الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحديات تواجه شركات النفط العالمية

9 مايو 2008 22:59
فيما يتعلق بالأرباح، فإن هذه الفترة تعتبر الأفضل على مر التاريخ بالنسبة للصناعة النفطية· ولكن الأرباح وحدها ليس بمقدورها أن تروي الحكاية بأكملها· فالإيرادات القياسية التي حققتها الشركات النفطية مؤخراً أخذت تخفي وراءها تحديات كبيرة وتغيرات هائلة وقدرا كبيرا من عدم الاستقرار الذي أصبح يسود صناعة الطاقة· فشركة إكسون موبيل أكبر مؤسسة نفطية غير حكومية في العالم من حيث الإنتاج أعلنت الأسبوع الماضي عن أرباح بلغت 10,89 مليار دولار للربع الأول من العام الحالي بزيادة بنسبة 17 في المائة عما حققته في نفس الفترة من العام الماضي، وفيما يعتبر ثاني أفضل مستوى للأرباح تحققه شركة أميركية طوال التاريخ لم تتجاوزه إلا أرباح شركة إكسون نفسها التي استدرتها في الربع الأخير من العام الماضي· ومع ذلك فإن الإيرادات من جهة أخرى اعتبرت محبطة من قبل المحللين في وول ستريت بعد أن ساهمت في تراجع أسهم الشركة في بورصة نيويورك بنسبة بلغت 5,1 في المائة في تعاملات الأسبوع الماضي· وبذلك بات من الواضح أن معظم أرباح شركة إكسون جاءت نتيجة لارتفاع أسعار النفط الخام لمستويات قياسية، إلا أن إيرادات الشركة شهدت تراجعاً ملحوظاً بسبب انخفاض حجم الإنتاج النفطي للشركة بمعدل بلغ 9,9 في المائة عن مستواه في نفس الفترة من العام الماضي· واعترف هنري هابل رئيس رئيس إدارة علاقات الاستثمار في شركة إكسون موبيل بأن الربع الماضي بات يمثل حالة نادرة لعملاق الطاقة بعد أن تراجعت الإيرادات بحوالى 600 مليون دولار عن المستوى الذي كان يتوقعه المحللون· ويبدو أن الإيرادات هي التي جاءت جميعها محبطة على وجه الخصوص لجموع المحللين بالرغم من أن شركتي بريتش بتروليوم ورويال دوتش شل قد أعلنتا أيضاً الأسبوع الماضي عن أرباح فاقت التوقعات· ورغم أن هذا الأمر لم يبدُ واضحاً بعد في الأرباح التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، فإن هنالك قدرا هائلا من التحول أصبح يعصف بالصناعة النفطية ويعمل على تغيير القواعد التي تعمل بها شركات النفط العالمية· فالطلب على الطاقة لم يعد يتجاوب مع الأسعار العالية كما كان يتوقع المحللون، إذ مضى ينمو بقوة في معظم مناطق العالم بالرغم من تجاوز الأسعار لمستوى 120 دولاراً للبرميل· وفي نفس الأثناء استمر منتجو الطاقة يحجمون عن زيادة الإنتاج· وهنالك أيضاً المخاوف المتنامية بشأن الاحتباس الحراري العالمي الذي أفضى الى استحداث أكبر تغيرات من نوعها في قوانين البيئة على مر التاريخ وبشكل جعل من الصعوبة بمكان المضي قدماً في الاستثمارات طويلة المدى بسبب أن الصورة المستقبلية لهذه القوانين ما زالت غير واضحة· بل إن العوامل الجيوسياسية نفسها لم تعد كما كانت عليه قبل خمسة أعوام بعد أن برزت دول الصين والهند وروسيا والبرازيل كقوى متنفذة جديدة في ساحة الطاقة العالمية بعد أن كانت مجرد قوى غير مؤثرة قبل عامين فقط من الآن· أما الأمر الأكبر أهمية على الإطلاق والأكثر إثارة للقلق في أوساط التنفيذيين في مجال الطاقة، فقد بات يتمثل في أن النظام القديم للطاقة أصبح تحت الهجوم في الوقت الذي لم يعد فيه النفط الخام يعتبر وقوداً متوفراً ومهيمناً على الساحة كما كان عليه الحال في السابق· وكانت عائلة روكفلر المالكة لشركة إكسون موبيل دعت الى مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أعربت فيه عن مخاوفها من أن المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة الشركة يفتقدان الرؤية الواضحة لقيادة الشركة نحو المستقبل· واقترحت العائلة تسمية رئيس مجلس إدارة جديد بينما طالبت جميع شركات النفط باستثمار المزيد من الأموال من أجل تطوير المصادر البديلة للطاقة· وكانت السوق وشركات نفطية أخرى قد تعمدت مقاومة الدخول في مجال مصادر الطاقة البديلة، حيث ركزت شركة إكسون معظم إنفاقها الرأسمالي البالغ قدره 25 مليار دولار على إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي والجازولين والبتروكيماويات بدعوى أن الشركة منهمكة في الاستثمار في مجال البحوث والتطوير من أجل إحداث اختراق في الجيل القادم من مصادر الوقود البديلة نظرا لعدم اقتناعها بجدوى الجيل الحالي من هذه المصادر البديلة· ويذكر أن شركة شل أعلنت يوم الخميس قبل الماضي أيضاً عن انسحابها من مشروع يهدف لبناء أكبر حقل لطاقة الرياح في العالم بعد أيام فقط من إعلانها عن إيرادات قياسية للربع الأول من العام· وكما يقول آلان فوجي رئيس برنامج الطاقة النظيفة في اتحاد العلماء المهتمين بمصادر الطاقة البديلة ''من المؤسف أن كبريات شركات النفط لديها نظرة قاصرة تركز بالكامل على فرص الأرباح القصيرة المدى، بينما أن مصادر الطاقة البديلة تعتبر أقل تكلفة وأكثر ربحية وسوف تستمر كذلك كلما استجاب العالم لتهديدات وتحديات الاحتباس الحراري العالمي''· نقلاً عن ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©