31 قتيلاً بينهم وزير الأمن الصومالي بهجوم انتحاري في مقديشو

لقي وزير الأمن الداخلي الصومالي عمر هاشي ادن مع 30 شخصاً آخرين بينهم سفير سابق، مصرعهم في هجوم انتحاري نفذ أمس في فندق كانوا موجودين فيه بمدينة بلدوين شمال مقديشو، فيما أُصيب 45 آخرون حسب، حصيلة أعلنها زعماء قبليون في المدينة. والوزير الصومالي هو أرفع مسؤول يقتل منذ انتخاب الإسلامي المعتدل شيخ شريف أحمد رئيساً للبلاد في نهاية يناير الماضي. ونفذ الهجوم انتحاري فجر سيارته في حرم فندق المدينة في بلدوين على بعد حوالي 300 كلم شمال مقديشو. وكان في الفندق وفد الوزير الذي يضم مسؤولين حكوميين كبار. وقال الرئيس شيخ شريف أحمد في مؤتمر صحفي «القاعدة تعتبر الصومال مكاناً استراتيجياً. يريدونه أن يكون ملاذاً آمناً للمجرمين.. هذه حرب دولية ضد الصوماليين. نطلب من العالم مساعدتنا في قتال الإرهابيين الدوليين». واستهدف هجوم انتحاري بسيارة ملغومة الوزير الصومالي عند فندق في وسط مدينة بلدوين وهي مدينة بوسط الصومال كان ادن يوجه منها العمليات العسكرية ضد جماعة «حركة الشباب» المتمردة التي يقول مسؤولون إنها تضم مئات المقاتلين الاجانب في صفوفها. وأكد مسؤول بارز بمكتب رئيس الوزراء، أن سفير الصومال السابق لدى اثيوبيا عبد الكريم فرح قتل في الانفجار. وقال مسؤولون ومصادر في مستشفى إن التفجير أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 31 شخصاً وإصابة 45 آخرين. ووصف الرئيس الصومالي «الشباب» بأنهم ليسوا سوى «مافيا» وقال للصحفيين «أنا أرسل التعازي إلى أسرة وزير الأمن عمر حاشي الذي قتل في انفجار في بلدوين». وأعلن أحد الزعماء التقليديون يدعى عبدي الشيخ قولد في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» من مقديشو، أن «الحصيلة بلغت 20 قتيلاً معظمهم من عناصر الأمن الذين كانوا يحرسون الوزير عندما حدث الاعتداء». وقال أحد مسؤولي الفندق ويدعى أحمد عبدي إن «الوزير قتل في الهجوم الذي خطط له الإسلاميون»، مضيفاً أن «جثته كانت ممددة في بهو الفندق». وتبنت حركة الشباب المتطرفة الهجوم على لسان المتحدث باسمها علي محمود راج في تصريح له في مقديشو. وأكد مسؤول «المحاكم الإسلامية» في بلدوين، المدعو إبراهيم ماوو للصحفيين مقتل الوزير والسفير السابق للصومال في إثيوبيا. وقال: «نحن بصدد التحقيق، لكني أؤكد لكم وفاة وزير الأمن الداخلي والسفير السابق عبدالكريم إبراهيم لاكانيو» اللذين يتحدران من بلدوين. وأضاف أن هذا الهجوم مخطط له وأن «عشرات الأشخاص» يمكن أن يكونوا قتلوا وأُصيب مثلهم في الانفجار. وتصاعدت من الفندق الذي دمر قسم كبير منه بفعل الانفجار، أعمدة دخان كثيفة. كما شوهدت جثث متفحمة، بحسب شهود. وقال محمد عبدي، وهو صاحب متجر قرب الفندق، إن الدخان يتصاعد من المبنى، وإن القوات الحكومية بدأت إطلاق النار عقب الهجوم، في حين تناثرت أشلاء في الشارع. وانتقل هاشي ادن إلى بلدوين بداية يونيو الحالي حين حاولت قوات مسلحة تسليحاً ثقيلاً استرداد مزيد من الأراضي من متشددين إسلاميين خارج مقديشو. ويأتي الاعتداء غداة يوم شهد مقتل 26 شخصاً بينهم قائد شرطة منطقة مقديشو في مواجهات في العاصمة الصومالية. وقد أودت موجة القتال الأخيرة منذ مطلع مايو الماضي بحياة نحو 300 شخص وأجبرت أكثر من 120 ألف شخص على النزوح عن منازلهم.