الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استخدام الأقمار الاصطناعية للتأكد من صحة حقل غوار السعودي

استخدام الأقمار الاصطناعية للتأكد من صحة حقل غوار السعودي
9 مايو 2008 22:46
في أوقات يسود فيها القلق والمخاوف بشأن أسعار الوقود المرتفعة وندرة الإمدادات بدأ محللو النفط يلجأون إلى صور الأقمار الاصطناعية من أجل التعرف إلى أدق أسرار الصناعة وعما إذا كان حقل ''غوار'' العملاق في المملكة العربية السعودية قد أصبح يتجه إلى النضوب· وطالما ظلت السعودية تدعي بأن حقل غوار ذائع الصيت الذي يساهم بحوالي 7 في المائة من الإمدادات العالمية ما زال يتمتع بعافية جيدة وسوف يستمر ينتج كمية تقدر بحوالي 5 ملايين برميل يومياً لسنوات مقبلة· ولكن المملكة العربية السعودية لم تعمد إلى إصدار أي بيانات أو إحصائيات تدعم هذا الرأي بينما ظل المحللون المتشككون في الغرب يصرون على أن انتاج الحقل أصبح يمضي إلى انخفاض· وهو الأمر الذي يؤكد نظرية بلوغ الإنتاج النفطي العالمي مستوى الذروة التي سيتجه بعدها إلى التراجع والانخفاض· وإلى ذلك فقد فرغ المحللون في شركة سانفورد بيرنستين المعنية ببحوث الاستثمارات في نيويورك للتو من إنفاق عدة أشهر في محاولة لحسم هذا الجدل وهم يستخدمون أدوات عبارة عن كاميرات موصلة إلى الأقمار الاصطناعية وهي تغطي آلاف الأميال فوق الصحراء السعودية· وأثناء مسحهم عبر العشرات من صور الأقمار الاصطناعية العالية الدقة والوضوح لحقل غوار والتي يعود تاريخها للعام 2001 خلص فريق شركة بيرنستين إلى دراسة قامت بإرسالها إلى زبائنها في نهاية شهر ابريل المنصرم جاء فيها ''أن الحقل تعاني أجزاء قليلة منه من مؤشرات تدل على التراجع'' وأن هذا الحقل الضخم ''تتم إدارته بشكل جيد ومناسب ولا يشكو إلا من معدلات انخفاض قليلة جداً في الانتاج على أسوأ تقدير''· ولكن منتقدي الدراسة ومن بينهم البعض الذي عمد إلى التقاط الصور العمودية الخاصة به ذكروا بأن دراسة بيرنستين غير كافية وأن الجدل بشأن صحة وعافية حقل غوار ما زال أبعد من الانتهاء· إذ يقول ماثيو سيمونز المصرفي في بنك هيوستن الاستثماري والذي يصر على أن السجلات والأرقام الحقيقية على أرض الواقع هي الوحيدة التي بإمكانها الحكم بواقعية على حالة الحقل: ''إن هذه المبادرة لا تعدو أن تكون مجرد افتراضات لا تمت للعلم بصلة''· وكان سيمونز قد أصدر كتاباً في عام 2006 بعنوان ''الفجر الكاذب في الصحراء'' ادعى فيه أن حقل غوار وجميع الحقول النفطية العملاقة الأخرى في السعودية بدأت تظهر دلائل على المعاناة كما أنها ستتجه في وقت قريب إلى التراجع والانخفاض، ويذكر أن سيمونز هو أحد أبرز الذي يؤمنون بنظرية أن الانتاج العالمي للنفط بلغ المستوى الأعلى للذروة في جميع الأوقات· ويأتي هذا الجدل المحتدم بشأن حقل غوار بعد أن دقت الأجراس في وول ستريت وفي واشنطن بشأن عما إذا سيصبح بإمكان كبار المنتجين للنفط الخام في العالم المضي بالوتيرة نفسها التي يتنامى فيها الطلب على النفط في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط· ويشار إلى أن العديد من الحقول العملاقة الأخرى في العالم بما فيها حقل كانتاريل في المكسيك وحقل برقان الكويتي يعتقد بأنها بدأت تفتقد قوتها وعنفوانها مؤخراً وباتت تحتاج إلى مساعدات فنية جدية· ويشار إلى أن روسيا أعلنت لتوها عن أول انخفاض ربعي لإنتاجها طوال فترة عقد كامل تقريباً وبشكل أشعل المخاوف من أن ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في العالم بعد السعودية ربما تجاوزت أصلاً مستوى ذروة إنتاجها، علماً بأن بحر الشمال ومنحدر شمال الأسكا قد أصبح انتاجهما يعاني أصلاً من الانخفاض· لذا فإن جميع هذه المخاوف بدأت تركز الاهتمام وتسلط الضوء على صحة وعافية الإمدادات النفطية من الشرق الأوسط المكمن الأكثر وفرة في العالم بالخام وبخاصة في المملكة العربية السعودية وتحديداً في حقل غوار· وهذا الحقل الذي دخل مرحلة الإنتاج في عام 1951 ظل يمثل الكنز الأكبر من قوته للهايدروكربون الذي يتم اكتشافه منذ فجر التاريخ· ويشير السعوديون إلى أن هذا الحقل الذي يمتد عرضه إلى مسافة 20 ميلاً وبطول 175 ميلاً ظل ينتج في كل عام كمية أكبر من تلك التي تنتجها جميع الحقول الأميركية مجتمعة· وأن إنتاجه يشكل حوالي 60 في المائة من اجمالي الإنتاج السعودي· ولما كانت الشركة السعودية العربية للنفط المعروفة باسم ''ارامكو'' تعتمد السرية بشأن البيانات الخاصة بمعدلات الإنتاج النفطي في حقل غوار والحقول السعودية العملاقة الأخرى فإن المشكلة قد أصبحت تتمثل في أن الصمت يؤدي إلى التكهنات كما يشير نيل ماك ماهون كبير المحللين في شركة بيرنستين الذي أشرف على هذه الدراسة· ومضى يقول إن الدراسة كانت تهدف بشكل رئيس إلى ''حسم مســـألة ذروة النفط فيما يتعلق بوجود بيانات حقيقية''· ويشار أيضاً إلى أن شركة بيرنستين درجت في السابق على استخدام الأقمار الاصطناعية للتحقق من أسرار أخرى في مناطق عديدة من العالم حيث كانت قد عمدت إلى التقاط صور عمودية لمناطق حضرية في الصين في العام الماضي قبل أن تخلص إلى أن الطلب على الفولاذ والمعادن الأخرى سوف يستمر قوياً قبل أن يتجه إلى الانخفاض قليلاً بحلول العام ·2010 وكذلك قامت بالتقاط صور من أجل التعرف إلى ما إذا كانت الصين قد عمدت إلى توسعة مستودعات تخزين الوقود بشكل دراماتيكي في أراضيها من أجل أن تستوعب كميات إضافية من النفط الخام، وهو الأمر الذي فشلت في العثور عليه· وإلى ذلك فإن الدراسة السعودية انطوت على الكثير من المتاعب والمعاناة كما يقول ماك ماهون في مجموعة بيرنستين· ولكن الحديث عن انخفاض مستوى الإنتاج في حقل غوار قد أشعلته فيما يبدو التقارير التي تواترت مؤخراً والتي تشير إلى أن عدد الحفارات النفطية في المملكة قد ازدادت إلى ثلاثة أضعافها في الفترة ما بين عامي 2004 و·2007 وهذه القفزة في العدد هي التي أدت إلى التكهنات بشأن الذروة النفطية وبشكل أدى بشركة أرامكو إلى أن تنفذ سلسلة من عمليات الحفر الجديدة من أجل إضافة وزيادة السعة بحيث تعمل على تعويض انخفاض الإنتاج المتسارع في حقل غوار والحقول العملاقة الأخرى· نقلاً عن ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©