الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

برنامج الإرشاد والتوجيه الوظيفي... رسم لمسار المستقبل

برنامج الإرشاد والتوجيه الوظيفي... رسم لمسار المستقبل
20 يونيو 2009 02:26
واجهت عائشة حارب الكتبي عند تخرجها في برنامج الدبلوم العالي صعوبة في تحديد خطوتها التالية وتحديد الوظيفة التي تناسبها. وبعد عملية بحث مضنية، كما تقول، وجدت ضالتها المنشودة في «برنامج الإرشاد والتوجيه الوظيفي» الذي أطلقته كليات التقنية بالشارقة قبل سبع سنوات، لوضع حد لحيرة الطلبة والموظفين والشركات في تحديد التخصصات التي تناسبها. وعائشة واحدة من كثير من الطلبة الذين يجدون صعوبة في تقييم قدراتهم، أو تحديد التخصصات التي تناسبهم وتسهل من مهمتهم في المستقبل في الحصول على الوظيفة المناسبة. وطرحت كليات التقنية العليا في الشارقة تخصص الإرشاد الوظيفي والذي يهدف إلى تخريج طلبة يلعبون دور المستشارين ويساعدون غيرهم في تحديد تخصصاتهم. ويقول الدكتور فريد أوهان مدير كليات التقنية العليا في الشارقة إنه على الرغم من المخاوف التي ساورتنا في البداية حيال هذا التخصص الجديد، فإن الإقبال الكبير الذي شهده بدد تلك المشاعر، حيث توافد عدد كبير من الطالبات رغبة في الالتحاق بالبرنامج، وحتى الآن قمنا بتخريج دفعتين من المستشارات اللواتي اندمجن في المجتمع وشغلن وظائف مرموقة في الدولة في نفس المجال. ويتابع أوهان قائلاً: «هدفنا من هذا التخصص هو تخريج كوادر متخصصة في مجال العمل والوظيفة، لأجل توجيه طلاب الثانوية العامة الذين لا يملكون أدنى فكرة أو خطة سير نحو المستقبل المهني الواعد الذي ينتظرهم عند عتبات التخرج». ولا تقتصر أهمية التخصص على مساعدة الطلبة الجدد فحسب، ولكنه يتعداه إلى مساعدة الشركات في استقطاب أفضل الكفاءات، خصوصاً أن سوق الإمارات يعتبر من الأسواق الجاذبة للعمالة من مختلف دول العالم. ويبلغ عدد العمالة في الدولة أكثر من 4 ملايين و100 ألف عامل يعملون لدى نحو 260 ألف منشأة على مستوى الدولة. وتقول الدكتورة كاي بارتوز أستاذة ومشرفة تدريس البرنامج في كليات التقنية إن الإمارات غدت «سوقاً مفتوحة للعمل على الصعيد العالمي، لذا فإن هذا المجال له أثر في تغيير الأفكار المحدودة حول مسار الوظيفة ويساعد على اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية التي تؤثر في المسيرة المهنية للموظف أو الخريج». وتضيف: «من هنا نستشف مدى أهمية تواجد متخصصين واستشاريين يقومون بعملية التوجيه والاستشارة وتجنيب الشركات والدوائر تضييع الوقت والجهد في توظيف وتدريب أناس غير مؤهلين للعمل المطلوب». ومنذ طرحه في العام 2002، ساهم البرنامج في تأهيل حوالي 60 مستشارة مهنية يعملن في قطاعات ومؤسسات مختلفة ويساعدن على وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب وإيجاد حلول عملية للمصاعب التي تواجه عملية التوظيف. وتلعب هذا الدور في الوقت الحالي آمنة سالم علي بوغنيم الموظفة في الإدارة العامة للموارد البشرية في شرطة دبي، خريجة البرنامج التي تقول إن تهيئة الموظف لمواجهة مصاعب العمل وجعله قادراً على حل مشكلاته وعدم الاستسلام لها من أهم الواجبات التي يقوم بها المستشار. فهو يساهم في رسم المسار الوظيفي لكل موظف ويساعده على تخطيط مستقبله بالصورة الأمثل، الأمر الذي يرفع من مستوى الرضا الوظيفي ويقلل من التسرب المهني وهروب الكفاءات. لكنها تستدرك بالقول: «مهام المرشد المهني صعبة وذات تأثير ديناميكي كبير وفعال في بيئة العمل، وبشكل خاص إذا كان الموظف لا يعي كيفية التعامل في بيئة عمل مليئة ومزدحمة بالصعاب والمعوقات، لذلك دور المرشدة حساس وحيوي لأية مؤسسة». ولا يختلف رأي رقية علي مراد وهي موظفة وخريجة البرنامج مع سابقتها، حيث تؤكد أن هذا المجال يساهم في زيادة الكفاءة، وتقول: «أعتقد أنه على الجميع أن يكون له هدف واضح في حياته ونحن كمرشدين مهنيين نستطيع إظهار قدرات بعض الأشخاص الذين لا يستطيعون معرفة ما يريدونه في حياتهم اليومية أو الأشخاص الذين لا يستطيعون استخدام طاقاتهم الكامنة». وأكدت رقية أن المستشار المهني لا يكتفي بإعطاء الحلول المناسبة، بل وإرشاد الشخص لاكتشاف ما يريده بنفسه. وبما أن التخصص يطبق لأول مرة في الإمارات، فقد اقترح توني ريفل مشرف البرنامج أن تبدأ عملية الإرشاد الطلابية ابتداء من المرحلة الإعدادية، من خلال إجراء اختبارات الشخصية وتحديد الميول النفسية، وما يحبون القيام به من هوايات ومهارات مختلفة ومتباينة، فذلك يساهم في إعدادهم للمستقبل، ويمكنهم من تطوير شخصياتهم وتحديد المجال الذي يمكنهم الإبداع فيه. وتشير عائشة حارب الكتبي أنها طالما اتخذت قرارات بلا رؤية، وهو ما أدى إلى معاناتها في الدراسة والتأقلم والنجاح، وتضيف «عندما وصلــت للإرشـــاد الوظيــفـــي تأكدت أنني لو كنت أعرف ميولي في مرحلة متقدمة لأبدعت أكثر وحققت نجاحاً أكبر»
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©