الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التلعثم بالإنجليزية في أميركا اللاتينية!

27 فبراير 2015 21:28
إذا كنت تتحدث اللغة الإنجليزية فقط وتنوي السفر إلى الخارج، فعلى الأرجح سيكون العثور على متحدثين بهذه اللغة في كوريا الجنوبية واليابان وفيتنام والصين وكثير من الدول الآسيوية أسهل منه في معظم دول أميركا اللاتينية. وقد يبدو هذا الأمر غريباً بعض الشيء لأن الدول الآسيوية لديها أبجدية مختلفة ولا تتقاسم حدوداً مشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية على عكس المكسيك مثلاً. وحسب تصنيف جديد بشأن إتقان التحدث بالإنجليزية في 63 دولة حول العالم، جاءت دول أميركا اللاتينية بما في ذلك المكسيك في قاع القائمة. ويظهر تصنيف مؤشر «إديوكيشن فيرست» لإتقان اللغة الإنجليزية، في 2014، أنه في حين تتصدر الدول الأوروبية، مثل الدنمارك وهولندا والسويد، قائمة إتقان الإنجليزية كلغة ثانية، فإن دول أميركا اللاتينية كافة تأتي في درجة متدنية أو شديدة التدني في إتقان هذه اللغة التي تعتبر مع ذلك هي اللغة الأولى عالمياً. وتتقدم الأرجنتين وجمهورية الدومنيكان، اللتان تحتلان المركزين الخامس عشر والثالث والعشرين على التوالي، في القائمة على كوريا الجنوبية التي تأتي في المرتبة الرابعة والعشرين، واليابان في المرتبة السادسة والعشرين وفيتنام في الترتيب الثالثة والثلاثين. وحلّت معظم الدول اللاتينية الأخرى بعد الصين التي احتلت المرتبة السابعة والثلاثين، بما في ذلك البرازيل والمكسيك وأوروجواي وتشيلي وكولومبيا وفنزويلا. ويا له من تصنيف مفاجئ، ولاسيما أن ملايين السياح الأميركيين يسافرون إلى المكسيك ودول أميركا اللاتينية الأخرى، إضافة إلى تأثير الموسيقى والأفلام ووسائل الإعلام الأميركية المختلفة على الأميركيين اللاتينيين، وهو ما جعل كثيرين يتوقعون أن تكون طلاقة التحدث باللغة الإنجليزية في أميركا اللاتينية أكثر من دول آسيوية مثل الصين على سبيل المثال لا الحصر. ولكن دراسة منفصلة أجرتها منظمة «ميكسيكانوز بريميرو» المستقلة التي تدعو إلى تحسين جودة التعليم، تؤكد أن إتقان الإنجليزية في المكسيك هو في الواقع أقل مما يعتقد كثير من الناس. وكشفت الدراسة أن 97 في المئة من الطلاب المكسيكيين البالغين 15 عاماً في المدارس الحكومية ليست لديهم مهارات اللغة الإنجليزية الأساسية التي يتطلبها نظام المدارس الحكومية في المكسيك. وتؤكد أن 3 في المئة فقط لديهم الحد الأدنى لمتطلبات طلاقة الإنجليزية في المناهج التعليمية المكسيكية، على رغم أن الإنجليزية مادة إلزامية في المدارس الحكومية المكسيكية منذ عام 1926. وفي هذا السياق قال «كلاوديو إكس. جونزاليز»، رئيس منظمة «ميكسيكانوز بريميرو»: «عندما شاهدت النتائج، لم أعرف ماذا أفعل، أضحك أو أبكي»، مضيفاً: «إن نظام التعليم الحكومي يخدعنا، فهو يسمح للطلاب بالتدرج عبر المراحل الدراسية من دون أن يكون لديهم الحد الأدنى من المهارات اللغوية التي تسمح لهم بذلك». ويكمن قدر كبير من المشكلة في ضعف الميزانيات والافتقار إلى مدرسي لغة إنجليزية جيدين، ذلك أن مدرسة من بين كل عشر مدارس ابتدائية في المكسيك لديها مدرس لغة إنجليزية. وقد وجدت دراسة «ميكسيكانوز بريميرو» أن 48 في المئة فقط من مدرسي اللغة الإنجليزية الذين أخضعتهم للاختبارات لديهم مستويات الإتقان المطلوبة لتعليم تلاميذهم. واعتبر «جونزاليز»، عندما سئل عما ينبغي فعله حيال ذلك، أنه لابد من حملة وطنية لتحسين تعليم اللغة الإنجليزية، مثلما فعل عدد من الدول الآسيوية في السنوات الماضية، لافتاً إلى وجود عدد من طلاب اللغة الإنجليزية في الصين الآن أكثر من عدد طلابها في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا مجتمعة. وتابع: «إن الإنجليزية اليوم هي لغة التفاهم المشتركة بين شعوب العالم، ويُكتب بها نحو 90? من المنشورات العلمية، وهي اللغة التي يمكن للمكسيكيين من خلالها التواصل ليس فقط مع الدول الناطقة بالإنجليزية، ولكن أيضاً مع الصينيين واليابانيين والاسكندنافيين وبقية شعوب العالم». والحال أنني أتفق مع «جونزاليز»، لأنه إذا استطاعت الصين الشيوعية كسر تابوهاتها الأيديولوجية قبل أكثر من عقد مضى، وتدشين حملة وطنية لتعليم الإنجليزية في المدارس الحكومية بداية من الصف الثالث، فلا سبب يحول دون قيام دول أميركا اللاتينية بحملة مماثلة. وفي الحقيقة يضر نقص المهارات الأساسية في اللغة الإنجليزية كثيراً من دول أميركا اللاتينية بالفعل بطرق شتى. فواحدة من أكثر المشكلات التي تواجهها خطة «علوم بلا حدود» البرازيلية الرامية إلى إرسال 100 ألف طالب علوم وهندسة إلى أفضل الجامعات العالمية، هي أن عدداً قليلاً نسبياً من الطلاب البرازيليين يمكنهم اجتياز اختبارات اللغة الإنجليزية المطلوبة. أندريس أوبنهايمر * كاتب متخصص في شؤون أميركا اللاتينية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون ميديا سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©