دينا جوني (دبي)
يبدأ عدد من مدارس دبي في سبتمبر من العام الدراسي المقبل 2017-2018، بإدخال عناصر تقنية حديثة ومختلفة في المنهج الدراسي، تتمثل بالروبوت التعليمي «سانبوت» لصفوف المرحلة الأولى. وبالرغم من أن النقاش العالمي حول مدى فاعلية الروبوت في التعليم لم يُحسم بعد، إلا أن مدارس دبي اختارت خوض التجربة، إيماناً منها بأن مواكبة التطورات أمر ضروري في التعليم لتحضير الطلبة للمستقبل.
وقالت هند المعلا رئيسة الابتكار والسعادة والإبداع في هيئة المعرفة والتنمية البشرية لـ«الاتحاد»: الهيئة تشجع المدارس الخاصة في دبي على تبني التقنيات التي تعزز من جودة التعليم والبيئة الصفية.
وأكدت أن إدخال تلك التقنيات في الصف المدرسي أمر يعود قراره للإدارة المدرسية إذا ارتأت أن توظيف جيل جديد من تكنولوجيا التعليم أمر يصب في صالح الطلبة.
وأشارت المعلا إلى أن التطور السريع الحاصل في التكنولوجيا بشكل عام، وتقنيات التعليم بشكل خاص، يدفع المدارس إلى اللحاق بالركب، لتزويد الأجيال الصاعدة بما تتيحه التكنولوجيا من تجربة مختلفة في تقديم المحتوى الدراسي والتفاعل معه.
وقال سانثيل كوجان مدير آتلاب، شركة حلول تكنولوجيا التعليم المطورة للروبوت «سانبوت» إن الشركة تقوم حالياً بتطوير تطبيقات عدة خاصة بالروبوت، وذلك وفقاً لاحتياجات المدارس التي يتم التواصل معها والمناهج التي تطبقها، واصفا «سانبوت» بـ«المساعد الجيد» للمعلم داخل الصف، وهو يعينه على إنجاز العديد من المهام من خلال تقديم المحتوى التعليمي، ومساعدة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإجراء اختبارات سريعة للتأكد من مدى جهوزية الطالب للانتقال إلى المستوى الأعلى، والإجابة على أسئلة الطالب، ومساعدته في التأكد من صحة بعض المعلومات. كما يمكن للمعلم توجيه الروبوت لمساعدة مجموعة من الطلبة للتحضير للبكالوريا الدولية على سبيل المثال. أما الخاصية القائمة على مبدأ مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة، فتتم من خلال خاصية التعرّف على الوجه التي يتمتع فيها الروبوت، وذلك من خلال إدخال بيانات الطلبة المستهدفين وصورهم، ليتم توجيهه من قبل المعلم، لتقديم جزئية محددة في المنهج لتلك المجموعة من الطلبة دون غيرها.
وفي حالة نجاح أحد الطلبة في حل مسائل الرياضيات بطريقة ابتكارية على الجهاز اللوحي، يمكن للأستاذ أن يطلب من الروبوت عرضها على الحائط لكي يراها كل الطلبة.
وعن أهمية وجود روبوت داخل الصف الدراسي وكيفية تأثيره بشكل إيجابي على جودة التعليم، أكد كوجان أن الموضوع لا يتعلق فقط بجهاز الروبوت، لأن آتلاب متخصصة أساساً بتطوير المحتوى الدراسي من العلوم والرياضيات وعلوم الروبوت واللغة الإنجليزية وغيرها من المواد الدراسية. وبالتالي، ما نقوم به اليوم هو تنزيل هذا المحتوى على شكل تطبيقات وإعدادات ذكية وفقاً لاحتياجات كل مدرسة ومنهاجها الدراسي.
وأشار إلى أن شخصية الروبوت داخل الصف تعزز من انخراط الطلبة في التعليم، لأن تلك الشخصيات تثير فضولهم وحماستهم وتدفعهم إلى التركيز والإنجاز بشكل أكبر، كما أن تقديم المحتوى التعليمي المرئي قد أثبت فاعليته في التعليم. ولفت إلى أن «سانبوت» روبوت يتمتع باللطافة وخفة الظل ويتفاعل مع الطلبة، ويمكن أن يرسم تعابير واضحة على وجهه.
ويعمل «سانبوت» وفقاً لسحابة مستندة على صبغة إنسانية، ويتمتع بأكثر من 60 جهاز استشعار توفر حركة التفاف بـ 360 درجة، وكاميرا ثلاثية الأبعاد تمكنه من قراءة حركة الطالب.
عدد اليوم
