الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بارزاني يهدد بغداد ضمنياً بانفصال كردستان

بارزاني يهدد بغداد ضمنياً بانفصال كردستان
7 مارس 2014 01:36
بغداد (وكالات) - هدد رئيس إقليم كردستان شمالي العراق مسعود بارزاني أمس ضمنياً بانفصال الإقليم، قائلاً إن سبب الأزمة المستفحلة بين الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد والحكومة الكردية في أربيل، ليس الخلاف بشأن ميزانية العراق العامة وعائدات نفط الإقليم واستحقاقات الشركات النفطية العاملة في الإقليم، ورواتب الميليشيا الكردية «البيشمركة» وموظفي الإقليم، وإنما «ازدراء» الأكراد ومحاولة كسر هيبتهم، وإنه سيتخذ «موقفاً حاسماً» غير مسبوق إذا استمر ذلك، فيما أيد حزب كردي معارض بارز الدعوات إلى «استقلال» الإقليم. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أوقف مؤخراً إرسال الدفعات المالية إلى كردستان بسبب رفض الحكومة الكردية تصدير نفط الإقليم بإشراف وزارة النفط العراقية، ما أدى إلى قطع رواتب نصف مليون يتقاضون رواتب هناك. وأعلن بارزاني، في كلمة ألقاها في أربيل خلال مراسم تسلم رفات 93 كردياً بارزانياً قيل إنهم قتلوا في عهد النظام العراقي السابق، وتم دفنهم في مقابر جماعية بالسماوة جنوبي العراق، أن إقليم كردستان بصدد إعادة النظر في العلاقة مع بغداد إذا استمرت الحكومة العراقية في موقفها إزاء الإقليم، لأن الأكراد «لن يستطيعوا العيش تحت التهديد ولن يتنازلوا عن حريتهم، ويجب أن يكون العراق للمكونات العراقية كافة، وأن يتمتع العراقيون كافة بمستقبل مشرق». وقال «يجب أن تتم مراجعة العلاقات بيننا وبين بغداد لأننا لا نستطيع العيش بهذا الشكل». وأضاف «المسألة ليست مسألة نفط ولا ميزانية، بل أكبر من ذلك بكثير. إنها مسألة النيل من هيبة الكرد وكردستان. يريدون أن نكون تابعين. يريدون أن يتعاملوا مع إقليم كردستان تعامل المحافظة، ويريدون مصادرة قرارنا. أبعد كل هذه التضحيات هل يقبل سكان كردستان تسليم قرارهم للآخرين؟. وتابع «لجميع سكان كردستان موقف واحد، ويستحيل أن يخطو خطوة واحدة للوراء بعد كل تضحياتهم». واستطرد قائلاً «إن وفوداً عديدة من كردستان زارت بغداد خلال الفترة السابقة، لكن وبدلاً من قيام بغداد بمعالجة المشاكل قاموا بقطع قوت الناس. هذا عمل عدائي ولا نقاش حوله». وفي تهديد غير مباشر بإعلان الانفصال عن العراق، قال بارزاني في كلمته التي بثتها وكالة «باسنيوز» الإخبارية الكردية، «إذا استمر مسؤولو بغداد في التفكير بهذه الطريقة، بأن بإمكانهم أن يضغطوا علينا بهذه الورقة (قطع الرواتب)، أقول لهم بثقة واقصد ذلك: إذا استمروا على موقفهم سيكون لنا موقف لن يتوقعوه، ولينتظروا ليعرفوا هل نستطيع ذلك أم لا». وأضاف «المشكلة الأساسية في التعامل مع بغداد هي العقلية التي ترى الكرد مواطنين من الدرجة الثانية، فيما أدى الكرد دوراً كبيراً لأن يكون للجميع في العراق حقوق في الدستور الذي لا يُعمل به الآن، إذا لم ينتهك هذا الدستور لكان بإمكان جميع المكونات العيش معاً إخوة». وشكك في صدقية المالكي، قائلاً «أي شخص يكون رئيساً للوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة يجب أن يكون صادقاً، العراق في خطر، والديمقراطية والفيدرالية والتعايش في تراجع وتواجه تهديدات خطرة كبيرة ولم يعد هناك أي معنى للشراكة في العراق». وقد أشارت مصادر في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة بارزاني الى توجه الحزب نحو إعلان «الكونفدرالية» بدلاً من «الفيدرالية» في العراق بسبب الأزمة القائمة بين بغداد وأربيل. وأعرب حزب «الاتحاد الإسلامي الكردستاني»، أكبر أحزاب المعارضة الكردية، عن تأييده لطرح خيار «الكونفدرالية» بين الإقليم وبقية العراق . وقال القيادي في الحزب خليل ابراهيم لوكالة «باسنيوز» إن بارزاني عرض موضوع «الكونفدرالية» على زعماء الأحزاب الكردستانية في اجتماع سابق وطلب رأيهم، وإن موقف الحزب هو «إعلان الاستقلال» وإقامة «الكونفدرالية». وأضاف «الكونفدرالية تقوم على اتحاد دولتين، لذلك يجب أن يعلن الكرد انفصالهم عن العراق، وهذا يحتاج إلى استعدادات». وتابع «إن الاتحاد الإسلامي الكردستاني يعمل من أجل استقلال كردستان وتقرير المصير، ويؤيد تطبيق فكرة رئيس الإقليم التي تحتاج، كمشروع إلى التخطيط ووضع خارطة طريق، ولا يتم تبنيه كردة فعل». وصرح قيادي في «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي هو النائب سامي العسكري بأن تهديدات الأكراد لا قيمة لها لن تغير مواقف بغداد. وقال لوكالة «السومرية نيوز» الإخبارية العراقية «إن تهديدات الكرد تأتي للضغط من أجل تغيير موقف الحكومة المركزية والسماح للكرد بالعبث بالأموال العراقية كيفما يشاؤون، ولا قيمة لتلك التهديدات». وأضاف «أحاديث الكرد تخالف الدستور في كل يوم، وقد ضربت كل القرارات التي يجب أن يلتزموا بها، اتهاماتهم ليست جديدة، وغالباً تكون بعيدة عن الواقع. أما الأزمة الحالية فسببها الأساسي تعنت الإقليم وعدم التزامه بالدستور والقوانين العراقية» وخلص إلى القول «الانفصال الذي يهدد به الكرد هو ليس قراراً كردياً بحتاً، وإنما يعود الى مجموعة عوامل إقليمية ودولية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©