الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جائزة زايد لطاقة المستقبل.. رسالة أبوظبي تجوب العالم لنشر آفاق الاستدامة

جائزة زايد لطاقة المستقبل.. رسالة أبوظبي تجوب العالم لنشر آفاق الاستدامة
11 يناير 2017 21:33
سيد الحجار(أبوظبي) قبل نحو 9 سنوات كانت البداية.. الإمارات تخطو خطوات متسارعة نحو طاقة المستقبل.. العالم يترقب التوجه الجديد لدولة تمتلك مخزوناً ضخماً من الوقود وتقرر الانحياز إلى الطاقة النظيفة.. الإمارات تستعد لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا). وتمر الأيام.. والإمارات في طريقها نحو آفاق المستقبل.. كل يوم تشهد حركة.. كل أسبوع تتقدم خطوة.. كل شهر تحقق قفزة.. كل عام تنجز طفرة.. والعالم يترقب.. والبعض يتساءل.. كيف يمكن جذب أنظار المبتكرين من مختلف دول العالم لتقديم أفكارهم لنشر حلول الاستدامة. وجاءت الإجابة سريعة.. أبوظبي تطلق جائزة عالمية لتشجيع وتكريم المبدعين المهتمين بالطاقة النظيفة حول العالم.. وستحمل اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الوالد المؤسس الذي أرسى ركائز التنمية المستدامة وحماية البيئة في دولة الإمارات. وستقوم الجائزة السنوية بتكريم الإنجازات التي تجسد الالتزام بمعايير الابتكار، والرؤية طويلة الأمد، والريادة، وتحقيق أثر ملموس في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة. وتتواصل المسيرة.. وتحقق «جائزة زايد لطاقة المستقبل» نمواً كبيراً على مر السنين، ليرتفع عدد المشاركات في دورة 2017، التي سيتم الإعلان عن الفائزين بها يناير الحالي، إلى 1678 مشاركة من أكثر من 100 دولة حول العالم، مقارنة مع 204 طلبات ترشح من 50 دولة في عام 2009. ومنذ تأسيسها في عام 2008، ساهمت «جائزة زايد لطاقة المستقبل» في إحداث تغيير إيجابي في حياة أكثر من 289 مليون شخص حول العالم، وذلك عبر تحسين ظروف المعيشة في العديد من المجتمعات، وتمكينهم من الحصول على مصادر موثوقة من الطاقة ومياه الشرب النظيفة. وبعد 9 سنوات فقط من انطلاقها، أحرزت هذه الجائزة تطوراً هائلاً، فمن خلال ممارساتهم المستدامة، تمكن الفائزون بالجائزة من منع انبعاث أكثر من 1,033 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون. وساهمت مبادرات الفائزين بجائزة زايد لطاقة المستقبل في تزويد أكثر من 146 مليون إنسان بالطاقة المتجددة، و7,1 مليون إنسان بمياه شرب نظيفة، فضلاً عن تزويد 24,9 مليون إنسان في أفريقيا بالطاقة، وتقديم 280 ألف موقد طهي نظيف للأسر في أفريقيا وآسيا، بخلاف إنتاج 1,076 مليار ميجاواط/‏‏ ساعة، عبر مصادر الطاقة المتجددة. وساهم الفائزون، ضمن فئة «الجائزة العالمية للمدارس الثانوية» التي تم إطلاقها عام 2012، في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 1000 طن، الأمر الذي عاد بالفائدة المباشرة على 37 ألف نسمة من سكان المجتمعات المحيطة. وبلا شك، فإن هذا التأثير الإيجابي الملموس من خلال التعليم يؤكد أهمية تمكين الشباب حول العالم من لعب دور فاعل في تحقيق مستقبل مستدام. وسجلت الزيادة في عدد الطلبات لدورة 2017 زيادة بنسبة 12%، مقارنة بالدورة السابقة، وبلغ عدد الترشيحات ضمن فئتي الشركات الكبيرة وأفضل إنجاز شخصي 555 ترشيحاً، في حين بلغ عدد طلبات الاشتراك ضمن الفئات الأخرى للجائزة 1123 طلباً. وشغلت الإمارات المرتبة الثانية من حيث عدد المتقدمين بدورة 2017 لفئة المدارس الثانوية العالمية بعد الهند في منطقة آسيا. أما على مستوى المناطق الجغرافية المشاركة كافة، فقد حصدت الدولة المرتبة السابعة بين 49 دولة، تقدمت بمشاركات لهذه الفئة، والتي ازداد عددها بنسبة 50% في عام 2015، حيث ساهمت المشاريع الفائزة ضمن فئة المدارس الثانوية في الحد من انبعاث 1000 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما عاد بالنفع على 37 ألف شخص في المجتمعات المحيطة. وتشهد النسخة التاسعة للجائزة لأول مرة ترشيحات عن فئة الشركات الكبيرة بدلاً من طلبات الاشتراك، وكانت عملية الترشيح معمول بها من قبل ضمن فئة أفضل إنجاز شخصي، ومن بين 555 ترشيحاً، بلغت حصة الشركات الكبيرة 205 ترشيحات، بينما كانت حصة الأفراد 350 ترشيحاً. أما طلبات الاشتراك التي تم قبولها في الفئات المتبقية، فقد ازدادت بنسبة 32%، لتبلغ 578 طلب اشتراك في فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبنسبة 10% لتبلغ 260 طلب اشتراك في فئة المنظمات غير الربحية. وإذ تستلهم الرؤية الحكيمة والبصيرة الثاقبة للوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد أصبحت هذه الجائزة اليوم منارة رائدة في مجال الاستدامة وطاقة المستقبل. وفيما يحتدم النقاش حول تمكين المجتمعات من الحصول على كفايتها من الطاقة والمياه النظيفة، فإن هذه الجائزة تساعد في حشد إجماع دولي لمواجهة القضايا الأكثر إلحاحاً في الوقت الراهن، وضمان المستقبل المستدام للجميع. وتضم «جائزة زايد لطاقة المستقبل» 5 فئات رئيسية هي الشركات الكبيرة، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الربحية، وأفضل إنجاز شخصي للأفراد، والجائزة العالمية للمدارس الثانوية مقسمة على 5 مناطق جغرافية هي الأميركيتين، أفريقيا، وأوروبا، وآسيا وأوقيانوسيا. وتسعى الجائزة لتكريم أولئك الذين يبذلون جهوداً محلية قد تترك أثراً واسع النطاق أيضاً، وفيما تخصص الشركات الكبيرة ملايين الدولارات لإقامة مشاريع وبحوث من شأنها إيجاد طرق لخفض بصمتها الكربونية، تسعى المدارس الثانوية العالمية إلى ترك أثر ملموس بطريقة مختلفة، فمن خلال تقديم وتنفيذ مقترحات لمشاريع عديدة، تساعد هذه المدارس في تدريب طلابها على اكتساب مهارات تقنية جديدة، وتقليل الاعتماد على أنواع الوقود المكلفة والملوثة وغير الموثوقة لأغراض التسخين والإنارة والطهي، كما تتيح فرصاً غير مسبوقة أمام المجتمعات المحلية الصغيرة، وتسهم في تحسين حياة آلاف الأفراد. وقامت «جائزة زايد لطاقة المستقبل» بربط التكنولوجيا بمجالي الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة، إذ أطلقت في عام 2014 منصتين إلكترونيتين للتواصل لضمان إتاحة الفرصة أمام المجتمع العالمي للجائزة من أجل تبادل الأفكار، واستكشاف الحلول الجديدة، ومواكبة آخر التطورات التي يشهدها العالم. وتستقطب منصة الحوار المفتوحة 85 ألف شخص من حول العالم ينتمون إلى مجتمع الشركات الكبرى، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الربحية/‏‏ غير الحكومية، والجهات الأكاديمية، وأصحاب المشاريع، والمبدعين. علاوة على ذلك، يقوم نحو 93,5 ألف مستخدم بزيارة صفحة الجائزة على موقع «فيسبوك» بشكل منتظم، إضافة إلى 184 ألف متابع على صفحة الجائزة في موقع «تويتر». وضمت قائمة الفائزين السابقين بـ«جائزة زايد لطاقة المستقبل» شركات كبرى، مثل «تويوتا» إحدى أكبر شركات تصنيع السيارات في العالم والتي أطلقت سيارتها الهجينة «بريوس» عام 1997، وشركة «فيستاس» الرائدة عالمياً في مجال استخدام تكنولوجيا توربينات الرياح والتي تتطلع إلى اعتماد الرياح مصدراً موثوقاً وبديلاً عن الوقود الأحفوري. وتكرم فئة أفضل إنجاز شخصي من الجائزة الأفراد المبتكرين في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، حيث تضم قائمة الفائزين السابقين بها أشخاصاً تركت مشاريعهم أثراً طويل الأمد على كوكب الأرض وبصمة إيجابية على حياة الملايين حول العالم، بفضل رؤيتهم بعيدة الأمد وريادتهم في هذا المجال. وشملت قائمة الفائزين بالجائزة حتى اليوم العديد من الأكاديميين والعلماء ورجال الأعمال والسياسيين الذين من المتوقع أن يطال تأثيرهم مستقبل البشرية جمعاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©