«سبيشل ون» الجديد !

مراد المصري (دبي) تنامت في السنوات الماضية ظاهرة المدربين الصغار في السن في عرف كرة القدم التي اعتدنا فيها رؤية رجال اعتلى رأسهم الشعر الأبيض في مقاعد البدلاء، لكن البرتغالي ماركو سيلفا يعتبر ظاهرة بكل معنى الكلمة، بعدما تولى مهمة إنقاذ هال سيتي الإنجليزي مطلع العام الحالي، وقلب التوقعات بتقديم أوراق اعتماده كمدرب قادم بقوة قبل أن يكمل عامه الأربعين. ومع اقترابه من الاحتفال ببلوغه عامه الـ40 في شهر يوليو المقبل، دشن المدرب تفوقه مرة أخرى بالعلامة 40، حيث لم يعرف الخسارة على ملعبه كمدرب في آخر 40 مباراة درب خلالها فرق أستوريل وسبورتينج لشبونة في البرتغال وأولمبياكوس اليوناني وهال سيتي في إنجلترا، حقق خلالها 33 انتصاراً، وتعادل 7 مرات. وقبل سيلفا التحدي مطلع العام الجاري، وتولى مهمة فريق ما زال يصارع على الهبوط، لكنه يأبى أن يدع السفينة تغرق دون قتال كما يبدو، ومنذ توليه المهمة في 5 يناير الماضي، حصد تشيلسي وتوتنهام 23 نقطة وإيفرتون 21 نقطة، بينما جاء فريقه خلفهم مباشرة بمجموع 17 نقطة. وبدأ تأثير المدرب، بعد توليه المهمة بتوقيت 48 ساعة فقط، حيث تفوق وقتها على سوانزي 2-1، ثم حقق نتائج بارزة منها الفوز على وستهام بنفس النتيجة أيضا. ومع بزوغ نجم مدرب برتغالي جديد، فإن الكل يقارنه دائماً بـ «سبيشل ون» جوزيه مورينيو، بل ويعتبرونه سبيشل ون جديداً، خصوصاً بعدما تعادل سلباً مع مانشستر يونايتد فريق مورينيو في شهر فبراير الماضي، ثم تفوق منتصف الأسبوع الماضي بنتيجة 4-2، على إيتور كارانكا مدرب ميدلزبره، وهو الذي يعرف بكونه تلميذ مورينيو، بعدما عمل تحت إمرته لمدة 3 سنوات في ريال مدريد الإسباني. لم يحظ سيلفا بشهرة كبيرة كلاعب وتنقل خلال مسيرته بين عدة فرق برتغالية، حيث شغل موقع الظهير الأيمن، قبل أن يجد ضالته في صفوف أستوريل، حيث خاض أكثر من مئة مباراة بين عامي 2005 و2011، ثم أصبح المدرب مباشرة للفريق وهو بسن الـ34، ومن هناك بدأ بالحصول على فرصة تدريب فرق أكبر تدريجيا، قبل أن يحط الرحال في الدوري الإنجليزي ولو من بوابة هال سيتي، حيث يدرك جيداً أهمية دور الإعلام هناك في منحه الشهرة التي يبحث عنها.