محمد حامد (دبي)
حينما يتعلق الأمر بالمباريات الودية الدولية التي تقتحم إثارة موسم الأندية الأوروبية، فإن الملايين حول العالم من عشاق الساحرة ينتقلون على نحو مفاجئ من المتعة الكروية الكاملة إلى الشعور بشيء من الملل، والمفارقة أن غالبية الأندية، ونجوم الصف الأول في أوروبا أبدعوا في الأسبوع الأخير قبل التوقف الدولي، وكأنهم يمنحون جماهيرهم جرعة كافية من الإثارة الكروية قبل الدخول في فترة المباريات الودية الدولية، والتي بدأت فعلياً وتشهد بعض المواجهات المرتقبة يومي الخميس والجمعة.
وقبل أن تتجه الأنظار صوب مواجهات ودية دولية مثل ألمانيا وإسبانيا، وكذلك هولندا وإنجلترا، وإيطاليا مع الأرجنتين، وروسيا في مواجهة البرازيل، ومصر والبرتغال، أبدع نجوم الكرة الأوروبية وصنعوا ظاهرة لم يسبق لها مثيل في أسبوع واحد، وهي «السوبر هاتريك»، فقد فعلها محمد صلاح هداف البريميرليج وليفربول، وسجل رباعية في شباك واتفورد، كما تمكن إيكاردي هداف الإنتر من زيارة شباك سامبدوريا 4 مرات رافعاً رصيده للهدف 22 كما اقتحم نادي الـ100 في دوري الطليان، وكان ختامها الأسبوع الحالي برباعية رونالدو في شباك جيرونا، التي كان لها مفعول السحر في إعادة الدون لقلب المنافسة على لقب هداف الليجا برصيد 22 هدفاً، فقد تخطى سواريز، ويسعى للوصول إلى صدارة ميسي الذي يملك 25 هدفاً.
ويعتقد قراء «الاتحاد الرياضي» عبر استطلاع للرأي أن ظاهرة السوبر هاتريك التي انفجرت على نحو مفاجئ، إنما تعكس القدرات التهديفية الخاصة، وذلك بنسبة تفوق الـ65%، فيما يرى ما يقرب من 35% أن ذلك يتعلق بضعف الأداء الدفاعي لبعض الأندية، وكذلك عدم قوة الرقابة على المهاجمين، واللافت كذلك أن رباعيات صلاح وإيكاردي ورونالدو، لم تقتحم شباك أندية كبيرة تتنافس على مراكز الصدارة، بل هي أندية تستقر في منتصف جدول الترتيب في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا.
رباعية «الدون» منحت الريال 3 نقاط ليستقر ثالثاً برصيد 60 نقطة بعد خوضه 29 مباراة، فيما يسيطر البارسا على القمة برصيد 75 نقطة، وفي المركز الثاني أتلتيكو مدريد بـ64 نقطة، وبعيداً عن فرص الريال شبه المستحيلة في لقب الليجا، فقد استعاد ريال زيدان توازنه في توقيت مثالي، حيث يتمسك بفرصة الحصول على دوري الأبطال للمرة الثالثة توالياً، والـ13 في تاريخه، وبعد نجاحه في تجاوز عقبة باريس سان جيرمان، واستمرار الانتصارات في الليجا أصبح فريق الريال أكثر تحرراً من ضغوط تراجع النتائج والأداء.
أما عن الظاهرة الأبرز في فوز الريال على جيرونا بسداسية مقابل 3 أهداف، فهي سوبر هاتريك رونالدو، فقد أصبح من اللافت أن النجم البرتغالي الذي يحتفظ بكرات الهاتريك في متحفه الخاص، سوف يعاني من عدم توفر المساحات الكافية في الخزينة التي خصصها لذلك، فقد تم في ديسمبر 2013 افتتاح متحف سي آر 7، في جزيرة ماديرا مسقط رأس رونالدو، ليصبح المتحف منذ افتتاحه متفرداً في كثير من الأشياء عن بقية متاحف العالم.
متحف CR7 لا يقتصر على التاريخ ولا يكتفي بالماضي، بل يبدو وكأنه كائن حي ينمو ويتطور مع كل مباراة، وبطولة، وموسم يخوضه النجم البرتغالي، فقد اعتاد العالم أن تحتوي متاحف الشخصيات الشهيرة على كل ما يتعلق بتاريخهم ومسيرتهم، إلا أن متحف الدون يتفرد بأنه يضم التاريخ والحاضر، وبه متسع لإنجازات المستقبل القريب، حيث لا يتوقف رونالدو عن تسجيل الأرقام القياسية وتحطيمها.
وفي أحد أركان متحف CR7، هناك خزانة كبيرة بها كرات مختلفة، وقد يعتقد الزوار أنها جميع الكرات التي خاض بها رونالدو مبارياته، ولكنها في الحقيقة «كرات الهاتريك» و«السوبر هاتريك» التي بلغ عددها 49 كرة قبل مباراة الريال مع جيرونا، والتي انتهت للملكي بسداسية مقابل 3 أهداف، وبعد نهاية المباراة التي شهدت تسجيل «الدون» رباعية في مرمى «الكتالوني الصغير»، سوف يرتفع عدد كرات الهاتريك إلى 50.
المشروع القادم لرونالدو الذي يمكنه البقاء في الملاعب لما لا يقل عن 4 أو 5 سنوات، سواء أمضاها في صفوف الريال أو غيره، سوف يكون توسعة خزانة كرات الهاتريك، التي ضاقت بما فيها، وخاصة أن رونالدو أكثر توهجاً في السنوات الأخيرة بصورة تفوق ما كان يقدمه مع مان يونايتد، والذي سجل معه هاتريك واحد فقط، وبقية الـ50 مع الريال والبرتغال.
ما فعله رونالدو في الموسم الحالي الذي شهد تعثره في بدايته، وغيابه عن بعض المباريات، وتراجعه تهديفياً، ثم انفجاره على نحو مفاجئ، يجعل الدون يصنع ريمونتادا تهديفية تاريخية، فقد كان رصيده في الليجا منتصف يناير الماضي 4 أهداف فقط، وهو الآن يملك في رصيده 22 هدفاً، متجاوزاً سواريز، وبفارق 3 أهداف عن ميسي، وسجل رونالدو 21 هدفاً في آخر 11 مباراة، ويملك في رصيده في الوقت الراهن 37 هدفاً في 35 مباراة بمختلف المسابقات مع الريال، فيما يبلغ رصيد غريمه الأزلي ميسي 35 هدفاً في 43 مباراة.
عدد اليوم
