الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب أفريقيا: حملة لمكافحة العنف الأسري

7 مارس 2014 23:50
بينما يواجه أوسكار بيستوريوس المحاكمة بسبب القتل، أصبحت مجموعة كبيرة من النساء الناشطات في الدفاع عن حقوق المرأة وكأنهن طرف في قضيته. وفي هذه الدولة التي تشهد أعمال عنف متواترة، تقول مجموعة من النساء الجريئات، وغالبيتهن من السود، إنهن يعتقدن أن ريفا ستينكامب صديقة بيستوريوس كانت ضحية لجريمة شائعة على نحو واسع النطاق تتجاوز كافة الحدود الاجتماعية والعنصرية هي: العنف الأسري. والعنف ضد النساء أمر شائع الانتشار في جنوب أفريقيا، حيث تتعرض امرأة للقتل كل ثماني ساعات على يد شريكها، حسب دراسة صدرت الشهر الماضي عن مجلس الأبحاث الطبية في جنوب أفريقيا. وما من شك في أن بيستوريوس قتل صديقته التي ارتبط بها لمدة ثلاثة أشهر، وقد أقر العدّاء بإطلاق الرصاص في إفادة مشفوعة بقسم بعد أيام قليلة من الحادث في 14 فبراير 2013. ولكن هذا العداء الشهير مبتور القدمين، الذي مكنته شفرتا الكربون من الحصول على لقب «عداء الشفرة»، يزعم أنه ظن خطأ أنها لص، ولم يكن يقصد أن يطلق عليها أربع رصاصات من خلال باب الحمام المغلق، بينما تدعي النيابة أنه علم أنها كانت خلف الباب وأنه تعمد قتلها. وتمثل فكرة أن بيستوريوس ربما تعمد إلحاق الأذى الجسدي بصديقته، تذكيراً بغيضاً في مجتمع لا تزال الفوارق العنصرية تقسمه بشكل محسوس. ودأبت النساء الجنوب أفريقيات من السود على تنظيم مسيرات خارج مبنى محكمة بريتوريا حيث عقدت جلسة الاستماع التي أطلق فيها سراح بيستوريوس بكفالة في فبراير 2013. وتقول النسوة، اللاتي تدعمهن عصبة النساء التابعة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، إنهن سيواصلن الخروج في مسيرات أثناء المحاكمة، التي بدأت الأسبوع الجاري ومن المتوقع أن تستمر لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، وربما تمتد لأشهر. وأشار عدد من النساء، اللاتي تجمعن على جانب طريق مزدحم أثناء جلسة الاستماع، إلى أنهن لم يعرفن بيستوريوس أو ستينكامب من قبل، فهو يعيش في مجمع سكني ثري في بريتوريا، بينما خرجت ستينكامب من بيئة متواضعة في مدينة بورت إليزابيث الشاطئية لتتصدر أغلفة مجلات الموضة. وكان معظم المتظاهرات من النساء السود اللائي استقللن حافلة أو ترجلن إلى المحكمة في وسط بريتوريا. وفي هذا المجتمع الذي لا يزال منقسماً على أساس عرقي، حيث يبلغ متوسط دخل أسرة من البيض ستة أضعاف دخل أسرة عادية من السود، حملت المتظاهرات في السابق شعارات خارج جلسات المحكمة، عليها عبارات مثل «لا للعنف ضد المرأة»، و«لا لقتل النساء والأطفال». وأوضحن أن تلك الرسائل كانت موجهة لبيستوريوس، إلى جانب رسالة أخرى موجهة له بصورة مباشرة: «بيستوريوس يجب أن يتعفن في السجن». وصرحت عضو عصبة النساء باتريكا تشيون لإحدى المحطات التلفزيونية أثناء المسيرة الأخيرة في بريتوريا قائلة: «نرغب في أن يتوقف العنف ضد المرأة، ونريد أن يعاملنا الرجال على أننا مساويات لهم لأننا في المجتمع ذاته، وعليهم أن يتعاملوا معنا باعتبارنا بشراً». وقبل أيام من مقتلها، نشرت ستينكامب تغريدة على موقع «تويتر» تؤيد فيها إنهاء العنف ضد النساء بعد اغتصاب وقتل أنيني بويسن التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً. وتقول تغريدتها «استيقظت هذا الصباح في منزل آمن وسعيد، بينما لم يتوفر ذلك للجميع.. فلتواجهوا الاغتصاب ضد الأفراد». وبالنسبة لغير المطلعين على تاريخ العنف في جنوب أفريقيا، ربما يبدو الرابط بين بيستوريوس والعنف المنزلي ضعيفاً، أما بالنسبة للمنتقدين، فيبدو الأمر فرصة للجماعات المدافعة عن حقوق المرأة، التي تعرف أن أي حدث مرتبط بيستوريوس سيحظى على الأرجح بتغطية إخبارية كبيرة. وفي هذه الأثناء، تقول الناشطة المناهضة للتمييز على أساس الجنس، «ليزا فيتين»، إن الأمر ليس نزهة، فجنوب أفريقيا موطن لواحد من أعلى معدلات ما يسمى بـ«العنف الأسري ضد النساء»، حيث يتعرضن للقتل على يد شركائهن. ويعتبر العنف الأسري، في جنوب أفريقيا، من بين الأسباب البارزة للوفاة بين النساء، حيث قدم نائب رئيس جنوب أفريقيا العام الماضي أرقاماً إحصاء صادمة تفيد بأن نحو 90 في المئة من الجنوب أفريقيات تعرضن لاستغلال جسدي أو معنوي. وأكدت «فيتين» أنها لم تندهش من أن كثيراً من أفراد الشعب توصلوا مباشرة إلى أن الإيذاء الجسدي كان عاملاً في قتل ستينكامب. وأضافت «أن العنف الأسري بات منتشراً ومكوناً أساسياً في نسيج الحياة اليومية، وأصبح أمراً طبيعياً وغير مرئي». وتابعت «إذا نظرنا إلى الإحصائيات، سنجد أنه أكثر أشكال العنف شيوعاً الذي تعاني منه المرأة، كما أنه واقع يومياً لغالبية النساء». وأشارت «فيتين» إلى أنه حتى إذا لم تتعرض له بعض النساء، فإنهن يشاهدنه مع أمهاتهن أو شقيقاتهن، وربما شاهدنه واستمعن له من جيرانهن أو على الملأ، ثم ينأى كل شخص بنفسه بعد ذلك ولا يفعل شيئاً. وترى أن ارتفاع معدلات الإساءة الجسدية الأسرية ربما يصل إلى حد التفرقة العنصرية، لافتة إلى أن الرجال السود تعرضوا خلال عهد التمييز للقمع والانتهاك من قبل المجتمع، بينما كان يتم تعظيم البيض وتضخيم الشعور بأهميتهم، غير أن رد فعل الطرفين كان مماثلاً. وأوضحت أن الرجال الذين شعروا بأنهم مسلوبو القوة في المجتمع ربما حاولوا تصحيح الميزان بممارسة سلطتهم في المنزل، بينما أولئك الذين شعروا بنفوذهم الكامل نقلوا تلك السلطة إلى المنزل معهم. جدير بالملاحظة أن مصير بيستوريوس ستقرره قاضية مشهورة بموقفها الحازم ضد العنف الأسري تدعى ثوكوزيل ماسيبا، وهي صحفي سابقة، وأصبحت ثاني قاضية سوداء في تلك الدولة في عام 1998. ‎إيه هاويس جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©