هل الفارق بين مارادونا وميسي هو الفوز بكأس العالم.. أم أنه الفارق بين منتخب الأرجنتين 1986، ومنتخب الأرجنتين 2018.. أم أنه الفارق بين منتخب الأرجنتين وفريق برشلونة؟!
أعتقد أن ميسي لحق بمارادونا وكلاهما من عباقرة كرة القدم. وأن البرغوث الأرجنتيني ليس في حاجة للفوز بكأس العالم كي يدخل تاريخ اللعبة، فهو بالفعل دخل بقدمه اليسرى تاريخ كرة القدم، وبأداء مذهل كأنه طفل يلعب في حديقة ببهجة وتلقائية وسعادة. وسوف أدلل على رأيي ذلك بالمساواة بين مارادونا وبين ميسي، لكن دعونا نقرأ ما قاله نجم برشلونة مؤخراً وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الألمانية:
الفوز بكأس العالم حلم دائم ويصبح أكثر قوة في كل مرة يحين فيها موعد انطلاق المونديال، ولهذا كان البكاء في 2014 مؤلماً لأننا كنا نعرف مدى صعوبة الفوز بالمونديال ولأننا كنا قريبين للغاية..
بهر مارادونا العالم بهدفه الشهير في مرمى إنجلترا بمونديال 1986.. وبهذا الهدف توج النجم الأرجنتيني بطلاً تاريخياً للعبة كرة القدم ولكأس العالم، وهذا الهدف مازال يحتل قائمة أفضل أهداف المونديال.. وكلاهما مارادونا وميسي أحرزا أهدافاً جعلت المعلقين والمحللين والصحفيين يشهقون ويصرخون، ويهتفون فرحاً: جووووول. حتى تنقطع أنفاسهم. ويجف مداد أقلامهم. وكلاهما مارادونا وميسي يسجلان هدفاً يمكن أن تقول عنه: «هذا عمل فني رائع»..!
يوم 19 أبريل 2007.. راوغ ميسي 4 لاعبين ثم حارس المرمى من منتصف الملعب. راوغ بارديس، وناشو، وأليكس، وبلينجوير مرتين، وحارس المرمى لويس جارسيا. ولمس ميسي الكرة 13 مرة، وقطع مسافة قدرها 55 متراً في زمن قدره 11,10 ثانية. فكان صورة طبق الأصل من هدف العبقري دييجو مارادونا في مرمى إنجلترا. ففي يوم 22 يونيو 1986 راوغ النجم الأرجنتيني كلا من ريد، وبيردسلي، وبتشر مرتين، وفينويك، ثم حارس المرمى بيتر شيلتون. ولمس مارادونا الكرة 13 مرة، وقطع مسافة قدرها 53,5 متراً، في زمن قدره 10,89 ثانية. وبالطبع هناك فارق بين تسجيل هدف بهذه الصورة في مرمى خيتافي في كأس إسبانيا، وبين تسجيل هدف مماثل في كاس العالم في مرمى إنجلترا.
لكن هل سجل ليونيل ميسي هذا الهدف الرائع بقرار مسبق اتخذه منذ اللحظة الأولى.. هل قرر أن يراوغ ويتوجه نحو مرمى خيتافي مباشرة من منتصف الملعب.. أم أن تلك الثواني كانت وليدة الفطرة والموهبة العبقرية؟!
اسألوا مارادونا أيضاً نفس السؤال، بنفس الصيغة.. وأنصتوا للإجابة..
عدد اليوم
