السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التهدئة بعد الملاسنة!

12 ابريل 2010 20:24
سعى مسؤولون أميركيون كبار يوم الأحد الماضي، إلى تجاوز فترة الشد والجذب الأخيرة التي طرأت على العلاقات الأميركية- الأفغانية، ومن بينهم المبعوث الخاص للمنطقة الذي وصف حكومة كرزاي بأنها "حكومة يمكن العمل معها". ففي تصريحات تهدف للتهدئة وإعادة روح الثقة والاطمئنان، أشار "هولبروك"، المبعوث الخاص لباكستان وأفغانستان، لمراسلي الصحف في العاصمة الأفغانية كابول إلى مشاركة كرزاي في مؤتمر رئيسي للتخطيط شارك فيه مسؤولون أميركيون وأطلسيون وأفغان قائلا: "إن لدينا علاقات طيبة مع هذه الحكومة". ومن المعروف أن هولبروك كان قد اشتبك كلاميّاً مع كرزاي في الماضي. ولم يقتصر الأمر عليه، حيث دخل على الخط كل من كلينتون، و"جيتس"، باستخدامهما للهجة متسقة مع لهجة المبعوث الأميركي الخاص للمنطقة، وكان الهدف دائماً توصيل نفس الرسالة في مقابلات حوارية سجلت يوم الجمعة، وأذيعت يوم الأحد على محطات التلفزة الأميركية المختلفة. وبعد شهور من التوتر بين الجانبين، انفجر خلاف على الملأ بين كرزاي وإدارة أوباما خلال الشهر الجاري حيث انخرط الطرفان في ملاسنات لفظية حادة، وسجال تواصل لما يقرب من أسبوع، وبلغ ذروته في تعليق جارح للبيت الأبيض الأسبوع الماضي فحواه أن الدعوة الموجهة لزيارة واشنطن في شهر مايو المقبل قد تُسحب، إذا ما استمر كرزاي في ثورات غضبه. وكان كرزاي قد انتقد الغرب علناً، بسبب ما وصفه بالتدخل في الشؤون الداخلية الأفغانية. وقد وجه الرئيس الأفغاني اللوم للغربيين على التزوير الواسع النطاق في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أفغانستان في الصيف الماضي. ولم يكتف كرزاي بذلك، بل قال إنه إذا ما استمر هذا الأمر، فإنه قد لا يكون أمامه سوى الانضمام لـ"طالبان" في هذه الحالة، وهو ما عده الحاضرون لخطابه نوعاً من المبالغة الخطابية ليس إلا. وفي البداية وصف البيت الأبيض تعليقات كرزاي بأنها "مزعجة" وهو ما بدا وكأنه يزيد النزاع تفاقماً.. بيد أن ما حدث في الأيام الأخيرة سار في اتجاه التهدئة، حيث إن المسؤولين الأميركيين تكبدوا جهداً من أجل تخفيف هذه الضغينة، وذلك عندما ذهبوا إلى حد وصف كرزاي بأنه "شريك مهم" للولايات المتحدة. والجهد الرامي لتخفيف حدة التوتر يعكس في حد ذاته حقيقة أن الولايات المتحدة ليس أمامها خيار سوى تسوية خلافاتها مع كرزاي وهذا يرجع لعاملين: الأول، عدم وجود قيادة بديلة واضحة. والثاني، أن التوقيت الحالي على وجه الخصوص هو أسوأ توقيت يمكن أن ينفجر فيه خلاف دبلوماسي بين الطرفين. فالهجوم الكبير الذي تشنه القوات الغربية في أفغانستان في الوقت الراهن ضد معاقل "طالبان" الرئيسية في ولاية قندهار، لا يزال في مراحله الأولية التي يلعب فيها كرزاي دوراً محورياً. ويشار في هذا السياق إلى أنه زار قندهار بالفعل في صحبة الجنرال ماكريستال قائد القوات الغربية في أفغانستان. وفي ملاحظاته يوم الأحد الماضي أشار "هولبروك"إلى سلسلة من مرات الظهور العلني المشترك لكرزاي وماكريستال. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل نجد أن الجنرال "جيتس" وزير الدفاع الأميركي، أدلى بحديث آخر لشبكة "إيه. بي. إس" امتدح فيه "العلاقة الإيجابية للغاية" بين كرزاي وماكريستال، وقال إن لدى الرئيس الأفغاني "مستمعين محليين" عليه أن يأخذهم في الحسبان -مشيرا إلى اللغة الحادة التي استخدمها ضد الغرب، والتي يقصد من خلال التلميح إليها أن كلمات كرزاي هي موجهة للاستهلاك المحلي. وفي برنامج" قابل الصحافة" الذي تذيعه محطة "إن.بي.سي" قالت أيضاً كلينتون إن كرزاي يواجه بدوره وضعاً بالغ الصعوبة في أفغانستان، وليست الولايات المتحدة وحدها هي من يواجه المصاعب. لورا كينج - كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©