السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقطير الزهر «موسم الأرباح» لنابل التونسية

12 ابريل 2010 21:34
تتحول مدينة نابل التونسية في مثل هذا الوقت من كل عام إلى خلية لإنتاج العطريات وتقطير الزهر في تقليد سنوي يجمع مئات العائلات ويدر عليهم أرباحاً وفيرة. وبحلول فصل الربيع، تزدان أشجار النارنج بنابل بأزهار بيضاء اللون رائحتها فواحة تعلن عن انطلاق موسم تقطير الزهر. وتقطير الزهر هو تحويل الأزهار إلى ماء زهر أي إضافة رحيق الأزهار إلى الماء. ويعد هذا الموسم من أعرق العادات التي تسعى العائلات النابلية للمحافظة عليها من خلال إعداد المؤونة من ماء الزهر الذي يستعمل في صنع الحلويات والعطور وللتداوي من ضربة الشمس والآلام المعوية أو لأقنعة البشرة والتجميل. ويمثل “تقطير” الزهر موعداً لتلاقي الجيران، حيث تجتمع النسوة لإعداد المؤونة “العولة” وتجميع ماء الزهر في قوارير خاصة تعرف في تونس باسم “الفاشكة”. كما يعد الموسم مصدر دخل لقرابة ثلاثة آلاف أسرة تنطلق في مفتتح كل ربيع في جمع المحصول من البساتين أو من الأشجار التي تم غرسها بحدائق المنازل أو تلك المترامية على طول الطرق. وهو يوفر بذلك لعديد من العائلات محدودة الدخل مجالاً لممارسة نشاط اقتصادي عائلي تقليدي يتمثل في تقطير الزهر بمقابل وبيعه لزوار المدينة الذين يفدون من مختلف جهات البلاد التونسية لشراء ما يحتاجونه من ماء الزهر. وتقول فاطمة الرياحي، وهي امرأة من نابل تعودت على تقطير الزهر لعائلتها الموسعة وبيع جزء كبير لزوار المدينة، إن “هذه العادة تميز نابل عن بقية مدن العالم، فنحن نجتمع سنوياً في مثل هذا الوقت لنحيي هذه العادات الجميلة”. وتضيف فاطمة أن بيع الزهر يدر عائدات مهمة لعائلتها بسبب الإقبال الكبير عليه من زوار يأتون من كل جهات تونس.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©