الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الذاكرة والخوف».. البهلول يحاكم ملك شكسبير

«الذاكرة والخوف».. البهلول يحاكم ملك شكسبير
19 مارس 2018 03:04
الشارقة (الاتحاد) يضعك الملك لير أمام سؤال محوري هام: كيف يعطي من لا يملك من لا يستحق؟، مؤكداً على مفهوم العدل، في مقابل الظلم، والحكمة في مواجهة المنافقين والمنتفعين. وعلى ضوء ذلك المفهوم جاءت مسرحية «الذاكرة والخوف» من تأليف وليم شكسبير، وإعداد وإخراج سعيد الهرش، ضمن العروض المستضافة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية. المسرحية تتناول محاكمة للملك لير بعد زوال ملكه الذي قسّمه إلى ثلاث قطع وزعها على بناته بمقدار حبهن له، فأعطى اثنتين القسم الأعظم لأن إجاباتهما كانت خبيثة وفيها نفاق وخداع، وحرم الصغرى لأنها أخبرته بصدق أنها تحبه كما تحب أية ابنة مخلصة أباها. وندم لير على ذلك بعد اكتشافه حقيقة الأمور وخداع بناته له، حيث إن أصواتهن، لم تكن نابعة من القلب، وإنما نابعة من منطق المنفعة للوصول إلى امتلاك السلطة. فجاءت تلك المحكمة التي يقيمها المهرج لإدانته. الملك: نعم قمت بتقسيم مملكتي بين بناتي. البهلول: ليست مملكتك، مملكتي. إنه الوطن.. هذا وطن الناس.. الشعب.. الأمة. الملك: ما هذه الكلمات لم أسمعها منك قبل هذا اليوم المشؤوم. البهلول: لأني كنت مختوماً بختم طاعتك العمياء، كنت مبهوراً بمحبتك.. معلولاً. قسّم المخرج بنية العرض إلى مجموعة من المؤدين المعبرين عن عوالم لير الداخلية، وتداعياته النفسية التي تعكس خوفه من استدعاء الماضي. الذي يكشف حقيقته أمام ذاته والناس. محاولاً التبرير لتصرفه. قائلاً: أيها القاضي آنذاك كانت تحيطني حلقات إثر حلقات من المنتفعين والمنافقين من أصحاب المصالح، حلقات تدور حولي في كل مكان وفي كل زمان، لا أرى غيرهم ولا أسمع إلا أصواتهم، لا أعرف إلا مصالحهم، الآن أدرك أنه كان من الصعب على الحكمة والبصيرة والحق والعدل أن تشق طريقها إلي عبر ذلك الزحام الذي لا يرحم، لكي تصل إلى عقلي وروحي. وظف المخرج السينوجرافيا بشكل جيد، واستطاع توظيف المكعبات الخشبية، كمنصات للمحاكمة، أو طبول للحرب أو أماكن معبرة عن انتشار الحريق. كما جاء توظيفه للألوان وللموسيقى متفقاً مع السياق العام للمسرحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©