عيسى المسكري: للكلمة قدرة غير عادية على التأثير

تَخَصَّصَ في كتابة الموضوعات الاجتماعية، والتعرض للمشكلات والقضايا ذات الطابع الإنساني، خاصة ما يتعلق منها بفن العلاقات الأسرية، وكيفية بناء الأسرة السليمة وإقامة العلاقات السوية بين أفراد الأسرة الواحدة، واهتمامه بهذا المجال أعطى مؤلفاته بعداً إنسانياً، وجعل مؤلفاته تحمل قيماً روحية وفكرية عالية، مما جعل مؤلفاته تلمس الكثير من قضايا الواقع الذي نعيشه، وتعمل على معالجة الكثير من المشكلات المجتمعية· هو عيسى المسكري الحاصل على شهادة البكالوريوس في علوم الطيران من جامعة Embry Riddle في ولاية فلوريدا، وهي واحدة من أعرق الجامعات الأميركية، كما أنجزعدة دورات في مجال التخطيط والتطوير، وهو صاحب العديد من المؤلفات التي جعلته يحتل مكانة متقدمة في المشهد الثقافي الإماراتي· في حديث لـ''الاتحاد الثقافي'' حول تجربته الإبداعية في الكتابة والتأليف، يقول المسكري: ''بدأت مهارات الخطابة والكتابة في الظهور لديّ أثناء دراستي في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كنت أعمل خطيباً في المساجد هناك باللغتين العربية والإنجليزية، ومن خلال تلك الخطب كنت أعمل على غرز وبناء الثقافة لدى الشباب، ومساعدتهم على الحفاظ على هويتهم والتمسك بها، وبعد عودتي من الخارج بدأت رحلتي مع الكتابة من خلال مساهمتي ككاتب محترف في مجلة ''مودة''، التي تصدر عن صندوق الزواج، وفي نفس الوقت بدأت في مراسلة العديد من الصحف والمجلات المحلية، ومع استمراري في مجلة ''مودة'' لمدة سبع سنوات اكتسبت الكثير من مهارات العمل الصحفي كفن كتابة المقال، والحوار الصحفي، والتغطيات الإخبارية، وفي هذه الفترة كان أكثر تركيزي على الكتابة والبحث في الجوانب العاطفية والوجدانية··· وعندما توقفت المجلة عن الصدور التحقت بعدها بالعمل في مجلة ''المجتمع''، ثم في مجلة ''smart ideas'' المتخصصة في الشؤن الإدارية''· ويستذكر مستعيداً التفاصيل: ''أثناء تلك الفترة صدرت لي مجموعة من المؤلفات، من خلالها استطعت التعبير عن آرائي في الكثير من الظواهر الاجتماعية التي يعج بها مجتمعنا، ومن أهم هذه المؤلفات: كتاب ''سحر الكلمة'' وفيه أعمل على توضيح قوة الكلمة وتبيان جاذبيتها، مع ذكر التجارب والدراسات التي تؤكد أن الكلمة لها قوة خارقة، وطاقة هائلة، ولها قدرة على التأثير غير عادية''· أثر الكلمة في تأويل للإنجاز يعلق قائلاً: ''لو نظرنا إلى تأثير الكلمة في جوانب الحياة، نجدها واضحة بقوة في تأثيرها على مجريات التاريخ، مثلما فعل قادة الفكر والرأي عندما مهدوا لقيام الثورة الفرنسية، التي غيرت خريطة العالم الفكرية والسياسية حين قامت وقتها، وما كان ذلك إلا من خلال بعض من الأفكار التي صاغها كبار المفكرين آنذاك، وكان لها تأثير السحر على عقول وقلوب الشعب الفرنسي، ثم سائر شعوب العالم فيما بعد، وهذا المثال يظهر بجلاء مدى تأثير الكلمات على العواطف والوجدانيات وكذا الأفكار''· ويستعرض نتاجه موضحاً: ''هناك كتاب ''عندما يصبح الحب حقيقة'' الذي يتحدث عن ماهية الحب، وعن أهمية وجود الحب بين الزوجين، أو الأصحاب، أو بين أفراد المجتمع بصفة عامة· الحب دائماً ينظر الكتاب في أهم عوامل تقوية الحب، ويسعى للكشف عن الحب الزائف، ولماذا أصبح الحب معدوماً بيننا· كذلك قمت بإصدار كتاب ''بحر المحبة''، وهو عبارة عن مجموعة مقالات سبق نشرها في مجلة ''مودة'' وتتناول العلاقة الزوجية، وهو كتاب مفيد للمتزوجين والمقبلين على الحياة الزوجية، حيث يوضح لهم أفضل السبل لإقامة حياة زوجية سعيدة وناجحة، ويساعدهم على تجنب كثير من المشكلات التي قد تواجههم··· وهذا الكتاب يعتبر أول إصداراتي ويرجع الفضل الكبير في إصداره إلى الأستاذ طه درويش، وجميل متولي، ودكتور منقذ عقاد، وربيع الشيخ، وهم جميعاً أعضاء في هيئة تحرير مجلة ''مودة''· يضيف المسكري متحدثاً عن تجربته: ''أما كتاب ''معالم الحياة'' فهو عبارة عن مجموعة من الحكم، والخواطر، والأشعار، والأمثال··· وهي جميعاً تمثل خواطر ظهرت في سماء فكري، فآثرت تدوينها علّها تكون مفيدة لغيري في حياتهم، وما استخلصته بعد الانتهاء من وضع هذا الكتاب، أن القليل مع الإصرار يصبح شيئاً كبيراً، فالسيل ما هو إلا اجتماع النقاط، أو كما يقول آخر: إن الجبال من الحصى''· وبالنسبة للعلاقة بين حياتي الوظيفية ومدى تأثيرها على عملي في التأليف والكتابة، أرى أن عملي الوظيفي في مجال التخطيط والتطوير ساهم بشكل كبير في تطوير مواهبي الإدارية والثقافية، ولم يكن عائقاً عن حضور الندوات الثقافية والفعاليات التي تشهدها الساحة الثقافية في أبو ظبي وغيرها من إمارات الدولة، والتي كان تفاعلي معها يعطيني حافزاً أكبر على العطاء، والمشاركة في الحياة الثقافية التي تعج بها الإمارات''· الطموح حول المرحلة المقبلة يقول محدثنا إنه يسعى إلى إصدار مجموعة من المؤلفات التي تتناول عدداً من الموضوعات المختلفة، منها كتاب بعنوان ''البرمجة الإيجابية في القصص الرمزية''، وهو عبارة عن مجموعة من القصص الرمزية التي يحاول تحليل أبعادها والبحث عن مغزاها وأسرارها، ومحاولة تطبيق هذه القصص على الواقع الذي نحياه· وهناك كتاب بعنوان ''كيف تحيا بعد موتك؟''، وهذا العنوان قد يكون غريباً، ولكن محور الكتاب يدور حول فكرة أنه يجب على كل إنسان أن يضع بصمة في الحياة قبل أن يودعها، وكذلك كتاب ''جروح القلوب'' ويتحدث عن الأخطاء والزلات التي يرتكبها الإنسان وتؤدي إلى جرح القلوب· ويختصر المسكري أهدافه قائلاً: ''طموحي خاضع لرؤيتي التي وضعتها لحياتي، وهي منافسة العظماء في مرضاة الله، وهذه الرؤية تحفزني دائماً من الداخل للعطاء بلا حدود، والعمل الجاد بلا شروط''·