بعد أن هدأت عاصفة انتقال النجم البرتغالي المتألق كريستيانو رونالدو إلى صفوف نادي ريال مدريد الإسباني قادماً من مانشستر يونايتد الإنجليزي في صفقة وصفتها الصحافة العالمية بأنها صفقة القرن الجديد أو الألفية الثالثة لحين إشعار آخر أو صفقة جديدة ربما لا تتحقق قبل سنوات، طرحت مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية أربعة أسئلة في حاجة إلى إجابات محددة بشأن خبايا هذه الصفقة وأسرارها.
وأول هذه الأسئلة التي طرحتها المجلة تتحدث عما إذا كان انتقال كريستيانو رونالدو تم الاتفاق عليه منذ فترة طويلة، وأجابت عليه قائلة: ما حدث كان تسلسلاً منطقياً فمنذ عام تقريباً أجرى وكيل اللاعب مفاوضات مع النادي الملكي الإسباني بينما كان رامون كالديرون هو رئيس ريال مدريد وقتها في يونيو 2008. وكان الريال قد تقدم بطلب رسمي لمانشستر يونايتد لشراء اللاعب دون جدوى، ولكن بعد ذلك تم توقيع اتفاق مبدئي بين الريال واللاعب البرتغالي ينص على شرط جزائي يقضي بدفع 30 مليون يورو في حالة فسخه هذا الاتفاق المبدئي. وأضافت المجلة الفرنسية تقول إن رونالدو كان قد اتفق مع مسؤولي مانشستر يونايتد على حق الرحيل لو دفع ريال مدريد 93 مليون يورو، ولما كان فلورينتينو بيريز قد علم بكل هذه التفاصيل بعد توليه رئاسة النادي الملكي الإسباني فقد حاول أن يخفض هذا المبلغ قبل ساعات من الإعلان الرسمي عن الصفقة، ولكن مسؤولي مانشستر تمسكوا بالمبلغ ولما كان كريستيانو رونالدو قد أبدى في مجالسه الخاصة وعلناً رغبته في أن يبدأ مغامرة جديدة في العاصمة الإسبانية، فقد تم توقيع العقد النهائي أخيراً. والسؤال الثاني الذي طرحته المجلة هو: من أين سيأتي بيريز بالمال اللازم لسداد قيمة الصفقة؟. وقالت: قبل أن يكون بيريز لريال مدريد فإنه رجل أعمال ناجح، وليس من عادته أن يرمي فلوسه من النافذة، فالرجل الذي يشغل 150 ألف عامل وموظف لن يغلب في تدبير الأموال اللازمة لتمويل هذه الصفقة. وأضافت المجلة قائلة: إن الهم الأكبر لبيريز هو أن يجد ريال مدريد النادي الأغنى في العالم قبل مانشستر يونايتد وبرشلونة ولهذا فهو سيستثمر صفقتي كريستيانو رونالدو وكاكا ويتوقع أن يغطي تكاليف استقدام هذين النجمين الكبيرين وغيرهما من النجوم في غضون ثلاث سنوات، ففي ريال مدريد يحقق النجوم الكبار عادة عائدات كبيرة للنادي تغطي ما دفع فيهم مثلما حدث من قبل مع لويس فيجو وزيدان ورونالدو وديفيد بيكهام. واستطردت المجلة قائلة: لهذا السبب لم يشعر بيريز بمعاناة كبيرة من ضخامة هاتين الصفقتين رغم الأزمة المالية العالمية. أما السؤال الثالث الذي طرحته المجلة وأجابت عليه فهو يتعلق بالحالة المزاجية والفنية لكريستيانو رونالدو نفسه، وقالت المجلة لقد بذل وكيل اللاعب جهداً كبيراً في الصيف الماضي لكي يتحمل ويصبر عاماً إضافياً قبل أن ينتقل إلى صفوف الريال، وكان يعلل ذلك له بأن ريال مدريد وقتها كان يعاني من نقص في الصفوف وخاصة في خط الدفاع وهو ما كان من الممكن أن يؤثر على إمكانية تألقه، وهو تفسير منطقي ارتضاه رونالدو ولا سيما أن اللاعب نفسه أصيب بعد كأس الأمم الأوروبية 2008 الأمر الذي شجع على اتخاذ قرار تأجيل الصفقة. ومن الأمور النفسية التي أثرت أيضاً في الحالة المزاجية للاعب وروحه ما عاشه من أوقات صعبة وعصيبة مع مديره الفني السابق أليكس فيرجسون وخاصة في شهر ديسمبر الماضي حيث اتهمه فيرجسون بأنه سيؤثر سلباً على زميليه ناني وأندرسون. والسؤال الأخير الذي طرحته المجلة يتعلق بالكيفية التي سيجسد بها فلورينتينو بيريز رغباته وطموحاته مع النادي الملكي الإسباني، وقالت المجلة: لكي يحصل بيريز على القروض اللازمة لتكوين فريق جديد من نجوم «الجلاكتيك» وتمويله لم يتردد بيريز في التفاوض مع عدد من رؤساء البنوك التي يتردد عليها على امتداد السنة في إطار ممارسته لأنشطته كرجل أعمال محترف. ويحظى بيريز بثقة رؤساء هذه البنوك فيما يتعلق بحاجته إلي مبلغ 250 مليون يورو لتمويل صفقاته المختلفة لاستعادة أمجاد جيل نجوم الجلاكتيك الأول الذي كان يضم زيدان وفيجو ورونالدو وبيكهام. واستطردت المجلة قائلة: إذا كانت المؤسسات المصرفية تتردد في منح قروض في هذه الفترة التي تشهد أزمة مالية طاحنة، فإنه مع بيريز يعرف رجال البنوك أن نادي العاصمة الإسبانية على استعداد لأن يدفع آخر سنتيم في خزينته مثلما فعل بيريز عندما استقدم فيجو عام 2000 وزيدان عام 2001، واختتمت المجلة تقريرها بقولها إن بيريز عرف جيداً كيف يلعب باسم ناديه العريق، ويعلم كيف يشعل حماس اللاعبين بوعود رياضية تتناسب مع حجم إنجازاتهم وإنجاز النادي الذي نصبه الفيفا كناد القرن العشرين، ويقول لهم دائماً: أنتم ستلعبون في ريال مدريد وستدخلون التاريخ الكروي وستفوزون بكل الألقاب.
عدد اليوم
