الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختتام أعمال مؤتمر الجيل الرابع من الحروب

اختتام أعمال مؤتمر الجيل الرابع من الحروب
17 مايو 2016 19:26
اختتم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، اليوم، أعمال مؤتمره المتخصص «الجيل الرابع من الحروب» الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأعرب سعادة الدكتور جمال سند السويدي المدير العام للمركز، في كلمة ختامية، عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعمه المتواصل للمركز وأنشطته البحثية والفكرية في المجالات كافة على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية. وتوجه سعادة الدكتور جمال سند السويدي بالشكر والتقدير للباحثين والخبراء الذين شاركوا في المؤتمر لما بذلوه من جهد علمي مشهود على مدار أربع جلسات ثرية بالنقاش والتفاعل والمشاركة أسهمت بلا شك في بلورة الكثير من الرؤى الاستراتيجية والأفكار الاستشرافية السديدة من خلال أوراق وبحوث علمية نوعية سلطت الضوء على موضوع «الجيل الرابع من الحروب». وأشاد السويدي بالأوراق العميقة التي قدمت أمام هذا المؤتمر والنقاشات الثرية التي تضمنتها جلساته على مدار يومين. وقال إنها استطاعت أن تقدم رؤية موضوعية متكاملة عن الجيل الرابع من الحروب ستؤطر لهذا المفهوم وستمثل إضافة نوعية إلى الدراسات التي تتناوله ولا شك في أن هذا سيسهم في تعزيز الوعي لدى شعوبنا بالتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل. وأضاف أن «التوصيات التي تم التوصل إليها في هذا المؤتمر تنطوي على قدر كبير من الأهمية. وسنعمل على أن تجد طريقها إلى صانعي القرار والجهات المعنية للاستفادة منها في كيفية التعامل مع الخطر الناجم عن الجيل الرابع من الحروب وتعزيز الأمن الوطني الشامل لمجتمعاتنا خاصة أن هذه التوصيات هي محصلة نقاشات ورؤى ثرية لمجموعة من الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين بعضهم ما يزال في مواقع المسؤولية ويدركون جيداً طبيعة التحديات المرتبطة بالجيل الرابع من الحروب بأبعادها المختلفة». وقال سعادة الدكتور جمال سند السويدي إنه -في ظل التحديات التي تواجه دولاً عربية كثيرة في هذه المرحلة- أصبح من الضروري أن «تقوم مراكز البحوث والدراسات بدورها في مساعدة صانعي القرار على مواجهة هذه التحديات وتوعية الشعوب العربية في الوقت نفسه بطبيعة المخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي. وإذا كنا في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية قد خصصنا هذا المؤتمر لموضوع»الجيل الرابع من الحروب، فإننا على استعداد للتعاون مع مراكز البحوث الخليجية والعربية في تنظيم مؤتمرات وورش عمل تخصص لتناول التحديات الأمنية الجديدة التي تواجه دولنا ومجتمعاتنا«. وكانت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر المتخصص الجيل الرابع من الحروب قد بدأت بالكلمة الرئيسية للواء أركان حرب محمد عبدالعزيز محمد موسى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة بجمهورية مصر العربية الذي عبر في بداية كلمته عن شكر جمهورية مصر العربية لدولة الإمارات العربية المتحدة على ما قدمته من مساعدات مكنتها من تجاوز التحديات. وقال»أنقل إليكم تحية من أرض الكنانة أرض مصر التي لها مكانة في قلوب الأشقاء فالعلاقات المصرية - الإماراتية أزلية أبدية وقد ثبت ذلك بالبراهي..دعم اقتصادي ودبلوماسي جزيل في عطائه وعبقري في توقيته«. ثم تحدث اللواء محمد موسى عن دور مراكز الدراسات كمؤسسات وسيطة بين الأكاديميين وصناع القرار وتعرض للمرحلة بالغة الصعوبة التي تمر بها المنطقة العربية.. حيث تعاني أزمات حادة تعوق جهود التنمية الأمر الذي يتطلب مزيدا من التعاون والتنسيق. بعد ذلك، استعرض مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة بجمهورية مصر العربية أهم العوامل التي أدت إلى ظهور الجيل الرابع من الحروب وذكر منها بروز النظام العالمي الجديد والقطبية الأحادية والفوضى الخلاقة وتنامي الثورة في تكنولوجيا المعلومات. وقال إن الهدف الرئيسي لهذه الحروب يتمثل في إرباك مؤسسات الدولة وإحداث انهيار اجتماعي وأمني، وصولا إلى الدولة الفاشلة التي تسهل السيطرة عليها وذلك في سبيل تحقيق الهدف الأشمل المتمثل في إعادة تقسيم الشرق الأوسط الكبير. وأضاف أن مجابهة هذه الحروب تتم عبر اتخاذ حزمة من الإجراءات الفاعلة التي تمكن من التصدي لخصائص الحروب وأشكالها ومن بينها تحقيق العدالة الاجتماعية والأمن الاجتماعي وتعزيز الهوية والعمل على تحسين معيشة المواطن ورفع مستويات الدخول وتعزيز القيم الأخلاقية وسماحة ديني الإسلام والمسيحية كقوى ناعمة ودعم القوى العسكرية بما يتناسب مع متطلبات هذه المرحلة. وأكد اللواء محمد موسى، في ختام كلمته، ضرورة تحقيق تنسيق أفضل بين أجهزة الدولة ومؤسساتها والقوات المسلحة في أي مواجهات مستقبلية ممكنة وأهمية تكاتف القيادتين العسكرية والسياسية معا للنجاح في مجابهة الحروب ويتطلب ذلك تأهيل وسائل الإعلام وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني والتصدي للنفوذ الخارجي وإعداد القوات المسلحة إعدادا جيدا. بعد ذلك، انطلقت أعمال الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "التهديدات المحتملة لحروب الجيل الرابع" ورأسها اللواء الركن بحري سهيل شاهين المرر قائد القوات البحرية الإماراتية سابقا. وناقشت هذه الجلسة العديد من المحاور المهمة. وفيها، تناول السيد محمد الحمادي رئيس تحرير جريدة "الاتحاد"، في ورقته التي حملت عنوان "هل شهدت المنطقة العربية حروبا من الجيل الرابع"؟، تأثير حروب الجيل الرابع في الدول. وقال الحمادي إن هذه الحروب هي حروب الأيديولوجيا والفكر والثقافة وهي حروب بـ"الريموت كونترول" ومن خلال تحكم اللاعب الرئيسي في المقاتلين عن بعد ومن دون تكبد أي خسائر. وأضاف أن الإعلام هو الرصاصة الفتاكة في حروب الجيل الرابع بالإضافة إلى الاعتصامات والتظاهرات السلمية والإضرابات حيث يكون الاعتماد الأكبر في هذه الحروب على المؤثرات النفسية والمعنوية والإعلامية. وقال الحمادي إن النموذج الأوضح بالمنطقة لحرب الجيل الرابع يوجد في مصر. فقد بدأت هذه الحرب عليها قبل ما يسمى "الربيع العربي" وهي حرب مستمرة حتى هذه الساعة. وأشار إلى أن "المتابع للحروب الحديثة يكتشف أنها تأخذ أشكالا أكثر تعقيدا وأقل تكلفة في الوقت نفسه. فهي تعتمد على ما توفره تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أدوات وأساليب لم تكن متوافرة في الماضي. وهذا التطور، الذي تعيشه البشرية، أدى إلى ظهور جيل جديد من القوى غير النظامية للحروب يعتمد على تكتيكات ووسائل لا علاقة لها بحروب الأجيال السابقة لكن يتمتع بتأثيرات قد تكون أكبر وأعمق من كل الحروب التي عاشتها البشرية من قبل"، مؤكدا أن "الإعلام والتكنولوجيا ووسائل الاتصال هي كلمة السر في هذه الحروب وفي هز كيانات دول اعتقدت أنها قادرة على حماية نفسها".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©