حزب الله من المقاومة إلى حرب الشوارع

مرة أخرى يتصدر حزب الله اللبناني الأنباء، فهو طرف أساسي في الأزمة الحالية التي يشهدها لبنان· ولكن هذه المرة باحتلال عناصره لشوارع بيروت وضواحيها· ووفقا لتقرير بثته هيئة الإذاعة البريطانية ''بي·بي·سي'' على موقعها الالكتروني أمس فإن حزب الله منظمة سياسية وعسكرية ذات نفوذ واسع، أعضاؤها من الطائفة الشيعية· وقد ذاعت شهرته في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، خصوصا بعد انسحاب آخر القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مايو ،2000 الأمر الذي نسب لنجاحات حققتها ''المقاومة'' في عملياتها العسكرية·لكن صيت الحزب زاد أكثر بعد الحرب المدمرة التي عاشها لبنان في صيف عام ·2006 وجاءت تلك الحرب التي خاضها مسلحو الحزب مع إسرائيل ، إثر أسره جنديين إسرائيليين، خلال اشتباكات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية· ويعد ''حزب الله'' أقوى طرف بين القوى الموالية لسوريا والمعارضة لحكومة فؤاد السنيورة المدعومة من قبل الغرب· ولدى ''حزب الله'' وجود مهم في مجلس النواب اللبناني، وكان جزءا من حكومة الوحدة الوطنية حتى نوفمبر ،2006 عندما انسحب وزراؤه في خضم خلاف حول التمتع بحق نقض القرارات التي تتخذها الحكومة· كما ساهم الحزب مساهمة مباشرة في تعطيل اختيار رئيس للجمهورية عن طريق مقاطعته جلسات مجلس النواب، مما يجعل من الصعب تنفيذ الخطة التي تسعى إليها القوى الموالية للحكومة بدعم من الدول الغربية وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة· ومعروف أن واشنطن تصم ''حزب الله'' بالإرهاب وتتهمه بزعزعة استقرار لبنان، في مرحلة ما بعد الانسحاب السوري الذي تلا اغتيال رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري· ولـ''حزب الله'' تاريخ طويل في التنسيق والتعاون مع سوريا، وهو لا يزال يقف الى جانبها مؤكدا على الوحدة الوطينة للبنان في مواجهة ما يصفه بـ ''التدخل الغربي''· وإضافة الى الشعارات والممارسات السياسية الجاذبة لقطاعات من المجتمع اللبناني، قام الحزب بتأسيس وإدارة شبكة من الخدمات الاجتماعية والصحية وغيرها خارج إطار الدولة، كما أن للحزب قناة فضائية تحمل اسم ''المنار'' وتعبر عن مواقفه وسياساته· وبدأ الحزب في الظهور إلى الأضواء في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، بدعم مالي من إيران، كتنظيم عسكري سري لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان والذي وصل إلى قلب العاصمة بيروت في عام ·1982 ولم يعلن الحزب عن عمليات مستقلة له سوى في مطلع عام ·1984 ويرفض الجناح العسكري لـ''حزب الله '' نزع سلاحه، برغم صدور القرار الدولي رقم 1559 في عام 2004 الذي يدعو الى ذلك، والى سحب القوات الأجنبية من لبنان، وبرغم الدعوات الداخلية والخارجية للتخلي عن السلاح والتحول إلى حزب سياسي· وكان يُتوقع بعد انسحاب إسرائيل من لبنان، أن ينضم مقاتلو الحزب إلى الجيش اللبناني، وأن يركز الحزب على أهدافه السياسية والاجتماعية· لكن حزب الله واصل الانتفاع من مكاسبه السياسية، واحتفظ بمقاتليه الذين يصفهم بأنهم حركة مقاومة لا للبنان وحده، وانما للمنطقة برُمتها·