الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السودان والاستثمارات العربية

9 مايو 2008 23:14
تصاعد اتجاه المستثمرين الأجانب لا سيما العرب نحو السودان بصورة تدعو للطمأنينة، ويأتي هذا الإقبال كإحدى نتائج أزمة الغذاء العالمية الأخيرة وشح الحبوب المعروضة للبيع، وبالتالي تفاقم مشكلة الغلاء التي أدت إلى اضطرابات دامية في بعض البلدان، ومنها بلدان عربية، وكما يقول المثل العربي المعروف ''رب ضارة نافعة''· غني عن القول إن البلدان العربية تعاني فجوة في الإنتاج الزراعي والحيواني، فقد قدرت بنحو 28 مليار دولار في العام الماضي، ومن المرجح أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو 32 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، ومن بين الدول العربية التي تسعى الآن للاستثمار في السودان أو زيادة ما هو ممنوح لها من أرض، بل لعل في مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يقدر أنها تستثمر الآن في نحو 900 ألف فدان في عدد من الولايات، ومن أهم مشاريع الإماراتيين مشروع ''زايد الخير'' المقام على مساحة 40 ألف فدان· هناك الآن تعاون بين بعض الدول الخليجية لإنشاء شركات مشتركة للاستثمار في السودان، منها شركة خاصة أعلن عن تأسيسها موخراً، وتضم مستثمرين من الإمارات ومن المملكة العربية السعودية، ويقدر رأسمالها بنحو 4 مليارات من الدولارات، وستتخصص في إنتاج السلع الغذائية الضرورية مثل الحبوب بأنواعها والسكر واللحوم· لقد ظل الاستثمار العربي حتى الآن يفضل الاستثمار الزراعي في ولايات ''الجزيرة'' و''النيل الأبيض'' و''النيل الأزرق'' لأسباب متعددة، منها وفرة المياه وقرب تلك المشاريع من المدن وخصوبة الأراضي، ولكن المسؤولين السودانيين يأملون أن يتوجه المستثمرون العرب إلى منطقة أخرى هي السودان في أقصى شماله، وهي الأرض التي كثر الحديث عن خصوبتها، ولأن المناخ في أقصى شمال السودان هو المناسب لزراعة القمح، إنها المنطقة الواقعة بين قرية ''ارقين'' داخل حدود مصر وعلى بعد نحو 40 ميلا من آخر نقطة على الحدود بين مصر والسودان بين ''أرقين'' ومنها جنوباً داخل السودان حتى نهاية أراضي قبائل ''المحس''، وقد عرفت هذه الأرض بخصوبتها التي تضرب بها الأمثال لأن شواطئ هذه المنطقة كانت مقراً لترسبات الطمي بفعل حركة بحيرة النوبة عبر السنين، وقد بادر مستثمر سوداني يملك ويدير شركة اسمها ''دال''، فأعلن أنه قرر ومستثمرين آخرين استغلال مليون فدان في هذه المنطقة لزراعة القمح، وهو يقدر أن إنتاجه من هذه السلعة سيكفي السودان ومصر، إن واقع الطبيعة في السودان هو الذي يغري المستثمرين بالاتجاه إليه، خصوصاً في المجالين الزراعي وتربية الحيوان، وقد أدركت الدولة ذلك فوضعت قوانين من شأنها أن تشجع المستثمرين بالاتجاه للسودان· إن الأراضي الزراعية الصالحة للاستغلال في السودان تقدر بنحو 48 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة في كل العالم العربي، وهناك مراعٍ طبيعية وخصبة تصل مساحات مجملها إلى نحو 130 مليون هكتار، وللسوادن ثروة حيوانية هائلة تقدر بنحو 135 مليون رأس من الجمال والأبقار والأغنام وغيرها، ولا إشكال في المياه المتوفرة في النيل وفي عدد كبير من البحيرات، إضافة للأمطار في موسمها ووفرتها في جوف الأرض· دعونا نأمل خيراً بهذه الخطوات لنرى العالم العربي وقد تخلص ولو إلى حد ما من اعتماده في غذائه على البلدان الأخرى· محجوب عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©