«أيام الملل»!

مراد المصري (دبي) المسمى الرسمي أيام الفيفا، وهي الفترة المحددة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، لمنح المنتخبات المجال لاستدعاء لاعبيها من الأندية وخوض مباريات ودية، لكنها في عرف الجماهير الكروية حول العالم باتت تعرف باسم «أيام الملل»، وذلك كونها توقف المنافسات المحتدمة في مسابقات الدوري والمنافسات القارية. ورغم أن قائمة المباريات الدولية تبدو زاخرة بالمواجهات المرتقبة في الأيام المقبلة، ومنها على سبيل المثال لقاء إيطاليا والأرجنتين، ألمانيا وإسبانيا، والبرتغال ومصر، وألمانيا والبرازيل، وإسبانيا والأرجنتين، وهي مباريات تبدو ملتهبة على الورق لو كانت رسمية، لكنها في الجانب الودي تخضع لمنطق آخر، حيث ترى نجوماً تلعب الشوط الأول ثم تبدأ التغييرات توالياً حتى تنتهي المباراة بقائمة مختلفة كلياً عما بدأت عليه، إلى جانب ابتعاد اللاعبين عن الالتحامات القوية والاكتفاء بتأدية الواجب بأوامر من أنديتهم لتجنب العودة مصابين، وفي المحصلة ومهما كانت النتيجة فإن التصريحات روتينية من المدربين واللاعبين، وتتمحور أن الغاية الإعداد لكأس العالم أو المستقبل دون وجود ضغوط النتائج أو الانتقادات بسبب أخطاء التحكيم، وهو ما يؤدي إلى فتور الجماهير سواء المتابعة عبر شاشات التلفاز، والتي تفضل ربما البحث عن المتعة في الدراما التليفزيونية أو في الأفلام، أكثر مما تقدمه مباريات أيام الفيفا، بينما تستمتع الجماهير في المدرجات بالتقاط الصور أكثر مما تتابعه على أرضية الميدان. واستقبلت مواقع التواصل الاجتماعي التعليقات والصور الفكاهية، الساخرة من معاناة الجماهير من الأيام المقبلة التي تغيب فيها المنافسات الرسمية، وسط ترقب قبل أسبوعين من مواجهات دوري أبطال أوروبا، حيث يلتقي يوفنتوس الإيطالي مع ريال مدريد الإسباني، ومواجهة إنجليزية بطابع هجومي خالص بين مانشستر سيتي وليفربول. وتعد هذه المباريات سلاحاً ذا حدين، فهي بالنسبة للأندية منفذ للتخلص من مطالبات المنتخبات المستمرة بلاعبيها، وتحديدها بهذه الفترة التي ستكون الأخيرة قبل استكمال الموسم، ولكنها من ناحية أخرى تعني كوارث عبر الإصابات التي يتعرض لها اللاعبون أو حاجتهم للسفر في رحلات طويلة حول العالم والعودة مرهقين قبل استحقاقات أنديتهم، ولسان حال عشاق كرة القدم: لو أن هذه الأيام تختفي عن الوجود وتبقى لنا المنافسات الرسمية خلال الموسم. وسبق أن انتقد البرتغالي جوزيه مورينيو هذا النوع من المباريات، التي تؤثر على مسار الفرق في الدوريات، وقال: نريد دائماً احترام رغبة وكرامة اللاعبين الذين يلتحقون بمنتخباتهم الوطنية، ويعودون بمشاكل بدنية وإصابات قبل مباريات مهمة، أحياناً يغيبون لمدة أسبوع واحد فقط لكن يجب أن أنتظرهم بضعة أيام، حيث يذهب بعضهم إلى قارات أخرى، لا يمكننا التدرب كما ينبغي.