الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سارة الأميري: علوم الفضاء ترتكز على نقل «المعرفة» للشباب

سارة الأميري: علوم الفضاء ترتكز على نقل «المعرفة» للشباب
19 مارس 2018 02:36
نوف الموسى (الرياض) حضور معالي سارة الأميري، وزيرة الدولة المسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة في دولة الإمارات، مساء أول أمس، في معرض الرياض الدولي للكتاب الـ10، أثرى وبشكل لافت الأسئلة حول «ثقافة التعاون المعرفي» بين المجتمعات العلمية في الدول العربية والخليجية، مشكلاً من احتفاء المعرض بالكتاب، باعتباره مستقبل التحوّل، منصة تلاقٍ فكرية تدعم بيئات الاستقطاب الإبداعي في مجالات العلوم والتكنولوجيا. وما استوقف الجمهور من السعوديين والسعوديات الشباب في مناقشة جلسة «العلوم المتقدمة في صناعة الحضارة» هو الآلية المتبعة في تشكيل فرق شبابية تحت سن الـ30 سنة، واستثمارهم في بناء منظومة تصنيع وتصميم المسبار الفضائي، أكدت حولها معالي سارة الأميري، أن أهم ما يحتاجه الشباب في أي مجتمع للمساهمة في إتمام الاستدامة في المجالات كافة هو الاستقرار والأمان بشكل أساسي، وإتاحة الفرص المتنوعة من خلال إعادة اكتشاف طبيعة كل مجتمع ومتطلباته واحتياجاته الخاصة فيه، وأن ما أنجزته الإمارات في مجال تنمية علوم الفضاء، نابع من استراتيجية تفاعلية ومتطورة قائمة على الاستثمار في الإنسان، من خلال تأسيس محتوى معرفي، إلى جانب الوعي بكيفية «نقل المعرفة» للإماراتيين الشباب، لا نقل التكنولوجيا فقط، عبر الشراكات التعليمية العريقة، مع كبرى جامعات العالم. الاحتفاء بدولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2018، استهدف البحث عن التحديات الثقافية والتنموية، وما يمكن أن تخلقه الرؤى المستقبلية بين البلدين، من إحداث نقلة حقيقية في مفهوم «إنتاج المعرفة»، فالمتابع لأسئلة الشابات السعوديات لمعالي سارة الأميري، والتي أدارها إبراهيم القاسم، مدير إدارة المشاريع الاستراتيجية في مكتبها، يستشف الاستعداد التام للشباب في السعودية، لخوض غمار توسيع آفاق المجتمع العلمي السعودي، من خلال البدء من الداخل، والدفع بالتطوير نحو المساهمة الفعالة في مجال العلوم وتقنيات الفضاء. إلى جانب أن الجلسات الثقافية المشتركة، عكست تبادلاً للخبرات، ومؤشراً لما يمكن استثماره على صعيد التجربة المعرفية، وبناء ثقافة شبابية نحو الابتكار والاختراع، فالأخير هو القفزة المتفردة في كل رحلة علمية حول العالم. من جهتها، اعتبرت الأميري، أنه كل ما كانت الطاقات الشبابية، تدرك مستوى قدراتها وإقدامها على قبول تحدي الإنجاز العلمي، لنفع البشرية، مع توفير المكونات الأساسية، لخلق الفعل المعرفي بشكل واقعي وملموس، كل ما كان تأثير ذلك على المتغير التنموي والاقتصادي والتكنولوجي، ممكن الحدوث بشكل مثمر وغير متوقع، حيث يبرز تأثيره بشكل أكبر على المدى البعيد، فالعلوم بطبيعتها تراكمية، وقائمة على منهج البحث والتجربة التي تعد ضرورية للمنطقة، أمام تحديات عدة، أبرزها الأمن الغذائي واستدامة الطاقة وأمن المياه. والمبادرة لإيجاد حلول علمية، تحتاج أيضاً إلى خطط نابعة من منطقتنا، لاعتبارات أن لكل منطقة خصائصها. واعتبرت معالي سارة الأميري أن صعوبة العمل في عوالم الفضاء تكمن في مستوى الدقة التي يحتاجها مجال الاختراع للفضاء، وهو أصعب من الاختراع للأرض، فمستوى التقنية التصنيعية، يجب أن يعتمد على القدرة الذاتية في معالجة الخلل أو تطويره حسب متغيرات الفضاء، فمثلاً قبل إطلاق القمر الصناعي، فإنه يمر بتجارب عدة يصل فيها إلى قدرة خاصة على التفكير بنفسه، وإصلاحه للخلل إذا وجد بنفسه. بعكس تقنيات الأرض، فالإنسان قادر على إصلاح العطل والتدخل في معالجة آلية التصنيع. وأوضحت سارة الأميري أن «العامل الزمني» هو أكبر تحدٍّ بالنسبة لمشروعات اكتشاف تقنيات الفضاء، ما يضعنا أمام معضلة البحث عن طرق إنجاز مبتكرة، وجزء منها هو التعاون مع مجتمع العلماء الذي من شأنه أن يعزز الآراء ووجهات النظر. لا يزال يتردد سؤال حول إمكانية نجاح المنطقة في ما يمكن اعتباره التحول العلمي لإنتاج التكنولوجيا في علوم الفضاء، أمام تحدي المحتوى العربي و«ثقافة الفضاء» كمنهج إبداعي وفكري في حياة المتلقي، لتؤكد من خلاله معالي سارة الأميري، أن الثقة بالمدرسة الإماراتية، وما تقدمه على صعيد الاهتمام بالتوجه المعرفي والعلمي في علوم الفضاء، سيشكل خلال المراحل المقبلة مكاسب ونتائج فعلية، أما فيما يتعلق بمسألة: أين نريد الوصول باهتمامنا بعلوم الفضاء، فقد أوضحت أن وضع فرصة للوصول إلى الفضاء واكتشافه اليوم بين أيدي الشباب، فهو بحد ذاته يفتح الأفق بأن لا شيء يحجبهم عن المساهمة العالمية في التنمية المستدامة، ولا شيء سيقف أمامهم الآن للعمل على الإنتاج المعرفي العلمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©