الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المربع الذهبي» يداعب المصريين في مواجهة الأميركان اليوم

«المربع الذهبي» يداعب المصريين في مواجهة الأميركان اليوم
21 يونيو 2009 02:10
يسعى المنتخب المصري لكرة القدم إلى تحقيق مفاجأة جديدة عندما يلتقي نظيره الأميركي على ستاد «رويال بافوكينج» بمدينة روستنبرج اليوم في الجولة الثالثة، الأخيرة، من مباريات المجموعة الثانية في الدور الأول لبطولة كأس العالم للقارات 2009 التي تستضيفها جنوب أفريقيا حالياً وحتى 28 يونيو الحالي. وفجر المنتخب المصري أكبر مفاجأتين في البطولة الحالية حتى الآن ويسعى إلى تحقيق المفاجأة الكبرى بالوصول إلى المربع الذهبي للبطولة على حساب أحد العملاقين البرازيلي أو الإيطالي. فقد استهل المنتخب المصري البطولة بعرض قوي ومثير أمام المنتخب البرازيلي (راقصي السامبا) وكاد يضرب بجميع التوقعات عرض الحائط ويحقق الفوز، أو التعادل على الأقل، أمام الفريق الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات. بيد أن أحفاد الفراعنة هزموا أمام المنتخب البرازيلي بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع من المباراة وخسروا 3/4، لكنهم استحقوا تقدير واحترام جميع متابعي البطولة. ثم كانت المفاجأة الكبيرة بالفوز 1/صفر على نظيره الإيطالي حامل لقب بطولة العالم في الجولة الثانية من مباريات المجموعة ليعقد المصريون بذلك جميع الحسابات في «مجموعة الموت» حيث أصبح المنتخب الإيطالي مطالبا بالفوز على نظيره البرازيلي في المباراة الثانية اليوم أيضا بفارق هدفين، إذا أراد التأهل بغض النظر عن نتيجة اللقاء المصري - الأمريكي. وإذا حدث ذلك، يستطيع المنتخب المصري شق طريقه إلى الدور قبل النهائي على حساب المنتخب البرازيلي، إذا حقق الفوز على نظيره الأمريكي اليوم 3/صفر أو بأي نتيجة أخرى بفارق هدفين، كما تبدو العديد من الاحتمالات الأخرى لصالح المنتخب المصري بشرط الفوز على المنتخب الأمريكي وتعثر الإيطاليين أمام نجوم السامبا. أما انتهاء المباراتين بالتعادل فسيكون لصالح المنتخب الإيطالي بالتأكيد نظرا لتفوقه على المنتخب المصري بفارق الأهداف. ويخوض المنتخب المصري مباراة اليوم وهو في المركز الثالث بالمجموعة وذلك برصيد ثلاث نقاط وبفارق الأهداف فقط خلف نظيره الإيطالي، بينما يحتل المنتخب البرازيلي قمة المجموعة برصيد ست نقاط من الفوز في مباراتين، ويقبع نظيره الأميركي في القاع بلا رصيد من النقاط بعد أن خسر مباراتيه السابقتين في المجموعة أمام المنتخبين الإيطالي 1/3 والبرازيلي صفر/3. وأمام المنتخب المصري فرصة ذهبية في أن يصبح ثاني فريق فقط من أفريقيا يشق طريقه إلى المربع الذهبي للبطولة وذلك بعد أن سبقه المنتخب الكاميروني إلى ذلك في البطولة التي استضافتها فرنسا 2003. وفي ضوء العرضين اللذين قدمهما المنتخب المصري في مباراتيه السابقتين يتضح أن الفريق يمتلك مقومات الفوز على المنتخب الأميركي حيث ظهر ارتفاع المستوى البدني والفني والخططي للمصريين أمام البرازيل وإيطاليا كما ارتفعت الروح المعنوية بالفريق إلى أقصى درجاتها بعد الفوز على أبطال العالم في المباراة السابقة. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب المصري يخوض مباريات البطولة الحالية كما لو كان على ملعبه بالقاهرة حيث يحظى الفريق بتشجيع الآلاف من المصريين المقيمين في جنوب أفريقيا أو ممن زحفوا خلف الفريق من دول أخرى. لذلك فإن فرصة الفريق تبدو كبيرة في التأهل إلى الدور قبل النهائي على حساب أحد المنتخبين البرازيلي والإيطالي. قال شوقي غريب، المدرب العام للمنتخب المصري في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب الفوز على إيطاليا إن فرص الفرق الثلاثة (البرازيل وإيطاليا ومصر) تبدو متكافئة تماما. يلعبون من أجل الفوز بغض النظر عن هوية المنافس «أحفاد الفراعنة» يسيرون عكس التوقعات تحت الضغوط جوهانسبرج (د ب أ) - في عام 1998 سافر المنتخب المصري لكرة القدم إلى بوركينا فاسو للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية وسط توقعات بخروج الفريق صفر اليدين من الدور الأول للبطولة ورغم ذلك فاز المنتخب المصري بلقب البطولة للمرة الرابعة في تاريخه. ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل الفريق إلى الدور قبل النهائي خاصة بعد أن أعلن المدرب الشهير محمود الجوهري المدير الفني للفريق وقتها أن الفريق سيحصل على المركز الثالث عشر في البطولة على أكثر تقدير. لكن الفريق المعروف بلقب «أحفاد الفراعنة» ضرب بكل التوقعات عرض الحائط بعدما تجاوز كل العقبات في طريقه إلى البطولة. ولكنها لم تكن المرة الأخيرة التي يسير فيها المنتخب المصري عكس التوقعات فقد صادفه نفس الشيء في معظم البطولات التي شارك فيها على مدار التصفيات. وها هو المنتخب المصري يكرر نفس الشيء في بطولة كأس العالم للقارات التي تستضيفها جنوب أفريقيا حاليا وتستمر حتى 28 يونيو الجاري. ومنذ إجراء قرعة البطولة في أواخر العام الماضي توقع كثيرون أن يخرج المنتخب المصري صفر اليدين من الدور الأول بعدما ظلمته القرعة وأوقعته في المجموعة الثانية الصعبة التي أطلق عليها جميع الخبراء لقب «مجموعة الموت». ولم يأت هذا اللقب من فراغ بالتأكيد فالمجموعة التي تضم منتخبات البرازيل بطل العالم خمس مرات سابقة وإيطاليا حامل لقب بطولة العالم والولايات المتحدة صاحب المستوى الرائع في الفترة الماضية يجب أن تكون بالفعل «مجموعة الموت» وعلى الفريق الرابع الذي يقع في هذه المجموعة أن يتوقع ضربات قاتلة من أي من الفرق الثلاثة. لكن المنتخب المصري برهن مجددا على أن الترشيحات القوية والتوقعات المبالغ فيها قد تطيح بأصحابها خارج البطولات بينما قد تكون الترشيحات الضعيفة في صالح أصحابها. ونجح المنتخب المصري في تقديم عرضين رائعين حتى الآن في البطولة الحالية أمام الفريقين المرشحين للتأهل من هذه المجموعة إلى الدور قبل النهائي. وخسر الفريق بصعوبة 3/4 أمام نظيره البرازيلي ثم فاز بجدارة على نظيره الإيطالي 1/صفر. ويبدو أن هذه الطريقة أصبحت أسلوبا دائما للمنتخب المصري بقيادة مديره الفني الوطني حسن شحاتة ومعاونه شوقي غريب المدرب العام للفريق حيث اعتاد الفريق على عدم النظر إلى المجموعة بكل فرقها بل النظر إلى كل مواجهة على حدة والتعامل معها على أنها مباراة نهائية. والمنتخب المصري لم يعد كما كان حتى سنوات قليلة مضت حيث اعتاد في الماضي على اللعب مع المنتخبات الكبيرة سواء من داخل القارة السمراء أو من خارجها من أجل التمثيل المشرف بينما يعتمد أسلوبه الحالي على اللعب من أجل الفوز بغض النظر عن هوية المنافس ومدى شهرته. ونفس الأسلوب سبق للمنتخب المصري أن طبقه في بطولتي كأس الأمم الأفريقية 2006 بمصر و2008 بغانا حيث خاض البطولتين وهو ليس المرشح الأول للفوز بلقبيهما ولكنه نجح في تحقيق اللقبين على عكس جميع التوقعات وبعد أن تعامل مع كل مباراة وكأنها نهائي مبكر للبطولة. ويبدو أن المنتخب المصري استفاد من فريق الأهلي المصري فيما يتعلق بإحدى المميزات التي تتحلى بها الفرق الكبرى وهي البحث الدائم عن الفوز بغض النظر عن إقامة المباراة على ملعبه أو خارجه وهي الخاصية التي تحلى بها فريق الأهلي في السنوات الأخيرة بقيادة مديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه قبل رحيل الأخير هذا الصيف إلى تدريب المنتخب الأنجولي. واعترف شوقي غريب في المؤتمر الصحفي بعد فوز الفريق على المنتخب الإيطالي بأن تركيز الفريق يكون أكثر في البطولات المجمعة حيث يتجمع الفريق لفترة كافية ويستطيع الجهاز الفني معالجة أي سلبيات من خلال تكثيف الجرعات التدريبية والمحاضرات الفنية والخططية والجلسات النفسية. وأضاف أن الجهاز الفني لا يستطيع ذلك في مباريات التصفيات حيث يتجمع الفريق لمدة أربعة أو خمسة أيام فقط قبل المباراة ومن ثم لا يستطيع الجهاز الفني إخراج اللاعبين من أجواء التفكير في ارتباطاته مع ناديه سواء المحلية أو الأفريقية وبذلك يكون الإعداد النفسي والبدني أقل. كما اعترف غريب بأن فريقه وصل إلى جنوب أفريقيا وهو يعاني من فقد الكثير من الدعم والمساندة الإعلامية والجماهيرية بسبب الهزيمة التي مني بها الفريق أمام نظيره الجزائري 1/3 في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا كما افتقد الفريق في البطولة الحالية لعدد من عناصره الأساسية ومنها خط هجوم كامل لغياب كل من أحمد حسام (ميدو) وعمرو زكي وعماد متعب. ولكن الفريق قدم في البطولة الحالية ما يؤكد أنه يستطيع اللعب تحت الضغوط الكبيرة أفضل من اللعب وسط الترشيحات الكبيرة خاصة أنه لم يحقق النجاح في معظم البطولات الأفريقية التي خاضها بترشيحات قوية لإحراز لقبها. لم يعد أمام المنتخب المصري سوى خطوة واحدة ليكتب سطراً جديداً في كتيب الأسلوب المصري في التعامل مع البطولات الكبرى لأن مجرد التأهل للدور قبل النهائي في البطولة الحالية يعني أن الفريق يسير على الطريق الصحيح عالمياً مثلما سبق وأن نجح أفريقياً.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©