امَّنَاجي ثَوَابْ ··وكُوميديا الأَلَم جديد علوان الجيلاني

صدر عن ''مركز عبادي للدراسات والنشر'' في العاصمة اليمنية صنعاء كتاب ''امَّنَاجي ثَوَابْ·· وكُوميديا الأَلَم'' في (250) صفحة من القطع المتوسط، للشاعر والباحث اليمني علوان مهدي الجيلاني· وفي هذا الاصدار يضع الجيلاتي اللؤلؤة الأولى التي استخرجها خلال رحلة غوص أسماها (ذاكرة شعبية) في أعماق التراث الشعبي التهامي بدأت قبل حوالي عشرة أعوام يهدف من خلالها الى تقديم ذاكرة تهامة من خلال البحث عن نماذجها الإبداعية ونفض غبار النسيان عنها والانتقال بها من الأعماق إلى السطح في المشهد الثقافي اليمني· الباحث في هذا الكتاب استعرض سير الأشياء وملامح (المكان) وتحولات (الزمان) التي مرت بها المنطقة، وما تخلّق فيها من مشاهد حياتية من خلال دراسته لسيرة الشاعر الشعبي (امَّنَاجي ثوَابْ)· وجاءت لغة الكتاب أنيقة متدفقة بحميميتها في شرايين المجتمع الذي يرصد تحولاته، ويجمع في محتواه بين عذوبة التعبير وبساطة التصوير وجدية وصرامة البحث الأنثروبولوجي مستفيداً من مناهج البحث الحديثة في دراسة تمحورات الواقع الاجتماعي وهو يدل على امتلاك الباحث لآليات البحث المنهجي مع امتلاك ناصية الكتابة الإبداعية مبشراً بقلم قادر على البحث الخلاق والتعامل مع مفردات التراث التهامي· وفد افتتح الباحث كتابه بمقدمة تحدث فيها عن رحلة بحثه في حياة هذا الشاعر الذي تلقفته المآسي وتقلبات الزمن من حال سيئة إلى أسوأ، حيث عاد به شريط الذكريات إلى إحدى ليالي أغسطس 1996م في زيارته إلى دير أبكر بمديرية القناوص حين تولدت لديه الفكرة ثم يتابع حديثه إلى أن اكتمل للكتاب كيانه بعد رحلة لا تقل عن عشر سنوات من البحث والاطلاع والمتابعة· ثم ينتقل الباحث إلى حياة الشاعر أو ''رحلة المنغصات الطويلة'' كما يسميها متحدثاً فيها عن نسبه وصفاته ومولده ووفاته وما عاناه من ضرورات وقلق وجودي ثم يتناول رحلته إلى الحديدة ثم إلى عدن وعودته إلى الحديدة ليمكث بها ردحاً من الزمن ليعود إلى القناوص (مسقط رأسه) عودة قلقة تخللتها رحلته البائسة إلى جازان مع الرجل القيسي ثم الى قصة الشاعر مع مسعود كزابة الذي أودع الشاعر السجن بسببه ظلماً وعدواناً، وكتب امناجي على إثر هذه الحادثة نصوصاً شعرية أورد منها الباحث ثلاثة نصوص كان أهمها النص الذي يحمل اللعنة الشهيرة التي طوق الشاعر بها عنق مسعود كزابة· وتناول الباحث علوان الجيلاني تحت عنوان ''شعر امناجي بين خيانات الذاكرة والتفريط في المكتوب'' مآسي ضياع التراث الشعبي وذهاب معظم إبداعات الشعراء الشفاهيين إلى أدراج النسيان والضياع المقيت ومنها مأساة ضياع شعر امناجي بسبب خيانة ذاكرة الرواة ووفاة كثير ممن عاصروا الشاعر، إضافة إلى إهمال المؤسسات المعنية لإبداع من أرضعوا هذا الوطن بروح إبداعاتهم ذات يوم·