السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«جيلي» تصعد «سلم العالمية» عبر بوابة «فولفو»

«جيلي» تصعد «سلم العالمية» عبر بوابة «فولفو»
11 ابريل 2010 22:33
تجمع صفقة شراء “جيلي” شركة “فولفو” بنحو 1,8 مليار دولار، بين متناقضين هما السيارة “فولفو” السويدية عنوان الجودة لسيارة متوسطة الفخامة والاستخدام العملي رغم ثقل ظلها النسبي. وكانت “فولفو” في سنوات الانتعاش الخيار البديهي للعديد من الأميركيين والأوروبيين . أما “جيلي” في المقابل، فهي سيارة مغمورة غير معروف سوى القليل عنها خارج الصين سواء نظراً لعدم قدرة سياراتها الصغيرة الرخيصة بعد على الإيفاء بمعايير السلامة والبيئة الأكثر صرامة في الدول المتقدمة، ولكنها مع ذلك طموحة. تأتي هذه الصفقة لتختم مفاوضات “فورد” المطولة في بيع آخر سيارة أوروبية فاخرة كانت اشترتها في موجة من التوسعات المتغطرسة التي بدأتها “فورد” في أواخر ثمانينات القرن الماضي. وبعد التخلص في 2006 من “استون مارتن” و”جاجوار لاند روفر” التي ضمها الن مولالي مدير فورد التنفيذي من “بوينج”، قرر أن يتخلص أيضاً من “فولفو” التي خسرت 1,3 مليار دولار العام الماضي ولم تبع سوى 335 ألف سيارة فقط. وعلى الرغم من التعافي البادي على “فولفو” هذا العام وبلوغها مستويات مستدامة من التشغيل، تنطوي استراتيجية مولالي تحت شعار “فورد واحدة” على تكثيف كافة موارد الشركة المالية والإدارية لإحياء اسم “فورد”. بالنسبة لـ”جيلي” يعتبر شراؤها “فولفو” خطوة شديدة الجرأة منطوية على الإصرار والمغامرة. وفي مقدور هذه الصفقة أن تساعد “جيلي” في تحقيق حلم مؤسسها لي شوفو الذي يعتبر (هنري فورد الصين ) في أن تصبح من كبريات شركات صناعة السيارات عالمياً. وعلى الرغم من أن “فورد” بذلت كل مساعيها للاستحواذ على كافة حقوق “فولفو” الفكرية، إلا أنه لا يزال لدى فولفو الكثير من خصوصيتها، لاسيما في مجال السلامة المهم الذي تعزم جيلي على الاستفادة منه ما سيضفي الموثوقية على سياراتها المتوسعة كماً وكيفاً. كما ستتعلم “جيلي” من “فولفو” أسلوب إدارة سلسلة توريد عالمية وشبكة توزيع دولية. غير أن “لي” يعتقد أن فولفو ستستفيد أيضاً. وأهم الفوائد هي استخدام طاقاتها في الصين أكبر سوق سيارات في العالم وأسرعها نمواً. يذكر أن مبيعات فولفو في الصين من خمسة عشر عاماً فاقت مبيعات أودي، ولكن اليوم انقلب الحال ولم تبع فولفو في الصين سوى 22000 سيارة فقط. كما يعتقد لي شوفو أن “فولفو” سيتاح لها المجال بلا قيود في شرائح من السوق كانت مغلقة أمامها من قبل نظراً لأنها كانت مشغولة بموديلات من “جاجوار لاند روفر” بل و”فورد” ذاتها. وربما تظل فولفو تناهض لتصبح منافساً حقيقياً لسيارات “أودي” و”بي ام دبليو” و”مرسيدس” التي تهيمن على سوق السيارات الفاخرة ولكنها تطمح إلى أن تعطيها “جيلي” حضوراً كبيراً في الصين . وستظل مواقع إنتاج “فولفو”و الرئيسية في السويد وبلجيكا غير أن لجيلي خططاً لمصنعين اثنين ووحدة تجميع محركات في الصين . بذلك ومن خلال انتشار منافذ توزيع “جيلي” لعل يكون في مقدور “فولفو” مضاعفة مبيعاتها في الصين إلى 600 ألف سيارة بحلول عام 2015 بحسب لي شوفو. غير أن ما يفترض أن يضمن فعلياً نجاح “فولفو” مستقبلاً في الصين هو التزام الحكومة الصينية بتعهداتها. ورغم أن “جيلي” شركة ملكية خاصة في الصين وهو شيء نادر، إلا أنه لم يكن في مقدورها تجميع المال اللازم لشراء “فولفو” (بالإضافة إلى 900 مليون دولار تعتزم ضخها في رأسمالها التشغيلي) لولا دعم البنوك الحكومية وصناديق الاستثمار الإقليمية الصينية. وكان لحضور لي يزهونج وزير الصناعة والتكنولوجيا الصيني حفل توقيع العقد دلالة مهمة هي أن “جيلي” والصين تشتريان معاً “فولفو”. ورغم إتمام الصفقة، إلا أن هناك شكوكاً تلوح في الأفق. ذلك لأن سجل ما سبق تأسيسه من اندماجات صناعة سيارات مع جهات أجنبية في الصين غير مطمئن. ورغم اعتزام “جيلي” السماح لـ”فولفو” العمل بدرجة كبيرة من الإدارة الذاتية يبدو أن المنازعات الثقافية أمر يكاد يكون حتمياً. وفي الصين هناك قلق من افتقار “جيلي” خبرة تولي إدارة شركة أجنبية شهيرة ولكن واهنة وهو ما يدركه لي شوفو جيداً. و”فورد” تؤكد أن لـ”جيلي” إمكانات استيعاب “فولفو” وتعزيزها. ويقال إن لويس بوث مدير مالي فورد أعجب بـ لي شوفو، معتبراً إياه مولعاً بنشاط السيارات. وفي وقت تتعرض فيه العلاقات بين الصين وشركات دولية إلى توتر شديد لا يعتبر مستقبل شركة سيارات سويدية صغيرة المخاطرة الوحيدة. عن «ايكونوميست»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©