السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمراض اجتماعية منسية

21 يونيو 2009 03:23
أتعجب كل هذا الاستنفار والهلع في كثير من البقاع ضد بعض الفيروسات مثل تلك التي تسبب ما يسمى بانفلونزا الطيور أو انفلونزا الخنازير «اتش 1 إن 1» في حين تتغافل المجتمعات وبخاصة العربية عن أمراض اشد فتكا لا تصيب افرادا بعينهم وإنما قد تدمر بنية المجتمع ككل، وهي الأمراض الاجتماعية. هذه الأمراض اصبحت آفة عصرية مستفحلة أخذت تتضخم ، ومن ابرزها النفاق، فقد أصبح الكذب المبطن بالطمع والوصولية كلمة المرور للنفاق الاجتماعي ولو على حساب الغير. نعم هذا النفاق وباء عالمي، لكنه سرعان ما انتشر في مجتمعاتنا العربية وأخذ يتشكل بأنماط متعددة لأنه وجد البيئة والعوامل التي تساعده على ذلك، فمنه النفاق في العمل وغالبا ما يكون صاحبه وصوليا يريد أن يصل على أكتاف الآخرين يجمع، رصاصات سلاحه من نقاط ضعفهم بالتجسس والمناورات اللفظية وفى الظاهر يرفع راية التسامح والحب والخوف على المصلحة العامة وأول رصاصة يقتل بها ضميره ليتخلص من تأنيب الضمير، حتى يسهل عليه الترقي ، ولا يدرى أنه ارتقاء مؤقت، فإذا جف مخزونه الإخباري أو ضعفت قدرته صار كخرقة بالية لا فائدة منها عندها يشرب من كأس المذلة ليدرك مدى مرارتها. ومن صوره أيضا النفاق فى الأعمال الصالحة كأن ينفق من ماله دون تورع ليبدو جوادا من الصالحين لكن فى الحقيقة إنفاقه من أجل غاية باطنة كالمنصب أو نيل ثقة أو شرف مشاركة أو في العبادة كأن يعمد للصلاة في وقتها ولا يألو فى المحافظة عليها لكن فى الواقع يركض وراء المعصية ولا يترفع خجلا عن المظالم وخبائث الأفعال. ومن ألوانه النفاق فى الأخلاق الحميدة فيظهر المنافق الأدب والحياء قبل الارتباط، ثم تظهر جرأته وبشاعة تصرفه قولا وفعلا بعد الزواج، ومنهم من يظهر الأمانة ونبذ الحرام حتى إذا تمكن أخذ يسرق دون أن يترك أثرا، فأوجه المنافق متلونة كالحرباء في كل مكان وزمان يحركه الطمع والمصلحة الشخصية. لذا يجب أن نحتاط من معسول الكلام وأن يكون تقييمنا للأمور بنظرة واقعية تعتمد على المشاهدة والحس المادي ولن يتأتى ذلك إلا برفض ازدواجية المعايير ودعم القول الصادق دون الانجراف وراء حيل المداهنة فمرآة المنافق مشوهة مهما علاها التزيين والزخرفة. محمد زكريا النجار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©