها في أربع ألعاب منها السباحة وألعاب القوى والتي تعتبر من أكثر منافسات الاولمبياد توزيعا للميداليات· وأضاف: على هذا الأساس أرى أننا في الامارات من أحوج الناس لكي نقنن عدد الألعاب الموجودة ونركز جهودنا على ألعاب محددة نرى انه من الممكن أن نحقق فيها التفوق وتتناسب مع الإمكانيات الفنية والجسمانية للاعبينا·· والحل الثاني يكمن في فتح باب التجنيس والاستفادة من هذا الخيار والذي لا يعد عيبا وتقدم عليه الكثير من الدول المتفوقة على الصعيد الرياضي وأستشهد بأميركا وفرنسا على سبيل المثال· وقال: أرى أن التجنيس هو المدخل لناحية الاحتراف وليس بالضرورة أن نلجأ إليه من اجل تحقيق الانتصارات الخارجية ولكن من اجل رفع مستوى المنافسات المحلية وبالتالي رفع مستوى اللاعبين·· وأدرك مدى حساسية هذه النقطة لكن من أجل وضع الفكرة في إطارها فإني لا أرى وجود أي مانع من الاستفادة من التجنيس ولو بشكل مرحلي ومؤقت من اجل المساعدة على رفع مستوى مختلف الألعاب·· ولدينا تجربة على مستوى الكرة والتي فتحت الباب أمام مشاركة أبناء المقيمين في مسابقات المراحل السنية وأتمنى أن تعمم هذه التجربة على مختلف الألعاب وأنا على ثقة بأننا سنستفيد منها في اكتشاف مواهب جديدة وزيادة قاعدة ممارسي الرياضة في ملاعبنا·· وإذا وصلنا إلى هذه المحصلة في يوم من الأيام فإن وضعنا في المشاركات الخارجية بما فيها الاولمبياد سيكون بالتأكيد أفضل·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©