الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

5 تكتيكات لاستعادة شعبية أوباما

7 يناير 2014 22:27
على رغم غياب فضيحة حقيقية، ووجود خطأ سياسي واحد واضح يتعلق بنظام الرعاية الصحية، بدا عام 2013 بائساً بالنسبة لأوباما مع تراجع شعبيته. ويكشف التاريخ أنه من الصعب على أي رئيس أميركي أن يستعيد شعبيته في فترة ولايته الثانية، ولكن ثمة خمسة تكتكيات يمكن لأوباما أن يتحدى من خلالها هذا الاحتمال. أولاً: إصلاح الرعاية الصحية: ويدفع أوباما والديمقراطيون في الوقت الراهن ثمناً ضخماً بسبب «مشكلات تقنية» في صفحة «HealthCare.gov» على شبكة الإنترنت المخصصة للتسجيل في برنامج الرعاية الصحية المعروف بـ«أوباما كير»، ولاسيما أن بلوغ هدف تسجيل سبعة ملايين شخص بحلول الأول من أبريل المقبل بات صعب المنال. وعلى رغم ذلك، لابد من الوصول إلى عدد كبير من التسجيلات لا يقل عن خمسة ملايين شخص، على أن يكون 25 في المئة منهم من الشباب، من أجل الحفاظ على دعم قطاع التأمين والحيلولة دون حدوث انهيار في أقساط التأمين. وعلى أوباما أن يعين خبيراً لإصلاح الموقع الإلكتروني، إذ إن السؤال الحاسم بشأن هذه القضية في 2014 سيتمحور حول ما إذا كان سيتم اختيار مسؤول تنفيذي لإدارة البرنامج بأسره، وإذا استمر عناد البيت الأبيض، سنرى مزيداً من المشكلات والأمور المثيرة للجدل التي من شأنها أن تجعل تعطل الموقع يبدو هيناً. ثانياً: اتخاذ موقع هجومي: فأفضل ما يمكن أن يفعله البيت الأبيض بشأن الرعاية الصحية، أن يُحيّد القضية، ويدرك معسكر الرئيس الديمقراطي أنه يحتاج إلى دفع الجمهوريين إلى موقع دفاعي، عن طريق الزج بقضايا أخرى إلى الواجهة مثل تمديد أجل بدلات البطالة التي يستحقها العاطلون لفترة طويلة، إلى جانب زيادة الحد الأدنى للأجور. ويخطط أوباما أيضاً للتأكيد على قضية أخرى تخيف غالبية الجمهوريين هي «إصلاح قوانين الهجرة» التي يهدد المحافظون في مجلس النواب بالقضاء عليها. ويمنح تحسن الاقتصاد فرصة لتحدي الجمهوريين بشأن عدم عدالة الدخل، مع توجيه النقاد جُلّ نقدهم إلى الصراع الطبقي، حيث إن نسبية التعافي الاقتصادي -الذي يبدو جيداً للأغنياء وغير جيد بدرجة كبيرة للطبقة العاملةـ أمر غير قابل للجدل، مثلما وثّق ذلك مؤخراً ستيفن راتنر المسؤول السابق في «وول ستريت» ومهندس خطة أوباما لإنقاذ قطاع السيارات. ثالثاً: السياسة الخارجية: فأحد الوجوه القليلة المضيئة في فريق أوباما العام الماضي، كان وزير الخارجية جون كيري، ومثل معظم الرؤساء في الفترة الثانية، يعتبر الرئيس الإنجازات الجيوسياسية طريقة لتعزيز موروثه. وسيكون التوصل إلى اتفاق نووي مع الإيرانيين أحد هذه النجاحات، والأقل احتمالاً -وإن كان ممكناً- هو إحراز تقدم حقيقي على صعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وعلى رغم ذلك، قلما زادت إنجازات السياسات الخارجية من شعبية الرئيس في الفترة الثانية، غير أن الإخفاق في التوصل إلى اتفاق نهائي مع إيران أو اندلاع صراع في بحر الصين الجنوبي سيؤدي إلى إضعافها بدرجة أكبر. رابعاً: المشاركة: ففي حين أنه من الصعب تغيير العادات المتأصلة، كما أنه من المستبعد أن يغير الرئيس البالغ من العمر 52 عاماً من نفسه، إلا أنه يمكن أن يدرك أيضاً مدى الضرر الذي لحق به جراء عناده السياسي خلال العام الماضي. وفي أثناء الشهر الماضي، تم تعيين ثلاثة أشخاص مهمين في صفوف فريق البيت الأبيض هم جون بوديستا، الرئيس السابق للموظفين في إدارة بيل كلينتون -الذي كان أكثر من شغل هذا المنصب كفاءة بعد جيم بيكر في إدارة رونالد ريغان- وفيل سكيليرو كمستشار للرعاية الصحية، وكاتي فالون، التي تبدأ عملها كمنسقة للشؤون بين البيت الأبيض والكونجرس، وكلاهما يتمتع بمصداقية كبيرة. فهل سينصت إليهم أوباما ويشاركهم في الأزمات؟ سيتضح ذلك عندما نرى ما إذا كان عمل بوديستا سيقتصر على أمور الطاقة والبيئة مثلما أشار البيت الأبيض إلى ذلك في البداية، أم أن حقيبته ستشمل أعمالاً متنوعة أخرى. ولكنّ الديمقراطيين يرون أن من بين العلامات المشجعة في هذا الإطار إدراك رئيس الموظفين في البيت الأبيض دينيس ماكدونوف للأهمية التي ينطوي عليها توسيع دائرة الأعمال والمهام الداخلية. خامساً وأخيراً: الحظ: ولاشك في أن الأحداث الخارجة عن سيطرة الرئيس يمكن أن تشكل مصيره، وعلى سبيل المثال، كان اتفاق العام الماضي بشأن مخزون الأسلحة الكيميائية السورية بسبب الحظ أكثر من المهارة، في ظل مساعدة غير متوقعة من روسيا، وكانت النتيجة أفضل بكثير من البدائل الأخرى، ولكن أوباما قد لا يكون محظوظاً في المرة المقبلة. وكما هي الحال دائماً، ينطوي الاقتصاد على أهمية كبيرة، غير أنه في ضوء هيمنة الجمهوريين على مجلس النواب، فإن الرئيس يفتقر إلى خيارات سياسية واقعية لتسريع النمو، ولكن الحالة النفسية والتوجيهات ستكون مهمة بدرجة كبيرة. وثمة احتمالات إزاء حدوث تعافٍ حقيقي لشعبية الرئيس، فإذا ما تم اتباع التكتيكات التي أشرت إليها، أو تحولت المعارضة الجمهورية التي لا تبدو مخلصة بدرجة كبيرة إلى إضعاف نفسها، فسيعزز ذلك بالتأكيد رصيد أوباما الجيد. ألبرت هانت محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©