السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استوديو «الحمراء» يوثق تاريخ فلسطين بالأبيض والأسود

استوديو «الحمراء» يوثق تاريخ فلسطين بالأبيض والأسود
21 يونيو 2009 01:15
أكثر من عشرة استوديوهات خاصة بالتصوير الأبيض والأسود كانت عاملة في غزة، إلا أن معظمها اندثر وتحول للتصوير الفوتوغرافي الملون، وبقي استوديو الحمراء وحده محافظا على بقائه بأثاثه القديم في مكانه، والهاتف والمرايا، والكاميرا القديمة وكل شيء، وفوق كل ذلك يحتفظ برائحته العتيقة. إلى ذلك، يقول عبد المالك الأستاذ (60 سنة)، صاحب استوديو «الحمراء»، إن الاستوديو أسس عام 1973، وهو استوديو مهني يختص بالتصوير الفوتوغرافي باللونين «الأبيض والأسود»، مشيرا ً إلى أنه الاستوديو الوحيد في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، الذي لا يزال يعمل على الطريقة القديمة في التصوير الضوئي والرتوش والطبع اليدوي، ومن دون معمل وباللونين الأبيض والأسود فقط. وينتقل الأستاذ في الاستوديو بين ثلاث غرف، غرفة يلتقط فيها الصور، والثانية لتحضير الألواح والأوراق الخاصة بالصور، والثالثة الغرفة المظلمة التي تتم فيها معالجة الصور، ويستخدم كاميرا تقليدية عمرها 40 عامًا لم يغيرها منذ أن افتتح. ويضيف: «لدي خبرة بالكاميرات الرقمية «الديجيتال» لكنني لا أستخدمها بالمطلق، أنا سعيد بكاميراتي القديمة وأرتاح جدًا في العمل في الأستوديو، مع العلم أنني لم أستعن بأي موظف أو مساعد طوال حياتي، إذ أعمل وحدي وأنا في قمة التركيز والدقة والاستمتاع». ويوضح: «أقتنص اللقطة التي أراها مناسبة من كل الزوايا، مع حرصي على توزيع الإضاءة بشكل دقيق على الوجه بأكمله، فعين المصور ترى ما لا تراه العين العادية، ألتقط الصورة التي أرى فيها أن الشخص في هذه اللحظة أصدق وأجمل ما يكون». لماذا الحمراء؟ يؤكد الأستاذ أن هناك إقبالا كبيرا بين المواطنين في غزة خاصة الشباب على التقاط صور شخصية باللونين الأبيض والأسود، إلا أن هذا الإقبال تراجع نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة. ويضيف: «كثير من المشاهير والفنانات بدؤوا يلتقطون صورا لهم بالأبيض والأسود والشباب والبنات هنا يقلدونهم». ويتابع: «البعض يفضل أن ألون صورهم يدويا بعد معالجتها بالأبيض والأسود، وتكون النتيجة مذهلة وغاية في الجمال». ويوضح أنه تعلم تلوين الصور بالألوان الزيتية على يد مصور وخبير إيراني. ويشير إلى أنه سمى الاستوديو بـ«الحمراء» بعد أن اكتشف أنه اسم عربي قديم وأصيل، إذ توجد في الجزيرة العربية «مدر الحمراء»، وهي قبيلة بدوية قديمة وعريقة، ويوجد أيضا ً قصر «الحمراء» في الأندلس وشارع «الحمراء» في بيروت، ومن هنا وجدت الاسم عربيا أصيلا ولافتا للنظر». ويشدد الأستاذ على ضرورة اهتمام الجهات المختصة بتاريخ التصوير الفلسطيني وبالتاريخ والتوثيق لكل ما يتعلق بمهنة التصوير، ليبقى مرجعا قيما لطلبة الصحافة والإعلام»، مشيرا إلى أن كثيرا من المصورين الأجانب يأتون إلى الأستوديو لإجراء مقابلات بحثية عن تاريخه وكان آخرهم المصورة العالمية السويدية ميا جروندال. صور تاريخية يؤكد الأستاذ أنه صور كثيرا من الشخصيات التاريخية والسياسية سواء داخل الاستوديو أو بالانتقال بكاميراته إلى أرض الحدث. ويقول: «كنت أصور حفلات اختتام مهام البوليس الدولي في قطاع غزة، حيث كانت الفرق الحاكمة تتبدل كل ستة أشهر، بحضور رئيس هيئة قوات الطوارئ الدولية، ووفود أجنبية، وعملت أيضا مصورا للحاكم المصري العام عبد المنعم حسن حسني في إدارة الشؤون العامة، وذلك عام 65 إلى أن قامت حرب 67». ويتذكر: «لا أنسى عندما صورت خطاب أحمد الشقيري في كازينو أبو هويدي على شاطئ بحر غزة بمناسبة تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، إذ كان احتفالا ضخما وتاريخيا»، منوها إلى أن كثيرا من الهيئات والشخصيات المعنية عادت إليه لأخذ أرشيف الصور الخاصة بهم إلا أنهم للأسف لم يجدوا شيئا: «إذ حرق والدي كل أرشيف الصور التي كنت أحتفظ بها خوفا من الاحتلال الإسرائيلي أي أن يتخذه ذريعة لاعتقال أحد».
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©