حضور الثنائيات المسرحية.. وتوريث الإبداع

عصام أبو القاسم (الشارقة) تواصلت مساء أمس الأول، فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لأيام الشارقة المسرحية في دورتها الثامنة والعشرين، حيث شهد مقر الضيوف، سهرة تحت عنوان «الثنائيات المسرحية بين الحضور والغياب»، قدمها وأدارها الباحث المسرحي المصري خالد رسلان، وتحدث فيها المخرج والممثل المغربي مسعود بوحسين، والمخرج البحريني عبدالله ملك، بحضور أحمد بورحيمة مدير المهرجان والعديد من الوجوه الفنية المحلية والعربية المشاركة بالتظاهرة. وفي مداخلته، ركز مسعود بوحسين، على خصوصية العمل المسرحي، بشكل عام، وقال إنه يشبه عمل ربة المنزل، فهو ليس لديه وقت محدد ولا يمكن عد ساعاته؛ كما أن العمل الفني يستمر مع الفنان وينتقل معه المكان المهني إلى أماكن العائلة والأصدقاء وأي مكان آخر. وذكر مسعود أن الفنان يستغرق الكثير من الوقت في البحث عن أدواته وعن الظروف الجيدة التي تمكنه من إنجاز عمله، ومن هنا، تأتي حاجته إلى نظير أو إلى من يساعده ويرافقه ويتواطأ معه. وبيّن المسرحي المغربي أن الثنائيات المسرحية تكرست مع تطور الممارسة المسرحية، فظهرت الثنائيات والجماعيات في المجال وازدهرت خاصة في التجارب الطليعية التي لم تكن تجد شركاء عموميين في المجتمع؛ فكان على كل مسرحي طليعي أن يجد من يؤمن بمشروعه حتى يسنده ويستكمل معه المشروع، مثل جرتوفسكي وسيزلاك. من جانبه، تحدث المسرحي البحريني عبد الله ملك، عن مجموعة من التجارب الثنائية التي عرفها المسرح العربي، وخاصة في منطقة الخليج، مثل تجربة صقر الرشود وسعد الفرج، وتجربة لينين الرملي ومحمد صبحي، كما حكى عن بعض التجارب المسرحية الثنائية الحديثة نسبياً خاصة بين المخرجين والكتّاب. وأخذ ملك تجربة ثنائية بحرينية جمعت بين عبدالله يوسف وعقيل سوار، وقد استغرب اجتماع هذه الثنائي واستمراره لوقت طويل برغم ما بين الاثنين من خلافات؛ فكل مناسبة لعمل جديد بينهما ما هي إلا معركة خلافية بين الكاتب والمخرج. وتساءل ملك عما يكسب مثل هذه التجارب الثنائية فعاليتها وتأثيرها، وقال إن من الضروري أن تتوافر بعض المشتركات بين من يجتمعون على تشكيل فريق ثنائي أو ثلاثي وخاصة في مجال الفن، حيث التجاذبات الأيديولوجية والمطامع المتعلقة بالمال والشهرة قد تؤثر على طرف من الطرفين. توريث الفن وتحت عنوان «هل يورث الفن؟» انعقدت ندوة ثانية، قدمها وأدارها الفنان الجزائري عبد الناصر خلاف، وتحدث فيها الباحث والكاتب المسرحي المغربي فهد الكغاط والمخرج والمؤرخ المسرحي المصري عمرو دوارة، والكاتب والمخرج الإماراتي عبد الله صالح.