الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«البيئة» تطلق الشهر المقبل مبادرة لتقليل استخدام الأكياس البلاستيكية

21 يونيو 2009 03:40
تطلق وزارة البيئة والمياه، بداية شهر يوليو المقبل، مبادرة تقليل استخدام الأكياس البلاستيكية في الدولة تحت شعار «الإمارات خالية من الأكياس البلاستيكية»، وتهدف المبادرة إلى منع استخدام الأكياس البلاستيكية « الضارة» بنهاية عام 2012. وتقدر بعض المسوحات المبدئية، التي أجرتها وزارة البيئة والمياه بالتعاون مع الجهات المعنية، أن الإمارات تستهلك حوالي مليار كيس بلاستيكي في السنة، وتشكل المواد البلاستيكية ما نسبته 10.9 % من مجموع كمية النفايات المنزلية. وقالت الدكتور مريم الشناصي المدير التنفيذي للشؤون الفنية في وزارة البيئة والمياه بالوكالة، إن «الأرقام المتوفرة تستوجب إيجاد إدارة سليمة ومتكاملة لنفايات المواد البلاستيكية تسهم في الحد من تلك الأضرار والتقليل منها». وأشارت الشناصي في تصريح خاص لـ «الاتحاد»، إلى أن المبادرة تتكون من أربع مراحل، الأولى تنطلق الشهر المقبل وتستمر لمدة 6 أشهر وتركز على التوعية، أما الثانية فتطرح البدائل المتاحة للأكياس البلاستيكية. أما المرحلة الثالثة فتخصص للإجراءات القانونية المتخذة من قبل الجهات المعنية، بالإضافة إلى المرحلة الرابعة والأخيرة لتكون عن التطبيقات الفعلية لتخفيض ومنع استخدام مثل هذا النوع من الأكياس، بحسب الشناصي. ويوجد في الدولة ما يقارب من 250 مؤسسة تنتج حوالي ثلاثمائة ألف طن من المواد البلاستيكية سنويا، وأظهرت بعض الدراسات الحديثة أن لهذه المواد آثارا ضارة على صحة الإنسان والبيئة نتيجة الاستخدام المفرط والخاطئ لها. وأفادت الشناصي أن الوزارة ستقوم بالترويج والتشجيع على استخدام البدائل الصديقة للبيئة مثل الأكياس المصنوعة من «الجوت» والأكياس القماش المصنوعة من المواد الطبيعية، بالإضافة إلى أكياس الورق المقوى والمصنوعة من الكتان. وتعتبر المبادرة، مشروعا مجتمعيا لخلق وعي وثقافة بيئية تهدف إلى توعية الجماهير والطلاب بمخاطر الأكياس البلاستيكية وترغيبهم في التقليل من استخدامها. وذكرت الدكتورة الشناصي أن هذا المشروع يهدف إلى خلق الوعي البيئي بمخاطر استخدام الأكياس البلاستيكية ودعم روح المبادرة الفردية والمجتمعية وتحمل المسؤولية لدى كافة فئات المجتمع تجاه البيئة المحيطة بنا. وتبدأ المبادرة، كما ذكرت الشناصي، بغرس مفهوم خفض استخدام البلاستيك بين أفراد المجتمع وبيان تأثير وأضراره على البيئة، ثم مع الوقت وعلى مدى خمس سنوات يتم التركيز على تغيير سلوك الفرد بعد اقتناعه بأهمية الموضوع. وأكدت المدير التنفيذي للشؤون الفنية بوزارة البيئة والمياه بالوكالة، أن المبادرة تدعم الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسات النفع العام والجمعيات التطوعية وترسيخ مبدأ تعاون جميع فئات المجتمع لخدمة القضايا العامة. وتسعى المبادرة التي تتبناها وزارة البيئة بالتعاون مع جهات حكومية محلية وقطاع خاص، إلى تعريف المجتمع بالحلول البديلة للأكياس المستخدمة حاليا وتعزيز ودعم روح العمل التطوعي لاستقطاب كافة فئات المجتمع وتعزيز ثقافة التطوع في مجال العمل البيئي. ولفتت الشناصي إلى أن الضرر الأكبر للأكياس يأتي عندما تُترك هذه الأكياس في الطبيعة، نظرا لبطء تحللها، فهي تحتاج من 400 إلى 1000 سنة كي تتحلّل تماما وتمتصّها التربة. وقالت الشناصي، « في أثناء ذلك، تسبِّـب خللا بيئيا جسيما، نتيجة ما تخلِّـفه من مواد سامة في التربة وجراء تلويثها للبحار والبحيرات، مما يؤدّي إلى الحكم بإعدام أعداد كبيرة من الحيوانات، مثل السلاحف التي قد تبقى حبيسة في داخلها أو قد تتوّهمها طعاما». وتستهدف المبادرة كل شرائح المجتمع بما في ذلك العمال وطلاب المدارس و الجامعات والكليات، فضلا عن جمهور المتسوقين. وقالت المهندسة هنيدة قايد رئيسة شعبة التثقيف البيئي بوزارة البيئة والمياه، «ستتضمن فعاليات المبادرة ست محاور رئيسية، أهمها التثقيف باستخدام كافة الوسائل الإعلامية المتاحة بالدولة وبعدد من اللغات، وكذلك إصدار البوسترات وإعداد كتيبات إرشادية لتعريف كافة شرائح المجتمع»، وأيضا عمل لوحات تثقيفية متنقلة لتخاطب فئة المتسوقين في المحلات التجارية والجمعيات التعاونية في كافة إمارات الدولة، بالإضافة إلى محاضرات وندوات تخصصية وورش عمل خاصة تثقيفية بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والمناطق التعليمية في كل إمارة. وتسعى المبادرة إلى توضيح الآثار السلبية والمشكلات المستقبلية للاستخدام الخاطئ للبلاستيك. وأكدت قايد أن الضرر البيئي أبرز عيوب الأكياس البلاستيكية، « فما هي إلا عشر دقائق، هي متوسط استخدام هذا الكيس، حتى يستقر في إحدى الخزائن ليُـلقى مع المهملات في وقت لاحق أو يتم حرقه وفي جميع الأحوال تكون له أضرار». وأوضحت المهندسة قايد المشرفة على مبادرة «الإمارات خالية من البلاستيك»،انه في حالة حرق البلاستيك يعمل على انبعاث جسيمات في الهواء تؤدّي إلى تلويث الغلاف الجوي. ولفت، إلى وجود 200 نوع مختلف من أسماك البحر والفقمات والسلاحف والدلافين والحيتان قد ماتوا بفعل اختناقهم بالأكياس البلاستيكية . وتمثل الأكياس البلاستيكية ما يقارب عشرة بالمئة من المخلفات الصناعية التي ينتهي بها المطاف في البحر. وذكرت قايد، أن الأكياس البلاستيكية في الفترة الماضية، أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الجمال بسبب ابتلاعها للأكياس البلاستيكية. كما أن هذه الأكياس نفسها تتسبب في نفوق العديد من الحيوانات الرعوية في الصحراء. كما أدت إلى نفوق الأحياء البحرية كالسلاحف والأسماك، فضلا عن أن إحراقها يسبب الروائح الكريهة والمركبات السامة التي تختلط بالهواء وتنتقل إلينا، بحسب قايد.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©