الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تأجيل إعلان المساعدات المناخية الأوروبية للفقراء يثير استياء المدافعين عن البيئة

تأجيل إعلان المساعدات المناخية الأوروبية للفقراء يثير استياء المدافعين عن البيئة
21 يونيو 2009 01:06
يستاء المدافعون عن البيئة من رفض الدول الأوروبية الكشف عن قيمة المساعدة التي ستقدمها للدول الفقيرة من اجل محاربة الاحتباس المناخي طالما لم تتأكد من انها ستستفيد منها في المقابل. وقد أكد القادة الاوروبيون الذين يريدون أن يكونوا محرك حماية البيئة التزامهم بمساعدة الدول النامية اثناء قمتهم يومي الخميس والجمعة الماضيين، من دون ان يحددوها بالارقام، وأرجئ قرار تمويل هذه المساعدة الى قمة أكتوبر المقبل. واكتفى القادة الاوروبيون الجمعة بإقرار نص يطلب من المفوضية «إعداد مقترحات» تسمح لهم باتخاذ قرارت خلال قمتهم المقبلة، وتشمل هذه الاقتراحات خصوصا الوسائل لتمويل مكافحة الاحتباس المناخي والمساعدة التي يجب أن تمنح إلى أفقر دول العالم لكي تعتمد اقتصادات لا تستهلك الكربون بشكل كبير وتقاسم هذا العبء بين الدول الاعضاء. وبرر أحد المسؤولين في المفوضية الاوروبية عدم التطرق إلى الأرقام قائلاً إن أفصحنا عن الأرقام ستدور النقاشات حولها وتحيد عن النقاشات الأساسية، أي الجهود الضرورية للحد من انبعاثات الغاز». وتعتبر مساعدة أكثر الدول فقراً مسألة أساسية للتوصل الى اتفاق دولي جديد للمناخ في ديسمبر المقبل في كوبنهاجن ليحل مكان بروتوكول كيوتو الذي تنتهي صلاحيته في عام 2012. وأكدت منظمة اوكسفام غير الحكومية في دراسة حديثة أن «الأوروبيين يودون أن يتأكدوا من المقابل الذي سيحصلون عليه للمبالغ التي سيخصصونها قبل الافصاح عن الارقام». وأضافت اوكسفام انه في مقابل المساعدات المخصصة للدول الفقيرة لتحصل على «تقنيات صديقة للبيئة»، سيتم التزود بهذه التقنيات من البلدان الصناعية الاوروبية. وأوضحت «لا تريد الدول الاوروبية ان تفوت فرصة التعامل مع الاسواق المربحة في الدول النامية كروسيا والهند كما تود ان تبقى المتصدرة في الصناعات التكنولوجية» شأنها في ذلك شأن الدول المتقدمة كلها. وتنقسم الآراء أيضاً حول كيفية تقاسم هذا العبء بين الدول الاوروبية، وقال المدير العام للمفوضية لشؤون البيئة كارل فالكنبرج «يجب تحديد هذا العبء قبل تقاسمه»، وأوضح المدير أيضاً «علينا ان نعرف ايضا حجم الجهود التي ستبذلها الدول النامية لنعرف حجم الدعم الذي يجب تقديمه، عندها تحدد الارقام». وتقدر المبالغ التي سيقرر الاتحاد الاوروبي تقديمها للدول الفقيرة بحلول عام 2020 بين 30 و35 مليار يورو، وحددت جرينبيس حصة كل دولة من المساعدات، وفقا لمبدأ المساعدة بقدر التلويث، على الشكل الآتي: ألمانيا 7 مليارات يورو وبريطانيا 5 مليارات وفرنسا 4,2 مليار وايطاليا 4 مليارات وبولندا 1,5 مليار، إلا أن وارسو احتجت على هذا التقسيم. ويفترض أن تكون القمة الاوروبية قد سمحت باحراز بعض التقدم قبل عقد قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى من 10 الى 12 يوليو المقبل في ايطاليا، حيث يأمل الاوروبيون «معرفة الارقام التي ستكون الدول الكبرى غير الاوروبية مستعدة لتقديمها». وتتوقع بعض الدول الاوروبية فشل القمة في كوبنهاجن، لاسيما ان فرنسا هددت بالعودة الى مشروع الضريبة على الكربون لحماية المصانع الاوروبية. وكانت الدول الاوروبية قد فرضت على نفسها اجراءات صارمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 20 بالمئة بالمقارنة مع عام 1990 بحلول عام 2020. إلا أن أي دولة أخرى لم تأخذ هذه الوجهة، وفقا لفالكنبرج، إلا أن هذه المماطلات والمساومات بين الدول المتقدمة تثير استياء منظمات حماية البيئة. وقد قال مدير مكتب الاوروبي للصندوق العالمي للطبيعة توني لونج، «هذا التصرف يذكرنا بتجار السجاد، باتت مسألة البيئة اشبه بدورة الدوحة، أي مفاوضات تجارية، تمتنع كل الاطراف عن كشف اوراقها فيحصل الجمود التام». واعتبرت اوكسفام من جهتها «هذا الوضع أشبه بالنقاشات حول ميزانية الدولة، وهذا آخر ما يحتاجه الاتحاد الاوروبي إن أراد أن يبقى رأس الحربة في حماية البيئة».
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©