الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أبوملحة ونور يحلقان بقراءات شعرية تداخل فيها «الفصيح» و «النبطي»

أبوملحة ونور يحلقان بقراءات شعرية تداخل فيها «الفصيح» و «النبطي»
12 ابريل 2010 20:25
أقام اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول امسية شعرية شارك فيها الشاعران ابراهيم بو ملحة، المستشار للشؤون الثقافية والإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومحمود نور، وقدمتها الشاعرة جميلة الرويحي، حيث جرت القراءة تداولية بين الشاعرين وتنوعت فيها القصائد ما بين عمود الشعر العربي الكلاسيكي والشعر النبطي. وقال الشاعر ابو ملحة في تصريح لـ “الاتحاد” “إن المزاوجة بين العامي والفصيح والنبطي والعمودي في الأمسية الواحدة هو نوع من التنوع التكاملي وليس التنوع القائم على التضاد” وأضاف “الشعر هو الشعر سواء كان فصيحا أم نبطيا، فما يميز شاعر عن شاعر هو ما يتمثل بمشاعره وإجادته اللغوية والصور الشعرية التي تتميز بالجدة، فقد يجد المرء قصائد فصيحة تتفوق شعريا على أخرى نبطية والعكس صحيح، فتعلو قصائد نبطية على أخرى ليس فيها سوى النظم، وهذا أمر يعود إلى الشاعر نفسه فأنت تقرأ قصيدة قد تعجب بها وتحبها وتبقى في ذاكرتك وخيالك، وقد تجد قصيدة نبطية يكون لها الأثر ذاته”. واعتبر الشاعر بو ملحة أن للشعر جناحين يحلق بهما، إحداهما نبطي ويتصل بتراث الإمارات لا يمكن الاستغناء عنه والآخر فصيح ويتصل بتراث الأمة ولا يمكن الاستغناء عنه أيضا”. من جهته، وتعليقا على السؤال ذاته حول التنوع في القراءة ما بين الكلاسيكي العربي والنبطي، رفض الشاعر محمود نور تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم مرجحا تسميته بالشعر العامي، وعزا ذلك إلى بيت لصاحب الخيل والليل والبيداء الذي قال فيه: بها نبطي من أهل السواد يعلم أنساب أهل الفلا وأضاف “إن كلمة النبيط والنبطي هي كلمة غير جميلة المعنى، ويمكن بسهولة مراجعة أي قاموس في هذا الشأن، فالمعنى عندما تقول: نبطي أقرب إلى الدخيل أو الدعي ولا أدري لماذا لا يعيد أهل الاختصاص النظر في الأمر”. واوضح أن الشعر الشعبي هو ذلك النوع من الشعر الذي يشيع بين الناس “فقد تجد قصيدة بالفصحى هي قصيدة شعبية درجت بين الناس وحفظتها الصدور كأن تكون هذه القصيد لعنترة أو للمتنبي، لذلك فالأقرب إلى المعنى الصحيح لتوصيف الشعر المكتوب بالمحكية هو الشعر العامي”. أما عن الشعر الفصيح فقال “إنه أداة إفصاح وبيان وأداة توصيل، لكنني في الوقت نفسه أكتب الشعر العامي ولا أتحرج من ذلك وأقرأ منه في الأمسيات التي أشارك فيها، وهذا يحدث في كل ثقافات العالم، فيكتب شعراء بلهجة أكاديمية أو رسمية مثلما يكتب بلهجة محلية تسود في هذا البلد أو ذاك، فيصل الشعر إلى الناس بطريقة أوضح وأسلس عبر هذه اللهجة التي نتحاكى بها مثلما نحافظ بالدرجة ذاتها على الفصيحة وعلى جمالياتها الخاصة، فهي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة”. وعن ذلك التمظهر السردي أو الحكائي في شعره ودوره في تقريب الشعر إلى الناس قال الشاعر إبراهيم بو ملحة”إن موضوع القصيدة هو الذي يتحكم بهذا الأمر، فالبعض من الموضوعات يستطيع الشاعر أن يتحدث من خلالها عبر سردية ما تنقل الصورة الشعرية ولا تلغيها وقد تؤكد على المباشرة في المعنى لكن على الشاعر أن ينتبه إلى ضرورة الإبقاء على الصورة الشعرية، حيث لا شعر دون الصورة التي هي لون وحركة وتمازج وانتقالات في القصيدة الواحدة وهذا ما يرفع من قيمة الشعر عندما يرفع من قيمة المباشَرَة في المعنى ويعزز من دورها في تلقي الشعر”. وعن الأمر ذاته قال الشاعر محمود نور “لا أدري إن كان في شعري تمظهرا سرديا أو حكائيا أم لا وإذا وُجِد فأنا لم أقصد ذلك، لكن ربما يكون هذا الأمر صائبا، لذلك فالقصة أو الحكاية عادة تكون وسيلة لجذب أذن المتلقي وانتباهه إلى لبّ القصيدة وما يود الشاعر قوله، بالتالي يكون معك كلمة بكلمة وحركة في إثر أخرى”. وفي ختام الأمسية تمّ تكريم الشاعرين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©