لوحات تشكيليين بريطانيين تبرز الحرب ونقيضها في دمشق

أقام المجلس الثقافي البريطاني في كلية الفنون الجميلة في دمشق معرضاً لفناني الحرب العالمية الثانية تحت عنوان من اللابناء إلى التجريد · واللوحات تعود إلى 22 فناناً بريطانياً شاركوا في تلك الحرب التي كان لها أثر انعطافي في تاريخ الفن التشكيلي البريطاني· تعطي اللوحات المعروضة فكرة عن الانعطافة التي سببتها الحرب في الفن التشكيلي البريطاني· ففي العشرينات والثلاثينات كانت الفنون البصرية في انتعاش داخل المشهد الأوروبي الفني· جاء اندلاع الحرب العالمية الثانية ليحدث خللاً في الفضاء الإبداعي الأوروبي، وبالتالي البريطاني· العديد من الأعمال في المعرض رسمها من عملوا في هيئة فناني الحرب ، والتي أسستها الحكومة البريطانية من أجل خلق سجلات وذكريات للحرب عن طريق لوحات رسمها أفضل الفنانين البريطانيين في ذلك الوقت، تركز اهتمام الفنانين على أحداث الحرب، وواجباتهم الوطنية· وقد أدى التردي المادي ببعض الفنانين البريطانيين للعمل مع الحكومة كفناني حرب رسميين· يمكن اعتبار هذا المعرض الذي جال الكثير من البلدان في العالم، أنه يرصد تطور الفن البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية· لقد أدى الدمار الذي سببته الحرب بالفنانين البريطانيين إلى العودة إلى النهج التعبيري والطبيعي في التعبير البصري· بعد الحرب استعمل الفنانون فنهم وسيلة لاستيعاب الصدمة ولإعادة بناء هويتهم المهتزة بفعل كوارث الحرب، ومحاولة إيجاد الأمل بعد الخراب الذي عم القارة الأوروبية· لم تكن كل اللوحات تعبر مباشرة عن الحرب، بل هناك لوحات اشتغلت على تجاوز الحرب· فيكتور باسمور وجون الدريج رسما المشاهد الطبيعية· وترك معظم الرسامين المدن من أجل ما تقدمه الطبيعة الهادئة· منذ بداية الأربعينات أصبحت التجمعات الفنية لها أهمية كبيرة في بريطانيا، وهو ما جعل الفنانين يجدون أصواتهم الإبداعية من خلال النقاش· لقد حرص منظمو المعرض على اختيار اللوحات التي تعبر عن التنوع في الأساليب الفنية التي اعتمدها فنانو ذلك الوقت· فنجد لوحات فيها واقعية تعبيرية، إذ تصور مشاهد طبيعية أو بعضاً من فضاءات المدينة، ولوحات انطباعية وأخرى تجريدية· كما يسود المعرض أيضاً تنوع في الموضوعات وطرق التشخيص· كما يظهر من خلاله كيف أن الفنانين في الخمسينات استعادوا إنتاجهم الإبداعي وبدأوا يجددون في طرق التعبير التي يمارسونها في أعمالهم الفنية·