الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العطلة الصيفية ترويح ومتعة في مظلة الأسرة

العطلة الصيفية ترويح ومتعة في مظلة الأسرة
21 يونيو 2009 01:46
بمجرد أن تنتهي الامتحانات النهائية بكافة المراحل الدراسية، تتحول عملية «كيفية شغل الأطفال والصبية والمراهقين لأوقات فراغهم إلى هم يومي يشغل الأسر والمؤسسات التربوية والتعليمية والشبابية، ولا تبدو وسائل قضاء العطلة الصيفية تقليدية بالمعايير التي يحدّدها شباب هذه الأيام.بل يراها كثيرون وقتاً للراحة وممارسة الهوايات والترفيه لاسيما الجلوس أمام الحاسوب وألعابه ومشاهدة الأفلام، وممارسة الرياضة والقيام بالرحلات الترفيهية وغير ذلك من أنشطة متعددة تتناسب مع كل مرحلة عمرية. هل يعاني الأطفال والشباب والفتيات من مشكلة قضاء وقت الفراغ؟. إذا كان الأمر كذلك، فما حجم تلك الظاهرة؟ وما الأماكن والأنشطة التي يفضل الشباب قضاء وقت فراغهم فيها؟ وما درجة استفادة الشباب والفتيات من وقتهم الثمين أو المؤسسات الشبابية القائمة لهذا الغرض؟. نماذج يقول رائد عيسى»بالصف الثالث الإعدادي»: أشعر بالضيق من وقت الفراغ، ومن زيادة وزني الزائد في الصيف، لذلك قللت ساعات جلوسي أمام التلفاز أو الحاسوب، وانتسبت إلى النادي الرياضي القريب من منزلي، فالرياضة مهمة للحفاظ على اللياقة الجسدية وللحفاظ على الصحة، فكثير من الأطفال والشبان يقضون معظم أوقات فراغهم في الشارع دون أيّ هدف سوى التسكع أو أن يدخلوا إلى المطاعم أو يلعبوا كرة القدم في زواريب الحارة الضيقة، سعياً وراء المتعة والقضاء على الملل، كما يقولون.أما اليوم، ومع التطور التكنولوجي السريع، نرى معظم الطلاب قد استغنوا عن كلّ ذلك، واستعاضوا عنه بجهاز الكمبيوتر، لا لزيادة المعلومات واكتساب المهارات الجيدة، بل لتصفح مواقع «لا يُعرف أصلها من فصلها»، مع غياب رقابة الأهل أيضاً». جهاد سعد»بالصف الأول الثانوي يقضي عطلته في العمل المفيد - على حد قوله- فهو يمارس الرياضة الجماعية مع الأصدقاء في النادي، ثم يأتي مساءً إلى درس التقوية في اللغة الإنكليزية ، ودورة الحاسوب، ليختتم نهاراً حافلاً بالنشاط والعلم، ولديه يوم مميز خلال الأسبوع يتوجه فيه إلى الفرقة الكشفية ليتعلم ويلعب ويعتمد على نفسه، بالإضافة إلى المخيم السنوي الصيفي الذي يقضي فيه ليالي مع الكشافة ليتعلم حب الطبيعة وقيمة الحياة الجماعية». فإن مارس الطفل هواياته المفضلة دون مبالغة فيها فهذا يعزز من ثقته بنفسه وبقدراته ويجعله إنساناً مسؤولاً واثقاً من مقدرته وأفعاله مما ينعكس لاحقاً على حياته العملية وشخصيته بالشكل السليم وسيوصله ذلك للإبداع والابتكار,وعلى الأهل والمدرسة أن يتعاملا بوعي كبير في هذا الجانب ويشجعا الطفل على اكتشاف ميوله ورغباته في الاتجاه الصحيح فالتركيز على أوقات الفراغ بشكل عام ضروري ويوازي العمل بأهميته ولا نبالغ إن قلنا بأن أوقات الفراغ تضاهي أوقات العمل في الدول المتقدمة بل هي أكثر أهمية لما لها من دور فعال وبناء في تنمية الشخصية مما يحقق التوازن النفسي والتكيف الاجتماعي السليم للفرد مع محيطه,واستشهد هنا بحكمة ضرورية في هذا السياق. أهداف مهمة ويشير الأخصائي النفسي دكتور بهجت أبوزامل إلى أن الإنسان في تنظيمه لأوقات فراغه يسعى عادة إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية هي التخفيف من وطأة الضيق والتوتر النفسي الذي يعتري الإنسان إذا ابتعد عن العمل. وتحرير الفرد من نزعاته الأنانية وتهيئته للنزعات الاجتماعية كاحترام قوانين المجتمع وأعرافها، وإنماء روح التعاون والخلق الكريم، وثم التخفيف من الضغوط الجنسية الملحة على الشباب، وتعديل الفواتير بتوجيهها وجهة نافعة لتتفق ومصلحة الأسرة، وتنفع المجتمع. ويمكن استثمار وقت الفراغ في مزاولة جوانب عديدة من الأنشطة الثقافية، والرياضية والفنية، وغيرها من أنشطة ترويحية اجتماعية حيث يهدف هذا النوع إلى تدعيم العلاقات بين الأفراد والجماعات على أساس من الصداقة والتعاون والديمقراطية السليمة. كما يهدف أيضاً إلى تشجيع التطوع للخدمات الاجتماعية بمختلف أنواعها. التنوع مطلوب تقول الأخصائية النفسية منى اليافعي: على الأطفال والشباب من الجنسين أن يراعوا التنوع في النشاطات التي يمارسونها خلال العطلة الصيفية، مابين الرياضة البدنية، والقراءة الحرة، والسفر والرحلات، والتنزه، وممارسة الهوايات المختلفة كالصيد، أو السباحة أو غير ذلك، ولا يقتصر نشاطهم على الألعاب الإلكترونية التي اكتسحت البيوت وجميع الأسواق على اختلاف أنواعها، وأصبحت خطورتها تزداد يوماً بعد يوم، ليس فقط من الناحية الأخلاقية، كتعلم السلوك العدواني، والعنف، والتمرد على كلّ الآداب العامة، وهي تسبَّب في الإصابة بتشنجات عصبية تدلُّ على توغل سمة العنف والتوتر الشديد في سلوكهم، وقد يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي. ويشير الخبراء أيضاً إلى أنَّ الطفل المدمن لهذه الألعاب يصبح عنيفاً؛ لأنَّ كثيراً من الألعاب كـ»القاتل الأول» تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه، وهنا يتعلم الطفل أنَّ القتل شيء مقبول وممتع. وتشير الدراسات أيضاً إلى أنَّ الأطفال المدمنين على ألعاب الفيديو أكثر عرضة للإخفاق في تطوير المهارات الدراسية نتيجة الاضطراب العصبي الذي يسبّبه التركيز لفترات طويلة أمام اللعبة، عدا عن الارتفاع المتزايد في عدد الأطفال الذين يعانون ضعف البصر ويحتاجون إلى نظارة طبية، والنسب المخيفة في تشوهات العمود الفقري لدى الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الكمبيوترات وفي أيديهم جهاز التحكم بالألعاب، إضافة إلى آثار سلبية أخرى كالسمنة المفرطة. لدى الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الكومبيوترات وفي أيديهم جهاز التحكم بالألعاب. وآثار سلبية أخرى كالسمنة المفرطة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©