الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في مديح «حبة» الخال!

12 ابريل 2010 20:41
حبة الخال، أو الحسنة كما يسميها البعض، ميّزة فريدة، إن جاءت بحجمها الدقيق وفي مكانها الصحيح، واستقرت على صفحة وجه مليح، لتزده ملاحة، وحضوراً خاصاً عن سائر البشر، وفي المرأة أكثر من الرجل! هي خصاصة شكلية خَلقية، ليست ذات بُعد أخلاقي، ولا تحمل أي دلالات إنسانية، أو جوهرية، وإن اجتهد بعض “الجنسوَيين” في تنظيرهم، وشطحوا بخيالهم عميقاً وبعيداً، في وجود حبة الخال كقيمة دالة على ميزة أدبية، أو إنسانية، أو سلوكية، ارتبطت بموضعها في جسد حاملها! شُغِف بها الشعراء والمغنون، والمولعون بالغيد الحِسان، فأسهبوا في تشبيهاتهم، وأوغلوا في مراميهم، حتى أنّ أحدهم شبهها بعبدٍ أسود يتجول في روضة زهر! وفي هذا المعنى أنشد العلاّمة الحسن بن أحمد عاكش، فقال:
نسيم الصبا هبّت وقد لمع الخالُ..
فهزت غصون الروض إذ جاءها الخالُ!
أما أشهر ما سمعناه ولا زال حياً في ذاكرتنا الغنائية في مديح حبة الخال، أبياتاً لابن ياقوت شدا بها العملاق ناظم الغزالي فقال:
لهُ خالٌ على صفحـــات خدٍ كنقطة عنبرٍ في صحن مرمر
وألحاظ كأسيافٍ تنـــــادي على عاصي الهوى الله أكبر!
وهناك الكثير مما ورد عن لسان الشعراء، يدل على ولع البعض بها، لخصوصيتها الجمالية، وتصدر حاملها المراتب الرفيعة لـ”نقطة لافته” للبصر، قد “ترمي بشرر”! إلى حد أن تكون أحياناً مثار غَيرَة منها على صاحبها! وليس ببعيد عن أجواء الطرب والفن، فليس منا من لا يتذكر شامة الفنانة ذات الجمال البدوي، المطربة سميرة توفيق، التي كانت ذات يوم حلماً صعب المنال، لشوّابنا في سالف الأيام، وفي الجمال الغجري مضرباً للأمثال، ومثار غيرة النساء قاطبة، قبل أن تشيع عمليات التجميل في الوسط الفني كما الآن، ليكون كل شيء جائزاً، وجاهزاً، ولا يستعصى على الراغبين، حتى في زرع حبة خال، لذلك، لم أجد أي غرابة في أن تكون الحالة الوحيدة المُسجلة، لعملية زارعة حبة الخال، لرجل وليس لأنثى!
أما طريقة التاتو، أو نقش الشامة بقلم الكحل، فهي حيلة رخيصة لاكتساب لمسة جمالية عُنوة! لسهولة كشفها، تنم عن التحايل، وعن انعدام الثقة، أو قصور ما في شخصية “الناقشة”! ولا أجد هنا أبلغ من هذه القصة لإحدى المذيعات الشهيرات، التي واظبت على رسم “شامتها” على خدها اليمين وبشكل بارز، وبعد رجوعها من إجازتها، عاودت رسم الشامة على خدها اليسار، دون تركيز منها، فأصبحت مثاراً للسخرية، على صفحات الفيس بوك، فكتب أحدهم:”البيبي بتاعك كان بيزحف، ما شاء الله، الآن بيمشي، خليّ بالك منه لا يقوم يركض”! فكان القرار أن تخلصت منها، فكتبوا لها: “أحسن الله عزاك في المرحومة”!


Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©