الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منزل يوسف خوري.. كنز من الماضي بالصوت والصورة

منزل يوسف خوري.. كنز من الماضي بالصوت والصورة
22 يونيو 2009 01:40
أكثر من عشرة آلاف تحفة أثرية نادرة جمعها الإماراتي يوسف حسين خوري على مدار أربعين عاما، فضلاً عن طوابع وعملات نادرة يحتفظ بها في غرف منزله الواقع مقابل مركز الوحدة التجاري، أملاً في إيجاد متحف وطني لعرضها، لاسيما وأنَّ معظمها يحكي تاريخ المنطقة القديم. رحلة إلى الماضي إلى الماضي برائحته وملمسه وأدواته يصحبك يوسف خوري، بمجرد ولوجك بوابة منزله، قائلاً: «هذا أصغر كتاب إنجيل في العالم، وتلك الكاميرا الصغيرة تستخدم لأغراض التجسس، وهنالك عين بشرية محنطة، وهذا أول راديو في الإمارات يعمل بالبطارية، وهنا بطاريته، وهذا وهذا». يجول بين ركام من القطع والتحف العجيبة المتناثرة هنا وهناك معرّفاً، ليردّ على أسئلتي ودهشتي بإجابة قاطعة: «سؤالان لا أحب الإجابة عليهما، وهما: من أين هذه القطعة، وكم ثمنها». هكذا يقطع الطريق على سائله ليكتفي بالنظر والدهشة فقط. يجلس خوري، وكنيته أبو وليد، بين مقتنياته ويبدأ استعراض ذكرياته في أيام الصبا، حين بدأ العمل في شركة «أدما» بجزيرة «داس» عام 1960 تقريباً، وكانت مهنة «kitchen boy» هي أول مهنة امتهنها حيث عمل في المطبخ بغسل الصحون، ثم حصل على ترقية ليصبح»office boy». ومن خلال عمله تعلم اللغة الإنجليزية التي صار يتقنها بطلاقة، ذلك أنَّ جميع العاملين آنذاك كانوا من الانجليز والهنود. يستطرد في الحديث عن حياته وطفولته، موضحاً أنه تعلم وختم القرآن لدى مطوع مشهور هو درويش بن كرم رحمه الله، وكان المطوع يتولى مهمات عديدة في ذلك الوقت، فكان معلماً وكاتباً وطبيباً يداوي الناس ومطهراً للأولاد أيضاً. مضيفاً أنه تعلّم الكتابة عند خاله، ثم واصل تعليم نفسه بنفسه. يقول: «كانت الحياة صعبة وقاسية في زمننا، وكانت أبوظبي صغيرة ونصف المباني التي نراها اليوم كانت جزءاً من البحر في ما مضى، لكن كان الناس أطيب والقلوب صافية». نقطة البداية..طوابع عن هوايته في جمع المقتنيات الأثرية، يتحدث خوري: «بدأت بجمع الطوابع البريدية، فكنت أجمع الطوابع القديمة ولديّ مخزون كبير منها وثمة طوابع نادرة ما زلت أحتفظ بها في بيتي، بالإضافة إلى مجموعة قيّمة من العملات من مختلف الفئات الورقية والمعدنية، كالروبية ونصف الروبية وربع الروبية، و»الآنتين» و»الآنة» و»الجرخية» بالإضافة إلى «البيزات» و»الآردي» وهو ما يشبه «الفلس» حاليا.. ثم تطورت هوايتي وبدأت احتفظ بالقطع التي يملكها والدي من خلال عمله في التجارة، ثم بجمع القطع والتحف النادرة والتي تكاثرت لديّ حتى فاضت عن قدرة المنزل وطاقته الاستيعابية، فاضطررت لتكديسها بجانب وفوق بعضها البعض، أملا في الحصول على دعم وسند لوضعها في متحف خاص لعرضها أمام الناس جميعا، لاسيما وأن معظمها يحكي تاريخ الدولة والمنطقة وطريقة الحياة قديماً.» ينظر خوري إلى حائط في غرفة الاستقبال يشير نحو الساعات المصطفة جنباً إلى جنب بفخر، قائلاً إنها تعود لعصور قديمة وأنها كانت غالية الثمن؛ في هذا الوقت تمكنت من عدّها حتى وصلت إلى الرقم 25. ثم يلتفت إلى مجموعة كبيرة من الكاميرات مختلفة الموديلات والأحجام، موضحاً: «في ذلك الوقت كنا نرسل الأفلام «الأبيض والأسود» إلى البحرين من أجل التحميض، كان ذلك يستغرق من الوقت مدة أسبوعين، فيما تستغرق رحلة تحميض الصور الملونة حوالي شهرين، إذ تذهب أولا البحرين ثم لندن ثم تعود إلى الدولة، فضلا عن أن رؤية الصور تحتاج إلى «بروجكترات»، وهو ما يمتلكه خوري أيضاً في متحفه المنزلي العجيب. غرفة العجائب ينتقل أبو وليد إلى زاوية أخرى من نفس الغرفة، يشغل اسطوانة موسيقية قديمة لفنان كويتي يقول إنَّ اسمه عبد الله فضالة، يشغل الموسيقى، بعدها يتناول مجموعة من الصحف الضاربة في القدم والتي كانت ترسم وتكتب باليد، بعضها باللغة الانجليزية من بينها عدد من جريدة «لندن نيوز» عام 1872، وعدد من جريدة «لو بتي جورنال» الفرنسية عام 1901. يطوي الصحف ويعيدها مكانها ثم يغلق الموسيقى، ليدعونا إلى غرفة أخرى من المنزل، يتناول المفتاح ثم يتوجه إلى غرفة داخلية مغلقة يخرج منها صوت المذياع، يفتحها ويشعل الضوء، ليكشف عن مجموعة غريبة عجيبة من التحف والمقتنيات، من بينها قدم سبع، ومجسمات لأسماك صغيرة محنطة، ومجسم آخر لحيوان «أبو عرس» وذئب ضخم، وعين بشرية محنطة، ودروع حربية، وواقيات حديدية للرأس كانت تستخدم في الحروب، وفوانيس مختلفة الأشكال، وغيرها من التحف المتكدسة فوق بعضها البعض. بعد تجوالنا في غرفة العجائب، اعتقدت أن الجولة انتهت، لكن جعبة أبو وليد لم تفرغ بعد، إذ اقتادنا إلى غرفة أخرى ذات فراش أرضي أو عربي، تمتلئ زواياها بالأحجار الكريمة والحليّ وأدوات الزينة، وأدوات الكتابة والحلاقة القديمة، والتي تمثل كل قطعة منها تحفة نادرة. ساعتان من التجوال بين المقتنيات لم تكن كافية أبدا للملل منها، فكل واحدة تحمل قصّة مشوقة عن غيرها، أما الطوابع والعملات القديمة فلها قصة أخرى قد تأتي مناسبة للحديث عنها
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©