الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

6 قتلى في اشتباكات عنيفة وبيروت تتحول إلى مدينة أشباح

6 قتلى في اشتباكات عنيفة وبيروت تتحول إلى مدينة أشباح
9 مايو 2008 01:47
عاش لبنان يوما ثانيا أمس من أجواء الحرب الأهلية (1975- 1990) مع تجدد الاشتباكات بين أنصار الأكثرية والمعارضة وتصاعد عمليات قطع الشوارع من الجانبين واستمرار إغلاق ''حزب الله'' الطريق الرئيسي الوحيد المؤدي إلى مطار بيروت الدولي· واسفرت اشتباكات في بيروت والبقاع عن سقوط 6 قتلى و18 جريحاً واستيقظ سكان بيروت الذين التزم معظمهم بيوتهم أمس على واقع خطوط تقسيم جديدة، حيث أغلقت الشوارع من حي لحي وسط حالة شلل تام لمظاهر الحياة في معظم أنحاء المدينة التي بدت أشبه بـ''مدينة أشباح''· وجرت اشتباكات متفرقة بالحجارة والأسلحة وقذائف ''آر بي جي'' على فترات بين أنصار ''تيار المستقبل'' (الأكثرية) وأنصار ''حزب الله'' (المعارضة) في كورنيش المزرعة ورأس النبع وسط انتشار مكثف للجيش الذي اكتفى بمحاولة إبعاد الجانبين عن الاحتكاك المباشر، لكن من دون أن يحاول إزالة العوائق التي أقيمت بالتراب والكتل الخرسانية والسيارات القديمة من الشوارع المغلقة التي تواصل فيها إحراق المزيد من إطارات السيارات وإقامة المتاريس· وبدت العاصمة مقسمة الى مربعات أمنية تفصل بينها سواتر ترابية، ومتاريس حديثة من أكياس الرمل ومكعبات الإسمنت وعشرات الحرائق · وقال ضابط في الجيش ''إن شارع كورنيش المزرعة مقسم الآن إلى جزءين على الجانب الأيسر هناك أنصار الأكثرية وعلى الجانب الأيمن المعارضة· وقالت مصادر أمنية إن عناصر من حركتي ''أمل'' و''حزب الله'' سيطروا على مقر ''تيار المستقبل'' في منطقة بربور وأن أنباء تحدثت عن عمليات اقتحام مماثلة لمكاتب ''المستقبل'' في رأس النبع· وجرت مواجهات مسلحة عنيفة في كورنيش المزرعة بعد دقائق على انتهاء المؤتمر الصحفي للأمين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله· وقال مصدر أمني إن اشتباكات مماثلة جرت في البسطة والنويري ورأس النبع استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية اسفرت عن سقوط 5 قتلى و12 جريحاً على الاقل وفق مصادر طبية· وفيما تحدثت مصادر الأكثرية عن حركة نزوح كثيفة للعائلات من المناطق، ذكرت المعارضة أن قوة من الجيش تمكنت من اعتقال عدد من القناصين التابعين لـ''تيار المستقبل''، وأشارت إلى تعرض العديد من المنازل الى قذائف صاروخية أدى انفجارها إلى إشعال حرائق· وفي ظل قيام ''حزب الله'' بمواصلة قطع طريق مطار بيروت، أقدم أنصار الأكثرية في البقاع اللبناني على قطع طريق المصنع الدولية المؤدية الى دمشق، حيث نصبوا السواتر الترابية وأشعلوا الإطارات المطاطية عند نقاط عنجر وتعلبايا وتعنايل وكفريا وحزرتا وترشيش وجلالا· واندلعت اشتباكات عنيفة بين أنصار الأكثرية والمعارضة في تعلبايا وتعنايل وشتورا وسعدنايل التي قتلت فيها فتاة تدعى رولا بو حمدان وسقط عدد من الجرحى عرف منهم راغدة عبدالهادي رحيمي وحمد دندش وفواز ونهاد صميلي· وأفاد مراسل ''فرانس برس'' أن عشرات من الشبان أشعلوا مجددا النيران في الاطارات واقاموا السواتر الترابية قرب بلدة بر الياس على بعد مئات الامتار من المصنع، نقطة العبور الحدودية بين لبنان وسوريا كما قام آخرون بقطع طرقات عديدة داخل منطقة البقاع الغربي· وذكرت قوات الأمن أن سيارتين تتبعان السفارة الايرانية في بيروت تعرضتا لهجوم على يد أنصار ''تيار المستقبل'' بالقرب من الحدود· وقال شاهد عيان إن حجارة ألقيت على السيارتين كما حاول بعض العناصر مهاجمتهما بالعصي· وأقدم أنصار الأكثرية كذلك على قطع طريق بيروت الرئيسية المؤدية الى الجنوب· وقال مصدر أمني إن نحو ثلاثين شابا من أنصار ''تيار المستقبل'' مزودين بقساطل مياه معدنية وعصي ومسدسات قطعوا الطريق بعد بلدة الجية الساحلية على الطريق بين بيروت وصيدا· واندلع إشكال بين أنصار ''تيار المستقبل'' وأنصار رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي في محلة الميناء بطرابلس شمال لبنان جراء خلاف على تعليق الصور، مما أدى الى جرح شخص من آل صيداوي وآخر من آل حداد قبل أن يتدخل الجيش ويعالج الأمر· الجيش اللبناني يحذر من تعرض وحدته للخطر ويرفض الطوارئ بيروت (الاتحاد، وكالات) - حذر الجيش اللبناني الذي لا يزال يقف على الحياد من أن استمرار الأزمة سيعرض وحدة المؤسسة العسكرية للخطر· ونسبت وكالة ''رويترز'' إلى مصادر سياسية قولها إن قائد الجيش العماد ميشال سليمان رفض فكرة الحكومة إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر تجول· وكان السنيورة أبلغ قناة ''المستقبل'' التلفزيونية اللبنانية أن حكومته تدرس مثل هذا التحرك· وحذر الجيش في بيان اصدره أمس من أن استمرار الوضع الحالي في الشارع اللبناني من حالات احتجاج واشتباكات يمس بوحدة المؤسسة العسكرية، داعيا اللبنانيين الى التحلي بالحكمة والمسؤولية· وقال بيان صادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش ''إن التخلي عن الحوار، وتمسك كل طرف بمواقفه يشكلان ابتعادا واضحا عن صيغة العيش المشترك واعتمادا للغة العنف والتصادم خصوصا أن استمرار الوضع على حاله هو خسارة واضحة للجميع ويمس بوحدة المؤسسة العسكرية لا سيما أن الركيزة الأولى للأمن في لبنان هو الوفاق وليس البندقية''· وأضاف البيان ''أن قيادة الجيش ومن خلال ادائها لدورها الحاضن للبنانيين بجميع فئاتهم، تدعو أبناء الوطن الى التحلي بالحكمة والوعي على كل صعيد وتحذرهم من أن غياب الشعور بالمسؤولية الوطنية العليا، والخروج عن إطار التبصر في نتائج الأمور، يحدان من قدرة الجيش على القيام بدوره الوطني الجامع''· وتابع ''إن هذه القيادة تدعو الجميع الى ايجاد الحلول لإخراج لبنان من مأزقه، وهي تضع نفسها في تصرف الفرقاء جميعا للمساعدة في ايجاد تلك الحلول، كما تؤكد استمرار الجيش في القيام بواجبه في الحفاظ على ارواح المواطنين وارزاقهم على رغم الصعوبات الكبيرة التي يعرفها الجميع''· وكان تفكيك الجيش العام 1976 نقطة تحول اساسية نحو انزلاق لبنان الى حكم الميليشيات· وإن كان قائد الجيش العماد ميشال سليمان قال في تصريحات نشرت أمس إن حوادث الماضي لن تعود، وإن الجيش سيقوم بواجبه حتى النهاية· الإعلام اللبناني يشبه التصعيد بـ الحرب الأهلية بيروت (وكالات) - شبهت صحف لبنانية تابعة للأكثرية والمعارضة أمس مشاهد العنف التي تشهدها بيروت ببدايات الحرب الأهلية السابقة (1975-1990) متخوفة من اندلاع فتنة مذهبية بين الشيعة والسنة· وعنونت ''النهار'' المؤيدة للأكثرية في صدر صفحتها الأولى ''بيروت تستعيد فصول الرعب المذهبي والميليشيوي''· وكتبت أن الأزمة الداخلية وصلت الى نقطة اللارجوع مع كسر خطوط حمراء كانت حتى الأمس القريب من المحرمات وكسر مزراب العين على المستوى المذهبي بين السنة والشيعة، فيما عنونت صحيفة ''اللواء'' الموالية ''الأربعاء الأسود بيروت تحت الحصار والنار''· ورأت صحيفة ''السفير'' المعارضة في المقابل ''أن قرار السلطة تجريم المقاومة يشعل خطر الحرب الأهلية''، وكتبت ''مشهد الأربعاء أعاد تذكير اللبنانيين بالمشاهد السوداء التي عاشوا فصولها أكثر من 15 سنة وظنوا أنها ذهبت الى غير رجعة فاذا بخطوط التماس المذهبية ترتفع''· وعنونت صحيفة الأخبار المعارضة ''لبنان في فم التنين'' واعتبرت ان الطرفين تجاوزا كل الخطوط الحمراء وسارا بقوة نحو مواجهة تأخذ طابعاً مسلحاً'' متوقعة استئنافها ما لم يبرز الى الضوء أي تفاهم سياسي، وشددت صحيفة ''الأنوار'' المستقلة على المأزق الذي يواجهه الجميع، وكتب المحلل السياسي رفيق خوري في الافتتاحية ''المأزق مزدوج: مجلس الوزراء لا يستطيع التراجع والا سقط عملياً ولا السير الى النهاية بسبب الواقع على الأرض، وحزب الله لا يستطيع التراجع عن موقفه والا سلم بقصقصة أجنحته ولا الذهاب في العصيان الى النهاية لأن مخاطر الفتنة الطائفية خطيرة''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©